صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«شراء الصفحات بمتابعيها» وسيلة اصطياد الزبون.. و«العربون أولاً» الفخ الأشهر

الأوكازيون الإلكتروني.. نصب و«ضحك على الدقون»

أميرة شعبان

السبت، 13 مارس 2021 - 06:59 م

- المواطنون: نحصل‭ ‬على‭ ‬منتجات‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات.. ‬والبلوك‭ ‬طريقة‭ ‬هروب‭ ‬التاجر

- رئيس‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭:‬ الصفحات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬كالبائع‭ ‬الجائل من‭ ‬الصعب‭ ‬تتبعه

«الأوكازيون».. تعد من أهم الفترات التى ينتظرها المواطن كل عام للحصول على مختلف المنتجات بأسعار مخفضة، وتعطى وزارة التموين اهتماما جليا بهذا الموسم فتضع له آليات وضوابط محددة حتى يستفيد المواطن من التخفيضات الحقيقية.. إلا أن هذا العام كان مختلفا إلى حد كبير فالبرغم من مشاركة نحو 3 آلاف محل تجارى فى الأوكازيون منذ بدايته إلا أن ظروف جائحة كورونا جعلت نسبة من المستهلكين تتجه إلى عملية الشراء الإلكترونى، مما أدى لظهور عمليات نصب وتحايل تحت مسمى الأوكازيون، يقع فريستها المواطن الذى يصطدم بواقع أن الجهات التى تعامل معها من الصعب محاسبتها أو تطبيق القانون عليها.. وفى هذا التحقيق نرصد أبرز أشكال عمليات النصب فى فترة الأوكازيون، والآليات التى يجب اتباعها لمحاولة تجنبها مع معرفة مدى إمكانية خضوع تلك الجهات لرقابة جهاز حماية المستهلك.

د.أيمن حسام الدين

منذ بداية إعلان د. علي المصيلحى وزير التموين، عن بدء «الأوكازيون الشتوي»، تسارعت الصفحات التجارية فى التنافس لجذب أكبر عدد من المستهلكين خاصة بعد أن دفعت جائحة كورونا إلى حرص عدد من المواطنين عدم النزول للأسواق إلا للحاجة الشديدة.

واستخدمت تلك الصفحات أساليب دعائية وقع فريستها المواطن بسهولة، فبجانب التخفيضات المالية المعلنة والتى وصلت فى بعض الصفحات إلى 70%، لجأ مجموعة من التجار إلى تقديم خدمة الشحن المجانى لجميع مناطق القاهرة الكبرى والجيزة، بل تمادى آخرون للشحن بشكل مجانى للمحافظات.

كما تنافس التجارعلى تقديم العروض، فمنهم من أعلن توفير قطعة مجانية عند الشراء، او الحصول على 3 قطع بثمن واحدة، مما أغرى الكثير خاصة فئة السيدات والمراهقات حيث إن الملابس والأدوات المنزلية وأدوات التجميل والأحذية كانت متصدرة لقائمة الأوكازيون.

أساليب الخداع

مع تقديم كل تلك العروض بدأ المستهلك فى الشراء إلا أنه لم يمر سوى اسبوع أو 10 أيام على بدء الموسم حتى بدأت صراخات المواطن تعج بصفحات التواصل الاجتماعى، معبرين عن تجاربهم السيئة وحالات النصب التى تمت من قبل التجار.

فتعرض جاسر محمود لخداع من شركة اكسسوارات رجالى لها عدد كبير من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، وبعد أن تم الاتفاق على «الطلبية» وتحديدها طالبته خدمة العملاء بدفع عربون جدية، حتى يتم تنفيذ «الاوردر» حسب طلبه نظرا إلى أن مبلغه كبير وأنه «طلب مستعجل مخصوص».

وبالفعل بعد أن أرسل العربون مر نحو أسبوع ولم تصل الطلبية فتواصل معهم كثيرا دون رد، وبعد اتباعه كل وسائل الضغط تم إبلاغه أن «التشكيلة اللى طلبها» نادرة ولم تصل لهم حتى الان، فطالب برد عربونه لكن بلا فائدة فتهربوا منه رسميا ولم يردوا أى مبلغ.

ويوضح جاسر الحقيقة قائلا « لما اكتشفت الخدعة اللى حصلت بدأت أدور وراءهم واكتشفت انهم مجموعة بيشتروا الصفحات الكبيرة من على مواقع التواصل الاجتماعى وبيستغل عدد المتابعين الكبير فى اعطاء ثقة للصفحة، وبالفعل لما دققت فى التعليقات على المنتجات لقيتها كلها اما ناس بتسأل على أسعار أو حد كاتب انهم نصابين، وللأسف مخدتش بالى إلا بعد فوات الأوان».

عملية نصب أخرى كان «البلوك» هو بطلها، فبعد أن طلبت مؤمنة احمد، طالبة جامعية، بضع قطع ملابس من تاجرة على تطبيق «الانستجرام» ووصول المنتجات خلال 3 أيام فقط، اكتشفت انها مختلفة تماما عن المعروض.

وتروى لنا مؤمنة ما حدث قائلة «كان فيه عرض معمول على سويت شيرت شتوى ان الـ 3 قطع بـ250 جنيها بدلا من 600 جنيه فى وقت الاوكازيون وبالفعل نقيت المقاس والألوان ومطلبتش اى عربون ووصل فى ميعاده، لكن لما اخدت الاوردر من المندوب ودفعتله دخلت افتح الحاجة واقيسها لقيت الخامات وحشة جدا والمقاسات ملهاش علاقة باللى طلبته، اتصلت بيه عشان يرجع، رفض طبعا وقاللى كلمى الصفحة».

وتوضح أنها تواصلت مع الصفحة مرة أخرى فاكدوا لها ان عملية الاسترجاع غير مقبولة فى فترة الاوكازيون، ومع إصرارها أن الملابس ليست هى المعروضة وان الخامة ليست قطنا والمقاسات غير مناسبة، عرضت عليها التاجرة الاستبدال خلال أيام، فتقول مؤمنة « نقيت الحاجات البديلة وبعد 3 ايام جيت اكلمها لقتها عملتلى بلوك من الفيس والانستجرام والموبايل كمان، ولما كلمتها من اكونت اختى عملتلها هى كمان بلوك».

أما أمانى مرسى فكانت ممن حجز مجموعة من الأحذية الشتوية «البوت» من إحدى الصفحات وبالفعل وصلت بعد 10 أيام لكن الجودة كانت غير مقبولة فتقول «الصفحة أعلنت أن الخامة جلد واللى جالى حاجة اشبه بالكارتون المغلف بطبقة رديئة جد جدا من الجلد، ولما كلمتها قالتلى ان كل الجلود عندهم نفس الخامة دى وان محدش اشتكى والاسترجاع ممنوع فى الاوكازيون، وبعد 4 أيام من النقاش لقيت مفيش فايدة واستعوضت ربنا فى الفلوس»..من جانبهم دشن أعضاء موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» مجموعات وصفحات تحت عنوان «بلاك ليست التجار الاونلاين»، ويشارك فيه كل من تعرض للنصب من قبل أى تاجر أو صفحة أو «جروب» بارسال الروابط الخاصة بهم لتجنب التعامل معهم مرة أخرى.. ويحرص الأعضاء على إرسال كافة الأدلة التى تثبت ان واقعة النصب قد حدثت، سواء بصور المراسلات الشخصية أو مكالمات هاتفية، ولاقت مثل هذه المجموعات استحسانا كبيرا من قبل الأعضاء.

الفاتورة أولا

بالرغم من سعى المواطنين لمعاونة بعضهم البعض وكشف عمليات النصب، إلا أن  اغلبية المستهلكين الذين تعرضوا للنصب لم يكونوا على علم بأنه لا يمكن محاسبة هؤلاء التجار بسهولة.. وحتى مع اتصال بعضهم بجهاز حماية المستهلك بالرقم الساخن الذى أعلنت عنه وزارة التموين للابلاغ فى حالة وجود تخفيضات وهمية أو سلع غير مطابقة للمواصفات القياسية إلا أن عدم امتلاكهم لأبسط شروط عمل البلاغ يفقدهم حقهم.

وفى هذا الصدد أكد د.أيمن حسام الدين، رئيس جهاز حماية المستهلك للأخبار أن تجار مواقع التواصل والصفحات الالكترونية ومن الصعب تتبعها لأنها مجهولة المصدر، فلا يوجد لها أى بيانات رسمية لذا على المواطن عدم التعامل معها، وأوضح أن التعامل فى الاوكازيون من الممكن أن يكون الكترونيا لكن مع المواقع الرسمية والمتاجر التى لها أسماء معروفة وفواتير تجارية رسمية بحيث نضمن للمشترى حقه إذا ما حدث أى تلاعب.

وعن أكذوبة أن البضائع لا تسترجع فى فترة الاوكازيون أكد أنه هناك استبدال واسترجاع لكن بعض المنتجات لا ترد فهناك 5 حالات لا يجوز للمستهلك فيها مباشرة حق الاستبدال أو الإعادة، منها إذا كانت طبيعة السلعة أو خصائصها أو طريقة تعبئتها أو تغليفها تحول دون استبدالها أو ردها، أو يستحيل معه إعادتها إلى الحالة التى كانت عليها عند التعاقد، وإذا كانت السلعة من السلع الاستهلاكية القابلة للتلف السريع، وإذا لم تكن السلعة بذات الحالة التى كانت عليها وقت البيع لسبب يرجع إلى المستهلك، وإذا كانت من السلع التى تصنع بناءً على مواصفات خاصة حددها المستهلك، وكانت السلعة مطابقة لهذه المواصفات، والكتب والصحف والمجلات، والبرامج المعلوماتية وما يُماثلها.

وأشار حسام الدين إلى أن الشراء من الصفحات على مواقع التواصل أشبه بالشراء من بائع جائل مما يجعل الأمر صعب التتبع، ووجه رسالة للمواطنين المتعاملين الكترونيا أن يهتموا بالتعامل مع منصات تصدر فواتير رسمية لأن أول سند يتم المطالبة به لاسترداد الحقوق هى الفاتورة.

القانون والمغفلون

من جانبه أكد المحامى احمد عبد الجليل أن عمليات النصب تزداد بشكل كبير فى فترة الاوكازيون نظرا إلى تهاتف المواطنين على الشراء فى فترة الخصومات، وهنا يكون مصدر المنتج إما تاجر يتلاعب بالمنتج ويغش المواطن فى الخامات والمواصفات، أو تكون العملية نصب بحت بعيدا عن التجارة، وهذا أسلوب من اساليب النصب المتطور يندرج تحت بند جرائم النصب.

وأضاف أن مثل هذه العمليات يدفع ثمنها المواطن نفسه لانه ارتضى التعامل مع جهة غير موثوق فيها ولا تصدر أى فواتير للمواطن، لان الفاتورة كما هو معروف اول مستند رسمى نلجأ إليه فى مثل هذه الحالات، لانه لا يوجد ما يثبت انه تم الشراء من هذه الصفحة مثلا اذا تم اغلاقها او بيعها.

وبشكل عام أكد عبد الجليل أن على المواطن ان يكون أكثر حرصا عند التعامل الكترونيا فلا يسعى وراء التوفير مقابل ضياع حقه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة