صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


التفكير الزائد يدفعك للإدمان

دينا درويش

الخميس، 11 مارس 2021 - 03:12 م

نطالع يوميا عبر صفحات التواصل الاجتماعي أصدقائنا، وهم يشتكون من التفكير الزائد، ورغم أن أغلب ما يتبادله أصدقائنا عن الـoverthinking مجرد فكاهات يرثون بها حالهم، إلا أن التفكير الزائد مشكلة غاية في الخطورة وهو واحد من أكثر المشكلات النفسية التي تواجه مختلف الأجيال.

ورغم أن تلك المشكلة ليست مهددة للحياة أو خطيرة ولكنها تكون مزعجة لصاحبها لأبعد حد، فإدمان التفكير والتفاصيل ليس مريحاً على الإطلاق، وسواء كانوا يجلدوا أنفسهم بسبب خطأ ارتكبوه بالأمس أو يشعرون بالقلق تجاه الكيفية التي سينجحون بها غدًا، فإن مرضى التفكير الزائد يعانون من الأفكار المُحزنة غالباً وعدم قدرتهم على إخراجها من رؤوسهم مما يجعلهم في حالة من الكرب المستمر ،وعلى الرغم من أن الجميع يفكر في العديد من الأشياء من حين إلى آخر، إلا أن بعض الأشخاص لا يمكنهم أبدًا تهدئة مجموعة الأفكار المستمرة حيث أن حسهم الداخلي يتضمن نمطين من الأفكار المدمرة وهما الأفكار القلقة والأفكار المؤنبة.

 

ويمكن القول، بأن الشخص يعاني من التفكير الزائد عندما يكون لديه قلق مستمر نحو المستقبل وتأنيب ناحية الماضي، أما القلق فهو ينطوي على تنبؤات سلبية غالبًا ما تكون كارثية حول المستقبل ،ولا يستخدم مرضى التفكير الزائد فقط الكلمات للتفكير في حياتهم، فهم في بعض الأحيان يستحضرون الصور وقد يتصورون أن سياراتهم تسير على الطريق وتقوم بحادث، أو قد يعيدوا تشغيل حدث مؤلم في أذهانهم مثل الفيلم، وفي كلتا الحالتين فإن ميلهم إلى التفكير في كل شيء يعيقهم عن فعل شيء مثمر ،وإن علاج تلك المشكلة يتوقف بالدرجة الأولى حول الوعي، فوضع حد لإعادة الأحداث والتخمين السلبي والتنبؤات الكارثية أسهل من القول ولكن مع الممارسة المنظمة واتباع تقنيات العلاج المختلفة وخطواته يمكنك تقييد أنماط التفكير السلبي الزائد والتخلص من ذلك الكابوس.

 

ويمكن علاج التفكير الزائد والتخفيف منه عن طريق الآتي:

 

أولا: الوعي بكثرة التفكير، فعندما تلاحظ إعادة تشغيل الأحداث في عقلك مرارًا وتكرارًا أو القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها فأقِر بأن أفكارك ليست مفيدة.

 

اقرأ أيضا

إنفوجراف | 6 مشروبات طبيعية لتهدئة الأعصاب

 

ثانيا: تحدي الأفكار فلعلاج التفكير الزائد عليك التخلص من الأفكار السلبية وتعلم كيفية التعرف على أخطاء التفكير واستبدالها قبل أن تخرج عن السيطرة .

 

ثالثا: ركز على حل المشكلات بشكل فعال فالتعمق في مشاكلك ليس مفيدًا، لكن البحث عن حلول أمر مفيد. 

رابعا: يعتبر تجنب المشكلات لفترات طويلة من الزمن ليس مفيدًا، ولكن التفكير الفعال قد يكون مفيدًا، يمكن أن يساعدك التفكير في كيفية القيام بالأشياء بشكل مختلف أو التعرف على الأزمات المحتملة لخطة ما خلال هذا الوقت اسمح لنفسك بالقلق أو التأنيب أو التفكير فيما تريد ثم عندما ينتهي الوقت انتقل إلى شيء أكثر إنتاجية.

 

خامسا : عليك ممارسة التدريب الذهني لعلاج التفكير الزائد فمن المستحيل إعادة صياغة ما حدث بالأمس أو القلق بشأن الغد بينما أنت تعيش في الوقت الحاضر، التزم بأن تصبح أكثر وعياً وذلك يتطلب تدريبا مثل أي مهارة أخرى، ومع مرور الوقت يمكن أن يقلل ذلك من التفكير الزائد .

 

اخيرا : اخبر نفسك بالتوقف عن التفكير في شيء يمكن أن يأتي بنتائج عكسية فكلما حاولت تجنب دخول الفكر إلى عقلك، كلما زاد احتمال ظهوره ،لذا فإن انشغالك بنشاط ما هو أفضل طريقة لتغيير القناة مثل ممارسة الرياضة أو المشاركة في محادثة حول موضوع مختلف تماماً أو الحصول على العمل في مشروع من شأنه أن يصرف عقلك عن مجموعة من الأفكار السلبية.

 

في النهاية انتبه إلى أن التعمق في أوجه القصور والأخطاء والمشاكل يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، وبينما تتراجع صحتك العقلية يزداد ميلك للتفكير مما يؤدي إلى حلقة مفرغة يصعب كسرها ،وتشير الدراسات أيضًا إلى أن المبالغة في التفكير تؤدي إلى ضائقة عاطفية خطيرة للهروب من هذا الضيق يلجأ العديد من المرضى إلى استراتيجيات المواجهة غير الصحية مثل الكحول أو الطعام، كما تؤكد أن التفكير والقلق يؤديان إلى ساعات نوم أقل ونوعية نوم أسوأ.

 

 

اقرأ ايضا||أطعمة تخلصك من الضغط العصبي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة