الجدران والبرديات خلدت اسطورة «إيزيس» الأم المثالية فى مصر القديمة
الجدران والبرديات خلدت اسطورة «إيزيس» الأم المثالية فى مصر القديمة


المصريون القدماء أول من احتفلوا بالأم وقدسوا المرأة والأمومة

ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي

الأخبار

الأربعاء، 17 مارس 2021 - 07:23 م

كل عام وكل أم على وجه الأرض − أحياء وأموات − بصحة وسلامة وخير ومحبة بمناسبة عيد الأم الذى يحل علينا الأحد القادم، فالأم لها قداسة خاصة فى كل الأديان والعقائد والفلسفات، وإذا كان هناك اعتقاد بأن الاحتفال بعيد الأم قد بدأ فى الغرب، منحدراً عن احتفالات الربيع لدى الإغريق والرومان، أو يوم أحد الأمومة لدى مسيحيي أوروبا منذ عام 1600، فيجب أن نفخر ونعتز بأن الآثار والبرديات تؤكد أن أول احتفالات بعيد الأم بدأت فى الحضارة المصرية القديمة التى أشعت بنورها على العالم الغارق فى الظلام، الحضارة التى عرفت "فجر الضمير" كما يقول عالم الآثار الكبير "هنرى بريستد ".

قدماء المصريين هم أول من اقام احتفالاً سنوياً لتكريم الآلهة إيزيس التى كانت رمزاً للأم والزوجة المثالية، وكانت راعية الطبيعة والسحر وفقاً إلى الميثولوجيا أو علم الأساطير، كانت إيزيس زوجة أوزوريس وأخته أيضاً. وحينما قام أخاهما الغيور ست بقتل " أوزوريس "، حولت إيزيس نفسها لطائر وأخذت تجمع أجزاء جسد زوجها المتناثرة فى كل أقاليم مصر وأعادت إليه الروح، وتنجب منه ابنها "حورس" ليكون الوريث الوحيد لحكم أبيه، بعد ان انتقم لأبيه وقتل "ست" الشرير، ولذلك اعتبرت " إيزيس" رمزاً للأمومة، أقاموا لها قدماء المصريين احتفالاً سنوياً تكريماً لها.

وصنع لها المثال المصرى البارع تمثالا مشهورا وهى ترضع نجلها حورس، ويجسد التمثال مشهدًا معبرًا عن حنان ووفاء الأم عند المصريين القدماء الذين اعتبروا هذا التمثال رمزًا لعيد الأم، فكانوا يضعونه فى غرفة الأم ويحيطونه بالزهور والقرابين، ويضعون حوله الهدايا المقدسة للأم فى عيدها، كما كان الاحتفال به يبدأ مع شروق الشمس، معتبرين أن نورها وأشعتها رسالة من إله السماء للمشاركة فى تهنئتها.

واعتبر المصريون القدماء أن الأمومة ووفاء الزوجة يتجسدان فى " إيزيس" التى اعتبروها أمًا مثالية لأنها سعت لإعادة زوجها المغدور به.

تمثال "إيزيس" وهى ترضع ابنها "حورس"

وفى تاريخنا المصرى القديم حكايات كثيرة تروى كيف كرّم المصرى القديم الأم، معتقدا أن السماء كانت أمًا مثالية، ترعى صغارها وتحنو عليهم، لذلك عندما كان يموت الملوك، اعتقدوا أنهم يتحولون إلى نجوم فى جسد أمهم السماء، وهناك حكم وأمثال كثيرة دللت على اعتراف المصرى القديم بمكانة المرأة كأم، فقال الحكيم المصرى القديم " آنى " فى بردية له : " لا تنس أمك وما عملته من أجلك، ضاعف لها غذاءها، احملها كما حملتك، فإذا نسيتها نسيك الإله "، ويقول أيضا : " لقد حملتك تسعة اشهر، وحينما وُلدت حملتك ثانية، حول رقبتها وأعطتك ثديها سنوات لم تشمئز من قذارتك، ولما دخلت المدرسة وتعلمت الكتابة كانت تقف بجوار معلمك ومعها الخبز والحبة، جاءت بها من البيت "، وقال أيضا : " قدم الماء لأبيك وأمك، وإياك أن تغفل هذا الواجب، حتى يعمل ابنك مثله لك ".

وتقول بردية أخرى: " الأم هبة الإله للأرض، فقد أودع فيها الإله سر الوجود، فوجودها سر استمرار لوجود البشر "، وقد نقل اليونانيون والإغريق احترام وتقديس الأم عن الحضارة المصرية القديمة، ويرجع الاحتفال بعيد الأم فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى الناشطة الاجتماعية " آنا جارفيز "، التى احتفلت بأول عيد أم عام 1908 بحفل تأبين لأمها بكنيسة بولاية فيرجينيا، وفى عام 1914 نجحت فى جعل هذا اليوم إجازة قومية، وقد استوحى الكاتب الكبير مصطفى أمين الفكرة من التقليد الأمريكى وقدمها فى كتابه " أمريكا الضاحكة "عام 1943، وأراد أن يتم تخصيص يوم للأم لرد الجميل، واحتفل بأول عيد أم فى مصر فى عام 1956، وظهرت الأغنية الخالدة التى كتبها حسين السيد ولحنها محمد عبد الوهاب وغنتها فايزة أحمد فأصبحنا نرددها ونتغنى بها ونحن نقول " ست الحبايب يا حبيبة.. يا اغلى من روحى ودمى.. يا حنينة وكلك طيبة.. يارب يخليكى يا أمى ".

" ‬كنوز‭ ‬"

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة