ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

استفت قلبك

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 12 مارس 2021 - 08:39 م

فى وجود الإنترنت والسموات والقنوات المفتوحة والتكاثر المستمر للمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى، كان من المفترض ان يكون هذا هو «العصر الذهبى» للحقيقة، حيث لم يعد ممكناً اخفاء شىء. ورغم الآثار الجانبية لهذا الانفتاح، مثل انتشار الأخبار الزائفة، ظل للحقيقة مرجعيات ملموسة ابرزها الصوت والصورة. بمعنى انه فى حال اختلطت عليك الأمور، ستصدق ما تسمعه بأذنيك او تراه بعينيك. لكن مع ظهور الجيل الثانى من الـ «Deep Fake»، او«التزييف العميق»، أصبحنا بصدد توديع مفهوم «الحقيقة الثابتة» ولمن لا يعرف فإن الـ «Deep Fake» هو تقنية تقوم على استخدام الذكاء الاصطناعى لصنع فيديوهات زائفة لأشخاص معروفة يفعلون فيها ويقولون ما يرغب صانع الفيديو فى إظهاره. وبدأ الجيل الأول من هذا التزييف فى2017 بتركيب وجوه نجمات السينما على اجساد اخريات فى افلام اباحية ثم تمدد السرطان لشخصيات سياسية ورأينا فيديو لملكة بريطانيا ذات الـ٩٥ عاما وهى ترقص، وفيديو للرئيس الامريكى الراحل نيكسون وهو يتحدث عن فشل رحلة وصول المركبة ابولو للقمر، وهو خطاب لم يحدث أصلا كما ان المركبة وصلت بسلام. ووفقاً للإحصائيات، تتضاعف الفيديوهات الزائفة كل ٦ اشهر وفى غضون ١٠ سنوات سيكون من المستحيل التمييز بينها وبين الحقيقية وسيكون التزييف متاحا لكل من يملك حاسوبا ومعرفة بالذكاء الاصطناعى ونية سيئة. وبجانب ما يمكن ان يسببه ذلك من أزمات للأفراد بداية من الإساءة او إلصاق التهم الباطلة، وصعودا حتى التسبب بكوارث اقتصادية للدول وإثارة الفوضى وربما إشعال الحروب، ستكون «الحقيقة» الضحية المؤكدة لهذا التطور، حيث لن يمكن التأكد من حقيقة اى فيديو، وحتى لو كان حقيقيا سيكون لصاحبه القدرة على التنصل منه لو أراد.. قريبا يا سادة لن تكون الصورة بألف الكلمة والفيديو بمليون، ولن تعود «الرؤية» عنواناً للحقيقة، وسيكون لكل شخص حقيقته الخاصة التى يرغب فى تصديقها لنعود إلى المبدأ الإسلامى المعروف «استفت قلبك».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة