إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

لما كان صلاح مثار تهكم وسخرية !

الأخبار

الأربعاء، 24 مارس 2021 - 07:03 م

 وكأن محمد صلاح جلس تلميذا نجيبا لسنوات أمام الأمريكى ديل كارنيجى أحد أهم رواد علم التنمية البشرية ورائد ومطور نظريات تحسين القدرات الذاتية وكيف للانسان أن يقهر اليأس ويكسب النجاح، ظننت هذا وأنا اطالع تقريرا عن رأى زميل سابق للنجم المصرى العالمى فى نادى فيورنتينا الايطالى وحديث هذا اللاعب وهو اليساندرو ديامنتى لما كان صلاح مثار تهكم وسخرية بينهم !!
بالطبع صلاح نجم ليفربول العالمى لم يلتق بالعالم الأمريكى لسبب بسيط وهو أن كارنيجى هذا توفى قبل أن يولد النجم المصرى بنحو أربعين عاما كاملة، لكن بقيت دروسه هو وكثيرين تدرس عبر العصور والواضح أن صلاح قارئ جيد لكتب تغيير أنماط الشخصية وكيف يمكن للانسان أن «يشتغل على نفسه» ويكتشف مزاياه ويعمل على تطوير قدراته والوصول بها لأفضل حالة تمكنه من قهر كل الصعاب وتحقيق ما كان يبدو مستحيلا..
صلاح نموذج رائع لكل انسان ينشد النجاح ويتعثر ويأمل فى النهوض والانطلاق فى أى مجال ويكفى ما ذكره زميله السابق فى فيورنتينا الايطالى وهو النادى الذى انتقل إليه النجم المصرى من تشيلسى الانجليزى الذى لم يقتنع مدربه مورينيو وقتها بقدرات اللاعب المصرى وأهمله كثيرا..
اليساندرو ديامنتى يتذكر بدايات صلاح معهم فى الفيولا ويقول : تساءلنا فى الفريق عندما رأينا صلاح معنا فى تدريباته الأولية معنا : كيف لناد كبير مثل تشيلسى يضم مثل هذا اللاعب.. كان يبدو متواضعا كثيرا فى قدراته.. امكاناته كانت محدودة وكنا مندهشين له.. لكنه وبعد حوالى ٣٠ دقيقة شارك فيها معنا بأول مباراة وكانت ضد اتلانتا أظهر سرعات هائلة.. كان مذهلا لنا. ومع مرور الوقت والمباريات تغير كل شئ.. ورأينا لاعبا آخر.. لم يكن هو أبدا الذى رأيناه من قبل بيننا وكنا نتهكم عليه.. أظهر قدرات هائلة بسرعات مذهلة واستحق الانتقال بعدها إلى روما.
صلاح الذى ينافس بقوة فى السنوات الثلاث الأخيرة على لقب أحسن لاعب فى العالم واحتكر باستحقاق لقب هداف الدورى الانجليزى وساعد الريدز كثيرا فى الفوز بالدورى وببطولة دورى أبطال أوروبا وبكأس العالم للأندية وقفز بسعره وقيمته السوقية ومكانته العالمية لمصاف أفضل لاعبى العالم.، هل كان هو صلاح اللاعب المصرى القادم لهم فى فيورنتينا من تجربة فشل فى تشيلسى رموه بعدها للطلاينة بدراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين ؟!
المؤكد أن هذا لم يكن هو ذاك !
صلاح اشتغل على نفسه كثيرا وقرأ من المؤكد كتب ودروس ديل كارنيجى (١٨٨٨-١٩٥٥) وغيره من رواد التنمية البشرية الذين آمنوا بقوة وقيمة الانسان وقدرته على اكتشاف ذاته وتنمية مهاراته وتطوير أدواته والتى بها يمكنه أن يقهر اليأس والمستحيل..
صلاح الذى كان مثار تهكم وسخرية بين الطلاينة فى البداية رفض الاستسلام.. لم ينكسر..أدرك أن سرعته العالية كلاعب هى أفضل سلاح لديه.. ليس بالضرورة أن يملك اللاعب كل القدرات كى ينجح.. صلاح ربما كانت مهارته الفردية، كلاعب كرة، ليست بالفذة ولا العالية.. مهارته عادية لكن سرعاته غير عادية.. استثمرها صح وطورها واستغلها بقوة.. وانطلق صافعا كل من تهكم عليه !
صلاح.. درس كبير
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة