الإثنين، 08 مارس 2021 - 06:19 م

يبدو أن قصة محمد صلاح مع "ليفربول" قاربت نهايتها.. حتى وقت قريب كان الاحتمال الأكبر أن يستمر صلاح مع ناديه وأن تتواصل قصة النجاح الكبير الذى جعل النادى العريق يستعيد أمجاده، وجعلت من نجمه المصرى "مو صلاح" الذى تتغنى به جماهير "ليفربول" العاشقة للكرة الجميلة.

لكن كل شيء تغير خلال الشهور الماضية وكشف صلاح عن متاعبه وألمح للرحيل، وكشفت نتائج الفريق عن أزمة طاحنة لابد أن لها جذورها العميقة وأسبابها القادرة على تحويل الفريق البطل ـ خلال شهور قليلة ـ الى صيد سهل للمنافسين، وتحويل مدربه "كلوب" الأفضل فى العالم فى الموسمين الماضيين إلى مدرب يعيش أسوأ فتراته التدريبية وهو يقف عاجزا عن وقف التدهور السريع فى أحوال فريقه الذى خرج مبكرا من المنافسة على أى ألقاب محلية، والمرشح للخروج من بطولة أندية أوروبا الذى توج بعرشها فى الموسم الماضى.

كنت أتابع الأحاديث عن انتقال "صلاح" وأشعر أن بقاءه فى "ليفربول" قد يكون الخيار الأفضل. فهو ـ كما أكد مرارا ـ مرتاح للحياة هناك وسعيد بمحبة الجماهير وبما يحققه على المستوى الشخصى من نجاحات رائعة جعلته ضمن الأفضل فى العالم. ثم لماذا ينتقل الى أندية أخرى وقد أصبح ناديه فى المقدمة على المستوى المحلى والأوروبى؟

أيضا كانت أوضاع الأندية الكبرى فى أوروبا " فى ظل كورونا" لاتبعث على أن تكون خيارا مفضلا أمام صلاح، بما فى ذلك "ريال مدريد" الذى فقد الكثير من بريقه بعد رحيل رونالدو و"برشلونة" الذى يعانى من أزمة طاحنة قد تتضاعف إذا رحل نجمه "ميسى" كما هو مرجح حتى الآن!!

كانت الظروف ترجح أن يبقى صلاح فى ناديه، وأن يبقى ناديه فى القمة التى وصلها مع مدربه "كلوب" ومجموعة اللاعبين الذين أصبح معظمهم ضمن الأفضل فى العالم.. لكن يبدو أن كل شيء تغير، أو أن الصورة من الداخل ـ بالنسبة ليفربول ـ كانت غير مايبدو للعيان، شأنه فى ذلك شأن أندية كبيرة عديدة تحاصرها المشاكل التى تضاعف تأثيرها مع الأزمات المالية ومع غياب الجماهير ومع سوء الادارة!!

والحاصل الآن أن "ليفربول" يفقد كل نقاط قوته ـ الهزائم المتوالية تكشف عن خلل أكبر من أن يتم علاجه بسرعة. المدرب "كلوب" يبدو وكأنه فقد السيطرة على الفريق، ومنافسات النجوم تحولت لصراعات، والخلافات التى كانت محاصرة داخل غرف الملابس أو مكاتب الادارة لم تعد كذلك.

والحديث عن نهاية العلاقة الجميلة بين صلاح وليفربول أصبح الأقرب سيخسر "ليفربول" الكثير، وسيكون على صلاح أن يضاعف الجهد لكى يكتب صفحة جديدة ومتميزة فى ظل ظروف صعبة على الجميع.

بالتوفيق لصلاح أيا كان اختياره.