أسرة صغيرة تساوى حياة كريمة
أسرة صغيرة تساوى حياة كريمة


لم تبحث عن "العزوة" وفازت فى مباراة الحياة بطفلين فقط

الأسرة الصغيرة تهزم «الأورطة»

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 04 مارس 2021 - 02:50 م

أسرة صغيرة تساوى حياة كريمة.. حلم نتمنى أن يتحقق على أرض الواقع فى كل ربوع مصر للقضاء على شبح الانفجار السكاني.. وفى مباراة الحياة هناك من يحرص على ذلك، وهناك من لايزال يتمسك بمعتقدات وتقاليد بالية ترفع شعار"انجب كثيراً" من أجل السند والعُزوة.

فى هذا السياق تعرض "آخرساعة" نموذجين لأسرتين مصريتين التزمت إحداهما بتنظيم الأسرة وحققت قدراً كبيراً من السعادة والأخرى لم تكترث بذلك، وكان الزواج فى كلتا الأسرتين منذ عشرين عاماً.

بدأ أحمد ودنيا حياتهما الزوجية سوياً بالتفاهم والاتفاق على تكوين أسرة صغيرة تحيا حياة كريمة ناجحة، وتقول دنيا إنها تزوجت فى سن صغيرة، وكانت تعيش مع أسرة زوجها فى منزل عائلي، ولم يكن لديها الوعى الكافى لتحمل مسئولية الزواج وتربية الأبناء، فقررت هى وزوجها إنجاب طفلين فقط ليتمكنا من تربيتهما تربية صالحة فى أجواء من الألفة والسعادة، وتوفير كل سبل الراحة لهم والوصول بهم إلى بر الأمان. 

حملت دنيا وأنجبت طفلتها الأولى، وكانت ظروف المعيشة قاسية إلى حد ما، فقررت أن تتقدم لوظيفة للمساعدة والمشاركة فى تحمل أعباء الحياة، واستطاعت إقناع زوجها بذلك، وبالفعل بدأت بالعمل فى شركة استيراد واستطاعت أن تثبت نفسها وحصلت على ترقية، ما جعلها هى وزوجها قادرين معاً على تحسين مستوى المعيشة ثم حملت فى طفلها الثانى. 

ولم يكتفِ الزوجان بالتقديم لطفليهما فى مدارس ذات مستوى جيد، بل قاما بتنمية مهارتيهما وهوايتهما. 

اشترك الابن فى رياضة الفنون القتالية والسباحة وشارك فى العديد من البطولات وحصل على ميداليات بجانب تفوقه فى الدراسة، أما شقيقته فهوايتها المفضلة هى فن التجميل والرياضة، وبدأت بالفعل فى صقل موهبتها، وقريباً جداً ستكون "كابتن" فى مجالها الرياضى. 

على النقيض تماماً، يرى محمد إبراهيم، أن الأطفال هم السند والعزوة، لذا قرَّر عدم تنظيم النسل وأنجبت له زوجته 10 أبناء خلال سنوات زواجهما العشرين، وأكد أن هذه عادات وتقاليد عائلته بأكملها، إذ إن لديه 9 أشقاء آخرين، كلٌ منهم لديه عدد كبير من الأبناء. 

هذا الرجل البسيط الذى ترجع أصوله إلى محافظة المنيا، يعمل "منجداً" فى ورشته الخاصة بالقاهرة، تزوج من ابنه خالته وأنجب منها أبناء فى أعمار مختلفة. 

أما الزوجة فقد خاضت تجربة الولادة الطبيعية أربع مرات، فيما أنجبت ست مرات قيصرياً، حتى أخبرها الطبيب بأن الأمر أصبح يمثل خطورة كبيرة على صحتها ونصحها بإجراء عملية لمنع الإنجاب نهائياً. 

يحرص الزوج على تعليم جميع أبنائه فى المدارس حتى يستطيعوا القراءة والكتابة فقط من دون اكتراثه بحصولهم على شهادة جامعية، ليساعدوه فى مهام عمله بالورشة، كما أنه يحرص على تعليم الذكور مهنة التنجيد منذ الصغر، لتكون لديهم صنعة يجيدونها فى الكبَر، أما الفتيات فيقوم بتزويجهن بدءاً من سن 18 عاماً. 

وأكد أنه لا يستطيع أن يجد الراحة الكاملة فى منزله، فحياته كلها ضغوط ودائماً يحدث شجار بين أبنائه، حتى أنه يفكر أحياناً فى الزواج مجدداً ليجد الراحة فى مكان آخر، أما الزوجة فهى التى تتحمل المسئولية كاملة من رعاية وتربية واهتمام بالأبناء، فضلاً عن المهام اليومية التى لا تنتهى من شراء مستلزمات البيت وتحضير الطعام وغسيل الصحون، وقضاء نحو ثمانى ساعات يومية فى غسيل الملابس، ما جعلها مرهقة بدنياً ونفسياً.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة