خالد رزق
خالد رزق


مشوار

أمى.. مساحة خاصة جداً

خالد رزق

الأحد، 21 مارس 2021 - 08:19 م

  أمس كان الاحتفال بعيد الأم.. واهبة الحياة وراعية العمر الأبدية، فى مدرستى الابتدائية لقنوننا أن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن الأم تقدم ثلاثاً على الأب، ولأن التلقين أمر والفهم والاستيعاب وإدراك المعانى شأن آخر كنت احفظ الكلام واستظهره عن غيب فى الامتحان والتعبير، ولكنى اعترف بأنى وحتى صدر شبابى لم أكن أفهم لماذا هذا التمييز للأم !!
 نعم كان كل ما تقوم به أمى من صور الرعاية على اتساع مدلولاتها هو عندى حقوق ثابتة لى ولم لا عند ذاك الوجدان الهزيل، وقد اعتدت أن تقوم بكل ما تفعل لى تلقائياً ومن دون كلل ولا شكوى، فقط لأنى ابنها.. حينها لم أكن أحسب حساباً لكل ما تفعل كان الأمر عندى أن هذه هى وظيفة الأمهات، وكإنما هو واجب عليها لا يجوز حتى أن يشعرها بإرهاق.
اليوم وبعد أن بلغت من العمر مبلغاً وبات أبنائى فى عمر الشباب، وألقى ما ألقى لرعايتهم، أنظر إلى أمى هذه المرأة الصبور الدؤوب الحنون، بكل ما تحملته وتتحمله إلى اليوم لرعايتى وإخوتى وحتى للأحفاد، وأنا أفهم لماذا ميز الله الأمهات، كيف لا وأنا أعجز حتى عن حساب ما بذلت وتبذل من روحها قبل بدنها ككل حنون بالإطلاق لا حدود لعطائه، وأعجز حتى أن أصدق أن كل ما فعلت وتفعل بوسع بشر عادى أن يتحمله، كل هذا السيل الجارف من الحب الصافى الفريد النبيل والعطاء المتدفق بلا توقف كما نيلنا العظيم، بلا شكوى ولا انتظار لمقابل.
   تشفق علىّ أمى كما لا يشفق على أحد، تشفق حتى من صعودى سلم بيتنا لأراها، لا يهمها شيء إلا أن تعرف أنى بخير، فى غيابى وهو غياب المضطر وفى حالات يطول، لا تنتظر منى أكثر من دقائق معدودة أهاتفها فيها فتطمئن ولا يهدأ شوقها، شوق عجيب ألمسه حتى وأنا بحضرتها تعايننى فتسبر عمق عمق روحى، وكيف لا وهى الكائن الوحيد فى حياتى الذى يعرفنى أكثر من نفسى.
أمى أحبك بلا حدود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة