عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

دعاة التشدد!!

عبلة الرويني

السبت، 06 مارس 2021 - 06:02 م

لا نستطيع قراءة كتاب الباحث والكاتب الصحفى وائل لطفي (دعاة عصر السادات.. كيف تمت صناعة التشدد فى مصر) بعيدا عن مشروعه، فى بحث ظاهرة الدعاة الجدد، التى سبق تقديمها ودراستها فى كتابيه الصادرين عن دار العين (الدعاة الجدد) و(دعاة السوبر ماركت)... فى الكتابين يتوقف وائل لطفى أمام نجوم دعاة التسعينيات،بصورهم الحديثة ودورهم المختلف..ملابسهم العصرية،لغتهم البسيطة السهلة،وخطابهم غير التقليدى يقدمونه عبر الفضائيات...

وكان عمرو خالد هو الداعية الأكثر نجومية بين دعاة السوبر ماركت بالتسعينيات!!.....وفى دعاة (عصر السادات) (يستكمل وائل لطفى بحثه،بالعودة إلى دعاة السبعينيات وعلاقتهم بالرئيس السادات،ودورهم التأسيسى فى أسلمة المجال العام...وبالطبع كان الشيخ شعراوى هو (النجم الديني) الأول الأكثر حضورا بأسلوبه غير التقليدي،وقدرته على التواصل ومخاطبة الناس ببساطة عبر شاشة التليفزيون،ليكون البداية النموذج (لدعاة الفضائيات)...

وكان الشيخ كشك (إمبراطور الكاسيت الديني) صاحب الصوت الغاضب والمرتفع و(داعية التوك شو)!!...يتوقف الكاتب أمام دعاة السبعينيات ودورهم فى صناعة التشدد، وتحويل المجتمع المصرى إلى مجتمع سلفى (الشعراوي..الشيخ كشك..الغزالي..السيد سابق..عبد الحليم محمود..إبراهيم عزت..المحلاوي)..ويوضح الكتاب دور السادات فى دعم الإسلاميين بفصائلهم المختلفة..سواء بالتصالح مع الإخوان،أو بدعم الجماعات الإسلامية فى الجامعة،أو بالسماح لدعاة التيار الإسلامي،أن يتحولوا إلى زعماء على المنابر...فعل السادات ذلك لتقليص نفوذ اليساريين والناصريين فى الجامعة والمجتمع..إضافة إلى طبيعته المحافظة،وحرصه على أن يكون (الرئيس المؤمن)!!

والمؤكد حاليا أن ظاهرة الدعاة فقدت تأثيرها،بعد أن شهدت تراجعا وأفولا... وهو ما يحتاج إلى كتاب آخر فى مشروع وائل لطفى، ليغلق قوس الدعاة الجدد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة