السبت، 27 مارس 2021 - 07:17 م

لا الهجوم على د.نوال السعداوي، خلال حياتها أوقف مسيرتها،ولا أخفض صوتها، ولا منعها من محاربة الجهل والتخلف والخرافة، والدفاع عن حقوق المرأة وحريتها...أيضا لا اللجان الإلكترونية الشامتة فى موتها، ولا الهجوم الضارى عليها وتكفيرها، ولا رفض نقابة الأطباء القيام بنعيها، بدعوى أنها لم تمارس العمل كطبيبة!!...خطابات الكراهية هذه، وفتاوى إدخال د.نوال السعداوى النار، ليس بإمكانها إسقاط الدور،ولا الإنتقاص منها كامرأة استثنائية،لها مكانتها المؤكدة فى الثقافة العربية...لكن المؤسف والمخذي، هى ردود الأفعال حول موتها!!..المؤسف هو خطاب الكراهية المنفجر على صفحات التواصل الاجتماعي، والشماتة فى موتها، وكأن الموت(عقوبة) نالتها مستحقة!!..
‏المؤسف فى خطاب الشامتين، هى الشماتة نفسها،والشامتون أنفسهم..ارتاحوا إلى إغلاق عقولهم، وإغماض أعينهم، ومحاربة كل مختلف عنهم بالتشويه والاتهام بالكفر والإفساد فى الأرض!..والشامتون فى الأغلب لا يعرفون د.نوال السعداوي!!..يصبون عليها كراهتهم،دون أن يقرأوا لها كتابا واحدا..تماما كالشاب الذى سبق وطعن نجيب محفوظ قبل عشرين عاما، دون أن يقرأ له حرفا واحدا،ودون أن يعرف حتى القراءة والكتابة!أقصى ما يمكن أن يعرفه البعض من هؤلاء الشامتين، هى مجرد عبارات مجتزئة من سياقاتها، أو مقتطعة من ندوة أو حوار أو تصريح،لا تعبر عن رؤية واضحة متكاملة، ولا سياق محدد،ولا تسمح الا بالقراءة الخاطئة!!. وقد نختلف مع السعداوى فى بعض الأفكار، أو فى طريقتها الصادمة للتعبير عنها، لكن نحترم يقينا خطابها الرائد المدافع عن حرية المرأة وحرية العقل.