الاف اللاجئين الاثيوبيين يتدفقون إلى السودان بعد الحرب فى تيجراى
الاف اللاجئين الاثيوبيين يتدفقون إلى السودان بعد الحرب فى تيجراى


العالم بين يديك | أزمة الحدود تزيد التوتر بين السودان وإثيوبيا

الأخبار

السبت، 20 مارس 2021 - 07:15 م

مروى حسن حسين

الصين زادت من وارداتها النفطية بشكل كبير من إيران وفنزويلا، حيث بلغ حجم واردات الصين النفطية من إيران فى شهر مارس، 918 ألف برميل فى اليوم، والتى تعد من أكبر «المبيعات النفطية الإيرانية» منذ فرض الحصار الأمريكى لتوريد النفط والمنتجات النفطية من إيران عام 2018.
كما استوردت الصين النفط من فنزويلا، وتشير مصادر الصحيفة إلى أن واردات النفط الإيرانية والفنزويلية زادت إلى الصين، بعد وعود جديدة من الإدارة الأمريكية بتخفيف العقوبات على إيران مقابل الوفاء بشروط الاتفاق النووي، أما فى فنزويلا فيأتى أيضا بعد وعود أمريكية بإزالة العقوبات عن البلاد فى حال تم إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

لايزال الخلاف الحدودى بين السودان وإثيوبيا يراوح مكانه بين دعاوى الحوار وطلقات المدافع المتبادلة على الحدود والمطالبة بأحقية الأراضي. لكن الجديد اعلان السودان عن شرطين للتفاوض حول المناطق الحدودية المتنازع عليها مع إثيوبيا. فقد أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق عبد الفتاح البرهان أن جيش بلاده «أعاد الانفتاح» فى الأراضى السودانية، وأن الخرطوم لن تتفاوض مع إثيوبيا إذا لم تعترف بسودانية هذه الأراضي، ويتم وضع العلامات الحدودية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها البرهان قبل أيام أمام ضباط وجنود المنطقة العسكرية فى مدينة أم درمان غربى العاصمة الخرطوم، بحضور عدد من قادة الجيش.
ويطالب السودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على اتفاقية 15 مايو 1902 التى وقعت بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، لكن أديس أبابا ترفض الاعتراف بهذه الاتفاقية، وتطالب بالحوار لحسم الخلافات.
وفى 31 ديسمبر، أعلن السودان أن جيشه بدء فى استعادة أراضى منطقة الفشقة الحدودية (شرق) بعد أن كانت تسيطر عليها ما وصفتها بأنها مليشيات إثيوبية. فى المقابل، تتهم أديس أبابا الجيش السودانى بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل الأراضى الإثيوبية، منذ نوفمبر الماضي، وهو ما تنفيه الخرطوم.
ويرى مراقبون أن مليشيات الأمهرة فى الفشقة تمارس ضغوط على أبى أحمد، لعدم تقديم تنازلات والانتقام من القوات السودانية فى الفشقة مقابل دعمه فى تيجراي، فى حين يقول مسئولون سودانيون إن إثيوبيا تحاول إرغام السودان على مغادرة الفشقة من خلال التهديد بملء سد النهضة فى يوليو القادم، دون تفاوض.
بعد سد النهضة الذى تبنيه إثيوبيا على أهم روافد نهر النيل، وبعد التدخل العسكرى المباشر فى منطقة الفشقة، أصبح هناك ملف ثالث يؤجج نار الخلاف بين أديس أبابا والخرطوم. فقد قدمت الحكومة الإثيوبية دعما لوجستيا لقوات جوزيف توكا فى ولاية النيل الأزرق الجنوبية. الدعم عبارة عن أسلحة وذخائر ومعدات قتال، وصلت إلى المنطقة فى 27 فبراير الماضى. وتهدف الحكومة الاثيوبية لاستخدام توكا لاحتلال مدينة الكرمك فى الولاية بإسناد مدفعى اثيوبى وذلك بغرض تشتيت جهود الجيش السودانى على الجبهة الشرقية.
ويقول مراقبون إنه كلما ظهرت بوادر لانفراج أزمة السودان وإثيوبيا تعود للمربع صفر، بسبب سلوك الأخيرة.
وترى صحيفة واشنطن بوست أنه مع بدء العدء التنازلى للملء الثانى لسد النهضة، وحشد قوات اثيوبية فى الفشقة، وفق خريطة دولية، فإن فرص تطور التوتر إلى حرب مفتوحة، تظل قائمة.
ورغم تأكيد حكومتى البلدين من خلال عدة تصريحات عدم عزمهما للدخول فى حرب، إلا أنه مازالت هناك تساؤلات حول إن كانت أسباب المواجهات الحالية مدفوعة بصراعات داخلية، أم أنها حقاً ستفرز مواجهة عسكرية بين الخرطوم وأديس أبابا فى نهاية المطاف.
ولا يمكن إنكار الدور الذى تقوم به المصالح الداخلية فى دفع الطرفين إلى الحرب. فالمكون العسكرى السودانى (داخل مجلس السيادة) يحتاج إلى دعم وزنه السياسى أمام مواطنيه، خاصة مع الضغوط الأمريكية المتوقعة عليه من إدارة بايدن.
فى المقابل من الممكن أن تدفع «التحالفات السياسية الداخلية الاثيوبية» رئيس الوزراء آبى أحمد إلى اتخاذ قرار بخوض الحرب، خاصة أنه قد ينعكس إيجابياً على حظوظه الانتخابية فى مايو المقبل، فى ضوء تحالفه مع ثانى أكبر قومية فى البلاد؛ «قومية الأمهرة».
فيما يرى آخرون أن عدم الاستقرار الداخلى فى كلا البلدين، سوف يدفع لتجنب نشوب الحرب، لانها ليست فى صالح أى منهما، فإثيوبيا مازالت غير مستقرة، والسودان متعثر أمام ثورته التى لم تأخذ مسارها الحقيقي، كما أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين، والتى قد تطغى على المشهد وتحل الصراع دون الدخول فى حرب مباشرة. من جهة أخرى فإن لجوء 50 ألف شخص من إقليم تيجراى إلى السودان، يزيد من الضغط الاقتصادى على هذه الدولة.
من جانب آخر يرى المراقبون ان قرار إثيوبيا فى أغسطس تخزين نحو 5 مليارات متر مكعب من المياه فى الملء الأول لسد النهضة، الذى أثر على دورة عمل سد الروصيرص السوداني، شكّل تحولاً فى التصريحات الإثيوبية المتكررة التى وعدت بعدم تأثر السودان من السد. فيما جاء إعلان أديس أبابا عن قرارها ببدء الملء الثانى لسد النهضة فى يوليو المقبل دون وجود أى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، كمن صب المزيد من الزيت على النار، ولهذا فإن خيار الحرب بالنسبة إلى إثيوبيا يعد استراتيجية لكسب مزيد من الوقت للقيام بالملء الثانى دون الحاجة لموافقة نظيرتيها.
فى المقابل يرى آخرون أن سد النهضة قد يكون «نقطة ضعف» بالنسبة لإثيوبيا، قد تستغلها الحكومة السودانية للضغط على إثيوبيا لمنع التصعيد، فى حال دخولها منطقة «الفشقة»، مضيفاً أن أى صراع خارج الحدود لن يصب فى مصلحة أديس أبابا، لأنه سيشكل تهديداً كبيراً على مصالحها فى السد، إذ قد يتعرض «لضربة خاطفة».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة