عواصف ترابية ودرجات حرارة عالية فى فصل الربيع
عواصف ترابية ودرجات حرارة عالية فى فصل الربيع


الربيع.. فصــــــل بـ«ســـنــة»

رياح وأتربة وأمطار ودرجات حرارة متفاوتة

آخر ساعة

السبت، 27 مارس 2021 - 11:13 ص

كتبت/ ندى البدوي

يهلّ فصل الربيع فيوقظ صحوّه الأزهار وتنعش نسماته الصدور، إلا أن التقلبات الجوية الحادة والمفاجئة التى تتخلله، تتسبب فى عدم استقرار حالة الطقس خلال الفصل الانتقالي، حسبما يتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية من خلال التنبؤات التى تجريها الهيئة، وهو ما يظهر فى التفاوت الكبير بدرجات الحرارة بين اليوم والآخر، من الارتفاع المفاجئ إلى الانخفاض الشديد وهطول الأمطار، فضلاً عن موجات الرياح المُثيرة للأتربة والعواصف الرملية، التى تحرص الحكومة على تحذير المواطنين قبل وقوعها حفاظًا على سلامتهم، خاصة مرضى الحساسية الصدرية والأطفال وكبار السن.

مدير‭ ‬االتنبؤاتب‭ ‬بهيئة‭ ‬الأرصاد‭:‬ فصل‭ ‬متقلب‭ ‬يشهد‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬سنويا

خبير‭ ‬بيئي‭:‬ التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الظواهر‭ ‬الجوية‭ ‬العنيفة

الدكتورة ندا عزالدين جمعة، أستاذة الأمراض الصدرية بالمركز القومي للبحوث، تقول إن البعض قد يعاني أعراضاً متزايدة من الربو الشعبى أو الحساسية المزمنة فى الصيف الحار والرطب، بينما يعانى آخرون فى الشتاء البارد والجاف، ويمكن أن تؤدى حبوب اللقاح الموسمية فى الربيع إلى التهاب فى الشعب الهوائية وتفاقم الربو الأساسى، فتصبح الحساسية الموسمية سبباً للإزعاج والإرهاق.
هذا النوع من الربو يميل إلى أن يحدث فى دورة موسمية استجابة للزيادة فى مستويات حبوب اللقاح وغيرها من المواد المسببة للحساسية المحمولة فى الهواء، وتكون الأعراض مختلفة ومتغيرة وتشمل السعال، الصفير، ضيق الصدر، ألم فى الصدر، ضيق فى التنفس، التنفس السريع، صعوبة التنفس، زيادة الإفرازات المخاطية، ومن الخطأ تصوُّر أن حبوب اللقاح هى السبب الوحيد فى هذه المعاناة، لكن هناك عوامل أخرى متورطة أيضاً، من بينها الدخان ولدغات الحشرات والكلور فى حمّامات السباحة ومكونات بعض الحلوى وبعض الأشجار.
ولتجنب مسببات الحساسية، يجب تجنب الخروج فى أوقات ارتفاع مستويات حبوب اللقاح، وعادة ما تكون بين الساعة الخامسة والعاشرة صباحا، كما يجب الحرص على الاستحمام وغسل الملابس عند العودة من الخارج لمنع نقل اللقاحات داخل المنزل، حيث إن هذه الحبوب لديها القدرة على الالتصاق بالجسم، كما يفضل استخدام مكيف الهواء فى المنزل والسيارة إن أمكن بدلاً من النوافذ المفتوحة، وعلى من يمارس الرياضة بالخارج أن يأخذ أدوية الربو الخاصة به قبل مغادرة المنزل. 
وأشارت إلى أن الكثير من المرضى يختلط عليه الأمر فى كيفية معرفة الفرق بين الربو الشعبى وأعراض فيروس كورونا، وقد يكون من الصعب التمييز بينهما، فإذا كانت لدى المريض أعراض تختلف عن أعراض الربو المعتادة لديه أو إذا لم يكن متأكداً، عليه القيام  بإجراء اختبار فيروس كورونا والبقاء فى المنزل حتى يحصل على نتائجه، مع الاستمرار فى تناول الأدوية الموصوفة لعلاج الحساسية، مع أخذ الاحتياطات اللازمة واتباع الإجراءات الاحترازية للوقاية قدر الإمكان من التعرض لأى عدوى.
من جانبه، يؤكد الدكتور أحمد زهدي، استشارى الأمراض الجلدية، أن هناك أشخاصاً يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الجلدية فى فصل الربيع، ويعانى الجلد فيه الحساسية الشديدة التى تؤدى إلى الحكة المستمرة فى جميع مناطق الجسم والإكزيما وجفاف الجلد واحمراره، وأحيانا يصل الأمر للطفح الجلدى، ويمكن أن تتفاقم الأعراض كلما تم التعرض لمسببات الحساسية الموسمية، لذا يجب الحرص على اتباع طرق الوقاية لتجنب حدوث الإصابة، والتى تشمل الاستحمام بشكل يومى، الحفاظ على نظافة الجلد والبشرة، وكذلك تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس واستخدام كريم طبي واقٍ للحماية من أشعة الشمس، والابتعاد عن المؤثرات الخارجية قدر الإمكان خصوصا حبوب اللقاح والأتربة. 
يتابع: يجب أيضاً الحفاظ على الترطيب المستمر للبشرة باستخدام الكريمات المخصصة لذلك، والابتعاد عن المواد المهيجة للجلد مثل الصابون والمواد الكيميائية، وعدم تناول الأطعمة التى تسبب أو تزيد من حساسية الجلد، مع تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية أو الأصواف مباشرة على الجلد، ويفضل ارتداء الملابس القطنية، وشرب كميات وفيرة من المياه يوميا لتقليل جفاف الجسم والجلد، وعدم النوم قبل غسل الشعر لمنع انتقال حبوب اللقاح والأتربة والمواد المسببة للحساسية الأخرى إلى الوسائد.
فى السياق ذاته، يرى الدكتور إيهاب سعد عثمان، أستاذ جراحة العيون فى كلية الطب بجامعة القاهرة، أن الأتربة المنتشرة فى فصل الربيع وما تحمله من جراثيم من أكثر الأمور المؤذية للعين، كونها قد تتسبب فى الإصابة بعدوى بكتيرية وحدوث التهابات بالعين، والذى يظهر فى شكل احمرار ودموع وإفرازات وتورم بالجفون، وللأسف تكون هذه الإصابة سريعة العدوى للغير.
كما أن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة والتى تكون تحديدا من العاشرة صباحا حتى الثانية ظهرا، تصيب بما يعرف بالرمد الربيعى، الذى يسبب احمرارا وحكة شديدة بالعين مع وجود مادة مخاطية بالعين وعادة يحدث ذلك فى الأطفال من عمر 6 سنوات وحتى 18 عاماً، أما بعد ذلك فتعرف الإصابة بالحساسية الموسمية.
وفى حالة الإصابة بالرمد الربيعى يجب ارتداء نظارة شمسية داكنة مع وضع كمادات مياه عادية على العين، ووضع قطرات للعلاج تحت إشراف الطبيب سواء كانت كورتيزون للحالات الشديدة، أو قطرات مضادة للحساسية فى الحالات البسيطة، وتكمن خطورة الرمد الربيعى فى تكراره، وتكرار بعض الأمهات العلاج من دون الرجوع للطبيب المختص، لأن وضع قطرات كورتيزون أكثر من مرة مع تكرار المرض، قد يحدث رد فعل تحسسيا مما يُحدِث ارتفاعاً فى ضغط العين قد يؤدى للإصابة بالمياه الزرقاء التى قد تدمر العصب البصرى فى السن الصغيرة، كما يمكن الإصابة أيضا بالمياه البيضاء.
ويوضح أن هناك علاقة شديدة بين الإصابة بالرمد الربيعى والحكة، والتى تؤدى للإصابة بما يعرف بـ»القرنية المخروطية»، والتى يكون سطح القرنية فيها غير منتظم وبه بروز للأمام ويؤدى ذلك لضعف النظر تدريجيا بطريقة عنيفة، وقد يصل الأمر فى النهاية إلى تغيير أو زرع قرنية، لذلك يجب منع حك العين تماما فى حالة الإصابة بأى التهابات لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة فيما بعد، ومن الضروري نظافة العين باستمرار للوقاية من الإصابة وذلك عن طريق غسلها بالماء العادي، أو استخدام القطرات المرطبة بشكل متكرر فى اليوم الواحد لغسلها من أى شوائب أو أتربة عالقة بها، مع ارتداء نظارة شمس أيا كان نوعها بشرط أن تكون العدسات سليمة ولا يوجد بها أى خدوش، لأنها يمكنها أن تزيل 99% من أشعة الشمس الضارة.
ويشير الدكتور محمود الفولي، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب قصر العيني، إلى أن التهابات الأنف والجيوب الأنفية من أكثر أمراض الحساسية انتشاراً فى فصل الربيع، نتيجة انتشار حبوب اللقاح وتفتح جميع أنواع الزهور، وتعتبر هذه الحساسية مزمنة ولا يوجد علاج نهائى لها، ولكن أعراضها تبدأ فى الظهور بمجرد التعرض لمثيراتها، لذا يكون العلاج بتجنب هذه المثيرات، والحرص على عدم التعرض لتغيير مفاجئ فى درجة الحرارة، خاصة فى حالة الخروج من مكان دافئ لبارد، وكذلك تجنب الأتربة والدخان والروائح العطرية بمختلف أنواعها، ولا داعى للقلق من بخاخات الكورتيزون كونها علاجات موضعية ليس لها أى آثار جانبية حتى وإن استخدمت لفترات طويلة، ولا يجب الخلط بينها وبين بخاخات الملح وماء البحر، لأن هذه وظيفتها الأساسية هى غسل الأنف ونظافتها من أى أتربة عالقة بها، مما يقلل من تأثير الحكة والحساسية فقط ولكنها ليست علاجاً.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة