الإثنين، 22 مارس 2021 - 08:31 م

 عنوان لافت يعبر عن معنى مذهل إذا ما تأملناه مليا، واستوعبناه كليا، فهو يختزل فى وجازته ملحمة نابضة عظمى، ويختصر حكاية مثيرة مزدحمة بالأحداث الحاشدة المنهمرة، فذلك العنوان «مصر تتغير» يعكس فلسفة عصر بأكمله، ويجسد واقعا حيا يتشكل فى أفقنا بسرعة فائقة، قد تبدو فوق طاقة البعض على الاستيعاب، وقدرة الكثيرين على المواكبة، حيث لم تشهد عصورنا المتلاحقة على مدى تاريخنا الممتد الموغل فى القدم مثل ذلك التحقق المتلاحق، والتغييرات المتعاقبة فى تسارع قافز لاهث، مما أسفر فى فترة وجيزة عن تشكل عالم جديد بالغ الإشراق، شاسع الجنبات والانحاء، يحمل سمات الوفرة المفتقدة دهورا، لذلك لبيت مرحبا دعوة المفكر الكبير والمؤرخ البارز د.مصطفى الفقى لحضور جلسات مؤتمر «مصر تتغير» المنعقد مؤخرا فى الثغر البسام، والحقيقة أننى أقبلت مشفقا على المشاركين، حيث يواجهون تحديا حقيقيا، هو استيعاب الخطوط الرئيسية للموضوع الملحمى الكبير، ناهيك عن الإشارة إلى الخيوط المتشابكة المعقدة، فى حفل افتتاح أعقبته جلستان فقط حرصت على متابعتهما بشغف عظيم، وكم أسعدنى أن المتحدثين استطاعوا الإلمام بالملامح الرئيسية للملحمة من زواياها المتعددة، ومع أن اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية وأول المتحدثين فى الافتتاح، حصر حديثه فى نطاق الثغر فقط، وهو ميدان تجربته، إلا أنه استطاع أن يعبر عن روح الملحمة كلها، وتمكن على جناح الصراحة والصدق أن يحلق عاليا فى آفاق الملحمة العظمى التى تشهدها مصرنا العزيزة الآن على شتى الأصعدة فعلى الرغم من ضخامة الملحمة، ورحابة أفقها، إلا أنها فى النهاية روح محلقة مرفرفة ونبض حى صادق، ومغزى عميق غائر، ومنطلقات طموحة تتحرى الصدق والواقعية، وتراهن على عراقة الأوطان وأصالة إنسانها، وقد جاء حديث المفكر الكبير والمؤرخ البارز د.مصطفى الفقى شارحا فى وضوح ملامح الملحمة المصرية التى يشهدها واقعنا الآن، وتميز الإنجاز الوطنى على مختلف الأصعدة، وتوالت المشاركات لحشد من المفكرين والباحثين والمسئولين التنفيذيين وفى مقدمتهم د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى التى وجهت إلى المؤتمر كلمة «مسجلة»، وقد ضم برنامج الفعاليات الذى أعده المفكر د.سامح فوزى مدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية مشاركة لحشد من المتخصصين ومنهم: عالم الاجتماع الكبير د.أحمد زايد، د.آيات الحداد عضو مجلس النواب، د.خالد عبد الفتاح الأستاذ المساعد بآداب حلوان، ومحمد فاروق حفيظ، والأديبة الفنانة د.منى عمر عضو مجلس النواب، ونورة سمير نائب رئيس مبادرة شباب الصعيد ود.هشام الهلباوى مدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، ود.هويدا عدلى أستاذ العلوم السياسية ود.ولاء جاد الكريم المدير التنفيذى للوحدة المركزية لمبادرة «حياة كريمة»، ويوسف الوردانى مساعد وزير الشباب والرياضة، وقد نبه عالم الاجتماع الكبير د.أحمد زايد إلى أن موضوع المؤتمر كبير جدا، متعدد الزوايا، واقترح عقده بصفة دورية تحاول استيعاب زخم الملحمة، وهو اقتراح وجيه جدا أرجو أن ينفذ فعليا.