الفنان القدير رشوان توفيق
الفنان القدير رشوان توفيق


رشوان توفيق: أكرمنا الله برئيس يبني.. وربنا يكفينا شر الإخوان |حوار

حازم بدر

الثلاثاء، 16 مارس 2021 - 07:38 م

هل هناك علاقة بين الواقع والتمثيل؟.. أغلب من عايشوا الفنانين الذين ارتبطت شخصياتهم على الشاشة بنمط معين، يقولون أن شخصياتهم فى الحقيقة كانت مخالفة تماما لهذا النمط، ولكن الفنان رشوان توفيق، من نوعية نادرة، لا تختلف شخصياتهم فى الواقع كثيرا عن الدراما والسينما، فالرجل الذى تنطق ملامحه على الشاشة بالود والخير، هو كذلك فى الواقع، بل قد يكون أكثر «طيبة» مما تراه على الشاشة .


ومنذ الاتصال به طالبا موعدا للحوار، ومرورا باستقباله لى أنا وزميلى المصور الصحفى ياسر مسلم، وانتهاء بالجلوس معه لإجراء الحوار، ثم وداعه لنا، لا تملك إلا أن تشعر بالتقدير والاحترام لهذا الرجل، الذى لا يقول ولا يفعل إلا الخير فى كل تصرفاته وحركاته.


فالرجل الذى حرص على أن ينهى حديثه معى تليفونيا عند طلب الحوار بالدعاء لى ولأبنائى،حرص رغم سنواته الـ 88 على أن يقدم لى واجب الضيافة بنفسه، ولم يشعرنى خلال الجلوس معه برغبته فى إنهاء الحوار عند وقت معين، معربا عن استعداده للإجابة عن أى سؤال، ولم يكتف بذلك، بل أخجلنى بأدبه الجم عندما خرج معى من منزله إلى السيارة التى تقلنى ليودعنى بنفسه، معتبرا أن ذلك من واجبات الضيافة .


ورغم كرم الفنان الكبير، واستعداده للجلوس فترة أطول، إلا أننى أشفقت عليه واكتفيت بساعة ونصف الساعة تقريبا، لأتركه كى يعيش فى عالمه الخاص الذى لا يخرج عن مصحف كبير وضعه فى زاوية من زوايا غرفة الاستقبال، وذكريات يعيش معها تمثلها صور تملأ حوائط المنزل لنجله توفيق الذى رحل عن عالمنا قبل أعوام وصور أخرى تجمعه بزوجته الراحلة ورفيقه دربه التى رحلت قبل عامين بعد رحلة زواج استمرت 62 عاما، ودروع تكريم من عدة جهات داخل وخارج مصر، ينقصها تكريم رسمى من الدولة .


وخلال الساعة والنصف، حاولت استخلاص تجربته الفنية والحياتية ضمن سلسلة حوارات «أسطوات الفن»، وربما سيكون هذا الحوار هو الأول الذى يقول فيه بعض الآراء السياسية.. وإلى نص الحوار .

محرر «الأخبار» أثناء حواره مع الفنان رشوان توفيق

- أحمد الله على نعمة الأمان.. وأخشى على مصر من الانفجار السكانى

- رسالة إلهية جعلتنى «مصليا».. وتدًينى حرمنى من أن أكون «سوبر ستار»

- علاقتى بالوسط الفنى تنتهى بانتهاء التصوير.. ولن أخلع «دبلتى الذهب» ولو كره المتطرفون

- دعوت للسادات فجاءنى فى الحلم مرددا الشهادة.. وأغضبنى تكريم الإخوان لقتلته

- عبد الناصر زعيم مخلص أساء إليه المحيطون به.. و«لا تعليق» على حكم مبارك

- لم أندم على أى عمل شاركت فيه.. وهذه قصتى مع أحد المتطرفين

- لا أشارك بمسلسل لم تكتمل كتابته.. ونعمة الستر منحتنى القدرة على الرفض

- قاضية تونسية منحتنى لقباً أعتز به.. وأميرة مغربية كانت تحفظ دعائى

وإلى نص الحوار..

- قبل الإعداد للحوار معك قرأت مقالا للأستاذ مفيد فوزى يحكى عن انطباعاته عن حوار أجراه معك، وكان اللافت قوله أنك تعجبت من اتصاله بك طالبا موعدا للحوار، فهل تشعر أنك مظلوم إعلاميا ؟


ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة قبل أن يقول بصوت خفيض: طيلة حياتى لا يشغلنى إلا عملى فقط، ولم تكن لى علاقات واسعة بأهل الصحافة والإعلام.


- هل سبب ذلك أنك شخص إنطوائى، كما قلت فى أحد الحوارات؟


أومأ بالموافقة قبل أن يقول: علاقاتى خارج البلاتوهات محدودة جدا، بمن هم على شاكلتى من الفنانين، الذين تنحصر حياتهم بين العمل ورعاية أسرهم، يعنى تستطيع القول، أنى لست من نوعية الفنانين الذين يصحبون زوجاتهم فى سهرات الوسط الفنى، التى تجعل هناك أخبارا وصورا لأعضاء هذه السهرات فى المجلات الفنية.


تجارة مع الله


- كيف يكون الفنان انطوائيا، فهذه المهنة مثلها مثل الإعلام لا يصلح فيها الإنطوائيون؟


ترتسم على وجهه ابتسامة تعكس حالة الرضا والقناعة التى يتعايش معها، قبل أن يقول: أنا مثل كثير من نجوم الصف الثانى، والذين كانوا نجوما يشهد لهم الجميع بالموهبة الفنية، ولكنهم لم يكونوا «سوبر ستار» مثل حسن رياض وحسن البارودى وعباس فارس، وذلك لأنهم لم يكونوا منتشرين اجتماعيا.


- مادمت تعرف ما ينقصك وهو الانتشار اجتماعيا خارج البلاتوهات، فلماذا لم تفعل ذلك؟


يصمت لوهلة قبل أن يقول: أحد الصحفيين كتب مقالا منذ فترة قال فيه أن رشوان توفيق كان وسيما فى شبابه ويملك قدرات فنية عالية جدا، ولكنه سلك سلوكا لا يتفق مع طبيعة المجتمع الفنى، وهذا ما حرمه من أن يكون «سوبر ستار» .


- هذا ما قال الصحفى، وهل تتفق معه؟


أومأ بالموافقة قبل أن يقول بصوت تخنقه الدموع: ربما يكون تدينى سببا لذلك، فأنا أحب الله، أكثر من حب الدنيا، وأتمنى أن أكون قد حققت شيئا مع الله، فهذه هى الجائزة الكبرى.


- أتفهم سعيك للتجارة مع الله خلال حياتك، ولكن النفس البشرية ضعيفة بطبعها، وتتوق لمن يمنحها تقدير؟


تعود الابتسامة التى تعكس حالة الرضا إلى وجهه وهو يقول: قدوم «الأخبار» إلى منزلى لإجراء حوار معى، هذا فضل من الرحمن، وطوال مسيرتى أكرمنى الله بمواقف يشعر معها المرء بالتقدير، وأن الله يقف معه، ومنها أنى كنت أجلس فى أحد فنادق المدينة المنورة بإحدى رحلاتى لأداء العمرة، فجاءنى أحد موظفى الفندق وأنا أجلس فى المطعم، قائلا لى أن مجموعة من أمراء دولة المغرب، وكانوا يجلسون على طاولة مقابلة لى، يريدون أن يصافحونى، فرحبت بهم، وفوجئت بإحدى الأميرات تردد دعائى» يا رب حببنى فى اللى انت بتحبه، وكرهنى فى اللى أنت بتكرهه»، والذى كنت قد قلته فى لقاء بالتلفيزيون المصرى .


وموقف آخر حدث لى فى تونس، حيث فوجئت أثناء اقامتى بأحد الفنادق بسيدة تنادينى وعرفت نفسها أنها تعمل قاضية، ثم قالت لى «أنت أب لأى أسرة عربية»، وهذا لقب أعتز به كثيرا.


- مهما حاولت أن تضع لنفسك حدودا، فأنت فى النهاية جزء من وسط فنى ليس كله على شاكلتك، فهل تدينك عصمك من الإنخراط فى مغريات هذا الوسط؟


أومأ بالموافقة قبل أن يقول وقد عادت ابتسامة هادئة إلى وجهه: كثيرون ممن شاهدوا أعمالى، ولاسيما أدوارى فى المسلسلات التاريخية والدينية كانوا يرون أن شخصيتى على الشاشة لا تختلف كثيرا عن الطبيعة، وأذكر أني تلقيت اتصالا هاتفيا من وزير الأوقاف الأسبق أحمد طعيمة، تعليقا على دور «الراعى» فى مسلسل عمر بن عبدالعزيز، حيث قال لى: انت لم تكن تمثل، فقد شعرت أن هذه هى شخصيتك الحقيقية.


والشاهد من ذلك، أن مساحة الدين كانت واضحة جدا فى شخصيتى، ولكنه التدين الوسطى، فأنا أبغض بشدة التطرف والمتطرفين، واتصور أن ذلك عصمنى من أى مغريات.


- يعنى مثلا لو أنك انتهيت من تصوير عمل فنى ودعيت لحفل بهذه المناسبة، كان فيه «خمور» مثلا، ماذا تفعل؟


يصمت لوهلة قبل أن يقول وقد اكتسا وجهه بملامح الجدية: أنا لا أضع نفسى فى مكان لا أرتاح فيه نفسيا، ولكن فى نفس الوقت، لا أكون فظا فى الرفض أو الحديث بحدة مع من يفعلون ذلك، فربما يكونون على موعد قريب مع الهداية كما حدث معى.


- أفهم من ذلك، أنه فى مرحلة معينة من حياتك لم تكن مساحة الدين كبيرة فى شخصيتك؟


يغمض عينيه ويأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول: ستعيدنى لمرحلة الشباب فأنا لم أكن شديد الالتزام دينيا، وكنت اكتفى بأداء ركعتين فقط فى اليوم قبل أن أغادر المنزل صباحا، إلى أن منً الله على بالهداية.


الهداية الربانية


- أشعر أن خلف هذه الهداية الربانية قصة سأكون سعيدا لو أمتعتنا بتفاصيلها...


تعود ابتسامة الرضا إلى وجهه وهو يقول بصوت خفيض: عشت فترة فى عام 1960 لم أكن أتذوق فيها طعم النوم، حتى كدت أضرب رأسى فى الحائط من الأرق.


ويصمت لوهلة قبل أن يستأنف الحديث وقد أصبحت نبرة صوته تشبه نبرته المميزة فى دور الراعى بمسلسل عمر بن العزيز: وبينما أنا على هذه الحالة فى أحد الأيام خاطبنى الله برسالة استقبلها قلبي، إذ قالى لى «قم فصل»، فقمت وتوضأت وصليت كل الصلوات قضاء،ومع الانتهاء من آخر ركعة تقوقعت على سجادة الصلاة، ونمت عليها بدون غطاء، رغم برودة الطقس حينها، واستيقظت مع شروق الشمس، ومن يومها وأنا حريص كل الحرص على أداء الصلوات فى وقتها، وما حدث معى رحمة من الله، تستوجب الشكر، لا أن أتعالى على البشر وأنظر للآخرين على أنهم مقصرون فى حق الله وأخاطبهم بفظاظه.


- وماذا تفعل عندما تريد أن تنصح الآخرين؟


يحافظ على نبره صوته الشهيرة، وهو يقول: الرحمة واللين فى الحديث، يمكن أن تأسر بها القلوب، فالله سبحانه وتعالى يقول: «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»، وأذكر فى هذا الصدد أن جاءنى مخرج كان يعانى فى بدايات عمله من أزمة مالية، ويشعر بالضيق والاكتئاب، فنصحته بالصلاة كعلاج، فرد على قائلا : كيف أصلى وانا أشرب الخمر، فقلت له : صل واشرب، وستقلع عن الخمر بعد ثلاثة أشهور، وقد كان.
ويصمت لوهلة قبل أن يواصل الحديث قائلا: هل لاحظت كيف يمكن أن تأسر القلوب باللطف واللين، وليس بالعنف والتطرف، كما يفعل المتطرفون، وكانت لى قصة مع أحدهم، حيث فوجئت به قبل أزمة كورونا عندما كنت أصلى فى زاوية قريبة من المنزل، يقترب منى ويقول لى بوجه عبوس وصوت مخيف: انت رشوان توفيق؟.. مسلسلاتك تلهى الناس عن الطاعة والعبادة، مع أن رشوان توفيق نفسه كان يصلى معه.


رسالة الفن


- رغم بشاعة هذا الرجل وأسلوبه المتطرف، ألم يجعلك بعد العودة للمنزل تعيد التفكير فيما قدمته من أعمال، وهل يوجد بها ما يسىء إليك؟
يرد على الفور: إطلاقا.. الفن جمال ويمكن من خلال الأعمال الفنية تمرير رسائل تفيد فى بناء المجتمع، ربما تكون قيمة الفن لم تعد محسوسة هذه الأيام، بسبب الأعمال المليئة بمشاهد العنف والبلطجة، ولكن بالإمكان علاج هذه المشكلة.


- كيف يمكن ذلك؟


يطلق تنهيده عميقة استعدادا لإجابة طويلة، بدأها بقوله وهو يعد على أصابعه: أولا: يجب أن تعود الدولة إلى دورها فى الإنتاج الدرامى، لأن المنتج المنفذ أو المنتج المشارك، لا يهتم إلا بالأمور المادية، ولا يعنيه كثيرا رسالة العمل، ثانيا: يجب الاهتمام مرة أخرى بجودة التأليف، فالعمل الفنى أصبح يتم البدء فى تصويره قبل الانتهاء من كتابته، فكيف يمكن للفنان أن يستوعب علاقته بباقى شخصيات العمل الفنى دون أن يقرأ كل العمل الفنى، وفيما يتعلق بالتأليف ظهرت أيضا موضة غريبة اسمها «ورشة الكتابة»، ولا أعلم الحقيقة كيف يتم ذلك، فقد كنت أقرأ النص، فأعرف أنه أسلوب أسامة أنو عكاشة، وثالثا: يجب الاستعانة بكبار المخرجين مثل محمد فاضل وإنعام محمد على ورباب حسين، فرغم وجود مخرجين جدد على درجة عالية من الكفاءة، إلا أنه ليس من المنطقى ان يكون لدينا هذه الكفاءات ولا نستفيد من خبرتها، ورابعا: يجب أن تنتهى ظاهرة النجم الأوحد الذى يدور فى فلكه العمل الدرامى، فهذا يدمر الدراما، فالعمل الجيد هو الذى يتضمن ابطالا كل واحد منهم لديه مشكلة وتتضافر حلول هذه المشاكل مع بعضها لتشكل عملا دراميا قويا، وخامسا: يجب أن يكون للمصنفات الفنية دور فى رقابة الرسائل المدمرة التى تحتويها بعض الأعمال، فقديما كانت مشكلات المؤلفين مع الرقابة فى مساحة الحرية الممنوحة، أما الآن أصبحنا نشاهد أعمالا تتضمن مفردات سوقية ومشاهد بلطجة وعنف، وهذه المشاهد عندما تدخل البيوت تدمر الخلية الصغيرة التى يتكون منها المجتمع، وهى الأسرة.


كبار الممثلين


- كنت أنتظر أن تضع من بين الحلول، الاستفادة من خبرات كبار الممثلين مثلك؟


يجيب على الفور وقد أصبح صوته أكثر حماسا: بالطبع هذه أحد الحلول المهمة، فهناك أعمال فنية أجنبية تكتب خصيصا من أجل الممثلين الكبار. 


- وهل أنت مع شكوى بعضهم من عدم العمل، أم أنك من أنصار أن الفنان يجب أن يترفع عن ذلك، كما قال لى الفنان عزت العلايلى فى حوار أجريته معه؟


يصمت لوهلة قبل أن يقول: ربما لم يشعر عزت العلايلى بهذه المشكلة، لأنه كان يصنف من فئة «سوبر ستار»، ولكن بعض الفنانين الكبار ممن يوصفون بأنهم «نجوم صف ثانى» مثلى ومثل عبدالرحمن أبوزهرة، يؤلمهم ألا يتم احترام تاريخهم الفنى، وقدراتهم كممثلين كبار يشهد الجميع بأدائهم الرائع، فمثلا هل يستطيع أحد أن ينسى دور المعلم «سردينا» لعبد الرحمن أو زهرة فى «لن أعيش فى جلباب أبى»، ودور الحجاج فى مسلسل عمر عبدالعزيز.


- وما الذى يجعل فنانا كبيرا يقبل بدور لا يحترم تاريخه الفنى.. هل الحاجة المادية مثلا أم إشباع حبه لعمل؟


يشير بإصبعيه السبابة والوسطى قائلا: الأمرين، فطبيعة الفنانين أنهم لا يدخرون، كما أن الفنان لا يحال للتقاعد، ويشعر دوما برغبته فى العمل، إلا إذا حالت ظروفه الصحية دون أن يستمر فى العمل، كأن يصاب بداء ألزهايمر، ففى هذه الحالة من الأفضل للفنان أن يبتعد.


- وهل لا تزال لديك القدرة على العمل؟


يرفع يده للسماء وهو يقول: الحمد لله، كثيرا ما أتلق عروضا، ولكنى أرفض حتى الاستماع لأى تفاصيل، إذا كان العرض يقدم وفق القواعد الجديدة.


- وماذا تقصد بالقواعد الجديدة؟


يبستم ساخرا: يقال لى مثلا ان هناك دور 5 أيام، ما هو المقابل الذى تريده، فيكون ردى المباشر: شكرا يا ابنى، فكيف أقبل أن أوافق على عمل لم أقرأه أو تنتهى كتابته، فالأصل أن تعطينى الورق وتتركنى أقرأ الدور، ثم بعد ذلك نتكلم فى الأجر.


- أفهم من ذلك أنك لم تتعرض لضغوط مادية تجبرك على التنازل وقبول مثل هذه العروض؟


يرفع يده للسماء مجددا وهو يقول: الحمد لله على نعمة الستر والصحة، فإذا كان الله قد اعطانى الستر والصحة، فلماذا أقبل بهذه القواعد الجديدة.



الفكر الصوفى


- من المعروف أنك تنتمى للفكر الصوفى، ألا ترى أن الإسلام خسر كثيرا بتفرق أبنائه بين المذاهب والفرق؟


يشير إلى مصحفه الذى يتصدر غرفة الاستقبال وهو يقول بصوت يملؤه الحماس: أنا بحب آل البيت وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أهتم كثيرا بالمسميات، وأنا ضد التطرف والمتطرفين، وأتعجب كيف يمكن لإنسان أن يعطى عقله لآخرين، ليقنعوه بأنهم عندما يفجرون مسجدا يدخلون الجنة.


ويتساءل مستنكرا: هل من فجروا مسجد الروضة فى شمال سيناء يمكن أن يشموا ريح الجنة ؟.


- بما أن مساحة الدين واضحة جدا فى شخصيتك، قد يتصور البعض أنك ربما أعطيت صوتك للإخوان فى الانتخابات؟


يرد على الفور بلهجة يغلفها الفزع: ربنا يكفينا شرهم.. ليس معنى أنى متدين، أن أكون مؤيدا لهم، فالله سبحانه وتعالى أعطانى عقلا ومنً علينا بنعمة القرآن الكريم، وهما نعمتان يعصمان أى إنسان سوى من أن يسلم عقله لأحد.


- وكيف ترى الأحداث التى مرت على مصر فى السنوات الأخيرة؟


يرفع أكف الضراعة إلى السماء مجددا: ربنا يحفظ مصر من كل سوء.. الحمد لله أن جنب مصر ما يحدث فى سوريا واليمن وليبيا، ويكفينا نعمة الأمان، وأن  يذهب أبناؤنا وبناتنا إلى مدارسهم فى أمان.


- وما الشىء المختلف فى مصر والذى جنبنا ما يحدث فى تلك الدول؟


يرد على الفور: الجيش المصرى بقيادة الرئيس السيسى، وانا من محبى الرئيس جدا، وانا عندما أقول ذلك لا أجامله، لانى لن أراه، ولا أنتظر شيئا فى هذه السن، ولكنى أرى رجلا يبنى فى البلد فى كل مكان، وقد أكرمنا الله بهذه النعمة .


- ألا تتمنى أن تقابل الرئيس السيسى وتحصل على جائزة الدولة ؟


يرد بابتسامة عريضة تملأ وجهه: والله يا ابنى، الحمد لله لقد منً الله على بنعم كثيره، ولا أشعر بأن هناك شيئا ينقصنى، وكل ما أتمناه هو أن يكتب الله الخير لمصر فى عهد الرئيس السيسى، وأتمنى من المصريين تحمل بعض تبعات هذا البناء مثل ارتفاع الاسعار، فالخير قادم ان شاء الله، وأن يساعدوا الدولة عن طريق تنظيم النسل، فأنا أخشى على مصر من الإنفجار السكانى .


- بما أنك تطرقت لقضية الإنفجار السكانى، أحب أن استفيد من قراءاتك الدينية، فبعض رجال الدين يشجعون على الإنجاب مستندين إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «تكاثروا فإنى مُبَاهٍ بكم الأمم»؟


يشير بعلامة الرفض قبل أن يقول بصوت مرتفع: هل سيباهى الرسول الكريم الأمم بنسل أصبح أغلبه من البلطجية أم بنسل حظى بتربية جيدة وتعليم جيد، فالأب الذى ينجب سبعة من الأبناء، كيف سينفق عليهم فى المدارس والجامعات، وكيف سينفق على ملابسهم، فنحن بذلك نوجد جيلا مشوه نفسياً.


الأسئلة السياسية


- أحب أن أعرف رأيك فى الرؤساء الذين مروا على تاريخ مصر، وسأبدأ بالرئيس عبد الناصر؟


يرد على الفور: زعيم وطنى مخلص، أساء له بعض المحيطين به.


- وبالنسبة للرئيس السادات؟


زعيم وطنى، كان نظيف اليد، ويكفى ان ابنته ظهرت فى لقاء تليفزيونى قالت فيه أنها تعيش حتى الآن على معاش والدها وعندما شاهدت هذا اللقاء، وجاء ذلك بالتزامن مع هوجة قضايا فساد نظام مبارك، وجدت نفسي أرفع يدى للسماء وأدعو له، ثم قرأت له فاتحة الكتاب، وغفوت غفوة بسيطة، فجاءنى فى الحلم وهو يضع يده على كتفى مرددا بصوت مرتفع الشهادة : «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله»، وعندما قصصت هذا الحلم على صديقى وزير الإسكان الأسبق حسب الله الكفراوى، قال لى انه يدل على منزلة هذا الرجل، لأنه مات شهيدا.


- وماذا عن مبارك ؟


لا أريد الحديث عنه.. كفاية كده.


- ولماذا لا تريد الحديث؟


كان قائدا عسكريا له بطولات فى حرب أكتوبر، أما عمله كرئيس، فلا أريد التعليق، فدعنا نقفز هذه المرحلة.


- سنقفز هذه المرحلة لنصل لفترة حكم الإخوان، فما رأيك فى محمد مرسي؟


يضحك قائلا: عايزنى أقول ايه، أيامهم كانت غريبة، أذكر أننى أخذت أسير فى منزلى أضرب كفا بكف، وانا أشاهد متحدث الرئاسة حينها وهو يعلن إعلان دستورى يجعل من الرئيس إلهًا، وأذكر أيضا كم الغضب الذى انتابنى وأنا أشاهد قتلة السادات يشاركون فى احتفالات أكتوبر.. ويضيف: بالذمة فى حد يعمل كده .


الدبلة الذهب


- سؤال أخير.. ألحظ انك ترتدى «دبلة ذهب» ، وقد يرى البعض أن ذلك لا يتسق مع شخصيتك المتدينة؟


يطلق ضحكة عالية قبل أن يقول: ذكرتنى بشخص فى مسجد المدينة المنورة قابلته مرتين فى عمرتين مختلفتين، وكان همه الأول البحث عن من يرتدون «دبلة ذهب» ليطالبهم بخلعها، وهذا فى رأيى تطرف، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كان يقصد بتحريم ارتداء الرجال للذهب، هو ألا نتشبه بالمترفين من الفرس، الذين كانوا يرتدون قبعات ودروعاً من الذهب، ولكن دبلة كان ثمنها عند شرائها جنيهين، هل فيها أى صورة من صور الترف .


والمفارقة أن بعضاً ممن يطلبون منك خلع الدبلة الذهب يرتدون خواتم من الألماس ثمنها يصل إلى 40 ألف جنيه، فهل هذا منطق؟.. ثم إن هذه الدبلة هى دبلة الزواج ولن أخلعها ما حييت، ولو كره المتطرفون .







 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة