صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أساتذة علم النفس: علينا التكيف مع تغيرات المناخ

مزاجك فى الربيع.. «مش ولا بـد»!

آخر ساعة

السبت، 27 مارس 2021 - 11:45 ص

حتى وقت قريب، لم يكن أحد يصدق بمن فيهم أساتذة علم النفس والاجتماع، أن الإنسان يتأثر بالتغيرات المناخية التى تختلف باختلاف الفصول، وأن الفصل الذى يتغنى به الشعراء ويبدع الفنانــون التشكيليون فى رســــم مظاهره وهو "فصــل الربيـع"، هـو أيضاً فصل الاكتئاب والاضطرابات العاطفية، وأن أغلب حـالات الألم والضيق التى أصــابت من حــولنا كانت فى ذلك الفصل، فلم يكن هناك دلائل علمية تشير إلى ذلك، فما هى أعراض الاكـتئــــاب الموسـمـــي؟ وكيف يتم تشخيصه والوقاية منه؟

الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي، هو حالة اكتئاب غالبا ما تظهر فى فصل الربيع، وتتشابه أعراض الاكتئاب الموسمى الربيعى مع أعراض أنواع أخرى من الاكتئاب، هذا ما تقوله الدكتورة وفاء ذكرى أستاذ علم النفس: إن نتائج الدراسات التى أجريت حول العلاقة بين الإحساس الوجدانى وتغير الفصول غير مؤكدة، لكننا قد نربط التغيير العضوى بتغيير الفصول، فالفترة التى تسبق اختلاف الفصول وليس الربيع فقط وتقلب الجو من حار إلى بارد والعكس تؤثر فى نفسية البعض بما يسمى "الاكتئاب الموسمى"، ما يعنى اكتئاب تقلب الفصول، فالحر قد يصيبنا بالإحباط لأن سخونة الجو تنعكس بشكل أو بآخر على إحساسنا بالخمول والكسل، فى حين يتسبب البرد فى إصابة الإنسان بالتوتر، ولكن لا يصح أن نعمم الحكم على كل البشر.
إن الحالة المزاجية للإنسان ودرجة إحساسه بالتغيرات البيئية المحيطة، قد تؤدى به إلى الشعور بأحاسيس سلبية.
وأهم أعراض الاكتئاب الربيعى الموسمى هو الشعور بالحزن والإرهاق وضعف القدرة على التركيز، وفقدان الاهتمام فى القيام بالنشاطات المفضلة، والشعور بالاضطراب والقلق، وازدياد الشهية وتغير فى نمط النوم والنوم لساعات طويلة، وصعوبة فى اتخاذ القرارات، ويصل الأمر أحياناً إلى التفكير بالموت.
وهناك أكثر من طريقة لعلاج الاكتئاب الموسمى، لكن يظل خير علاج هو قضاء أقل وقت ممكن فى الأماكن المغلقة والتعرض الكافى لضوء النهار، مع تناول غذاء صحى يضمن الفيتامينات والأملاح، وممارسة الرياضة مثل ممارسة اليوجا بانتظام.
وعلى العكس من هذا الرأي، يقول الدكتور فتحى الشرقاوي، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: إن شعور الإنسان بالفرح والسعادة النسبية يعتمد على عدة محددات، يتصدرها بالقطع سمات شخصية الفرد، فالشخصية الانبساطية أقرب إلى الشعور بالسعادة من تلك الانطوائية... وثانى هذه العوامل طبيعة الظروف المحيطة بتفاعلاته الإنسانية مع المحيطين به، إما تكون علاقات مهيئة للشعور بالسعادة أو مواقف تحمل ضغوطاً مفجِّرة لمشاعر التوتر والحزن.
ثالث هذه العوامل، البيئة الجغرافية التى يعايشها الفرد، فالشتاء بحكم طبيعة البرودة التى تجعل الإنسان أكثر قدرة على التمحور حول ذاته، فهو يميل إلى التدثر بالملابس الثقيلة بحثاً عن الدفء، وفى نفس الوقت تقل نسبيا فكرة التفكير فى الآخر نتيجة هذا التمحور حول الذات، فتقل مشاعر الحب المتبادلة قليلا وليس انتهاءها بالقطع.. ومع قدوم فصل الصيف والحرارة الزائدة، نجد مشاعر التأفف من ضغط حرارة الجو والازدحام المبالغ فيه من الأفراد، ومن ثم لجوء الفرد للبحث عن رغبته فى الانطلاق بحثاً عن راحته، والتى يرتبط جزء كبير منها باعتدال المناخ وعدم تقلبه واستقراره، وأعنى فصل الورود والزهور (الربيع)، حيث استقرار الجو وصفائه، ما يجعل المحبين أكثر اقتراباً من بعضهما وأكثر ابتعاداً عن مشاعر التأفف سواء المصاحبة للبرد القارس أو الحر الشديد.
ويرى البعض أن الاكتئاب مصاحب لفصل الربيع، وهذا الانطباع يحمل مغالطة، فالربيع هو الفصل الوحيد الذى يحقق فيه الفرد إشباعاته الذاتية وإشباعات الآخرين بشكل متوازن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة