النمر الاسود
النمر الاسود


تحكى عن غرامها بـ"النمر الأسود":

وفاء سالم : «موهمد وهيلجا» قصة حب مصرية 100 %

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 28 مارس 2021 - 03:01 م

كتب: عبد الصبور بدر          تصوير: خالد عيد

فوجئ جمهور السينما فى منتصف الثمانينيات بممثلة جديدة تقول للقمر "قوم وأنا أقعد مطرحك" تجسد دور البطولة أمام أحمد زكى فى فيلم "النمر الأسود"، تمتلك وجها ملائكيا خجولا، وعينين جريئتين، وشعرا أسود ناعما وطويلا ينسدل على جسد ممشوق فى لون المرمر.

البنت التى تشبه ست الحسن والجمال فى كتب الحواديت، ظن الكثيرون أنها ابنة عاطف سالم، لكن الحقيقة أن المخرج الكبير منحها اسمه بعد أن شاهدها فى معهد السينما قادمة من "حلب" السورية لتدرس التمثيل فى مصر.. ومعها كان ذلك الحوار.

*  هل أخبرك عاطف سالم بمسألة الاسم الفنى؟

ـ لا.. فوجئت بوضع اسمى على الأفيش، "وفاء سالم"، بدلا من ∀وفاء رحّال∀،  وشعرت فى البداية بزعل شديد على عدم ذكر اسم أهلى وعائلتي، ولكن بعد فترة أدركت أن ما حدث بمثابة علامة جودة من أهم مخرج فى مصر هو شرف كبير.

* أين كان اللقاء الأول بينكما؟

ـ فى امتحان قبول معهد السينما، وكان يحضر وقتها لفيلم اسمه "بنت السفير"، ولكنه لم يكتمل، فبدأ فى مشروع "النمر الأسود"

*  وهل شارك أحمد زكى فى اختيارك كبطلة؟

ـ لم أقابل أحمد زكى إلا وقت التصوير فى ألمانيا بعد انتهاء رحلة المركب.

* هل كانت لهجتك فى الفيلم بتعليمات من المخرج؟

ـ تحديدا كلمة "موهمد" علقت فى أذهان الناس، وطلب منى المخرج أن أقولها "موخمد" ولكنى قلت له: "لو واحدة بتحبك قالت لك كده عمرك ما هتحبها تاني".. فقال لي: أنت عفريتة.

* ومن أين أتيت بتلك الطريقة فى النطق؟

ـ أقتبستها من جيراننا الأسوانيين، هم من ألهمونى نطق العربى المكسر، وعندما سافرت لتصوير مسلسل ∀ختم النمر∀ وجدت أهل أسوان يرحبون بى بطريقة غير عادية، ومازلت أعشق لونهم الأسمر.

*  هل كان هناك خروج عن النص فى النمر الأسود؟

ـ مشهد تدريسى لأحمد زكى كان ارتجاليا، لم نلتزم بالورق المكتوب لذلك كنا نقاطع بعضنا فى بعض الأحيان.. أحمد يحب التجديد دائما، أحضر معه عصا وقال لى تضربينى فقلت له مش ممكن أضربك علشان إنت شاطر ده كان يخرج مننا بشيء من التلقائية.

*  وكيف كان أحمد زكى فى الكواليس؟

ـ لم يكن يأكل بمفرده أبدا، يسألنى "فطرتي"؟.. ويطلب منى مشاركته، لأننى كنت أنسى أن أتناول الطعام، ويقولى ياللا "بسمللّه" وهى الكلمة التى يستخدمها دائما، وكان ويحب يقعد يربع على الأرض ولازم العمال كلهم يشاركوه تناول طعامه.

*  بماذا تفسرين ارتباط المصريين بقصة حب "موهمد وهيلجا؛ حتى الآن؟

ـ لأنها قصة حب مصرية 100%، "هليجا" هى فتاة أحلام الشاب المصري، تتمتع بالخجل وعصامية، وغير متطلبة، وطبيعية وغير متكلفة، لم أصبغ شعرى فى الفيلم، وملابسى كانت بسيطة، وأقرب لما ترتديه فتاه عادية والمكياج قليل جدا والشخصية لا تتسم بأى نوع من التكبر ولديها حياء شديد.

*  وهل هى شخصية وفاء سالم الحقيقية؟

ـ جدا.. لقد حدث تطابق بين الشخصيتين، ما جعلنى أعيشها لأقصى درجة.

*  هل استمرت علاقة محمد وهيلجا بعد الفيلم؟

ـ ظل التواصل على فترات، كان أحمد يتصل بى كل فترة يطمئن على أحوالى، فى سنواته الأخيرة قابلته فى التليفزيون، وكان الزحام شديد حوله وأنا بطبعى لست مقتحمة، وقفت أنظر له من بعيد، وعندما لمحنى اخترق الزحام، ووجدته أمامى يشدنى من يدى ويقول لى يابنتى أنت متسجلة على بطاقتى، وكل الناس بتسألنى عنك إنت بس، وماحبش تشوفينى من بعيد، وهذا الكلام أسعدنى وكان من التعبيرات التى ظلت عالقة فى ذهنى مثل الأطفال.

*  ومتى كان اللقاء الأخير؟

ـ قبل وفاته، فى المستشفى فى حضور هيثم ابنه الذى كان متواجدا معه طيلة الوقت، كفنانين نعشق أحمد زكى، وكنا حوله لا نترك المستشفى تقريبا.

*  هل كان فيلم "النمر الأسود" تميمة حظك أم العكس؟

ـ النجاح سور عالٍ يحتاج لشيء أعلى لتتجاوزه، و∀النمر الأسود∀ من الأعمال النادرة والعناصر فيه كلها قوية ما عدا الجودة فقط، فلم تكن السينما وصلت للتقنيات الحديثة والمهولة التى تعرض بها الآن.

*  لو رجع بك الزمن للوراء هل كانت طريقة أدائك للشخصية سوف تختلف؟

ـ كانت أول مرة أقف فيها أمام الكاميرا، وهناك الكثير من المشاهد لم أجسدها باحتراف، وإذا قدمتها حاليا بالتأكيد ستكون بشكل أفضل.

*  أيهما تفضلين التلقائية أم الاحتراف؟

ـ الاحتراف بالتأكيد ولكن المشاهد يغفر للوجه الجديد.

*  ويغفر كذلك للوجه الملائكي؟

ـ لم أكن الأجمل!.. ولكن الشعب المصرى لو حبك هيسيبك تغلط مهما تغلط ويدافع عنك، ولو كرهك سينفرك بكل مشاعره مهما حاولت والشارع أكبر حكم وليس المشاهدات والسوشيال ميديا.

*  لماذا نجحت "هليجا" من وجهة نظرك؟

ـ كان الجمهور ينتظر الفنانة التى سيسطع نجمها بعد نجلاء فتحى وميرفت أمين فاستقبلونى بحفاوة، ونجحت بسبب دخولى لقلوبهم وليس لشطارتي، عجبهم أنى بتكلم ألمانى بطلاقة لأننى ذاكرت الشخصية لأقصى درجة، وبالمناسبة دربتنى زوجة أخى لأنها كانت ألمانية وتعيش فى نفس المستوى الاجتماعى لشخصية هيلجا، وكانت تنطق الكلمات وأردد وراءها كالببغاء، وهذه أكثر الأشياء التى عذبتنى فى التحضير للشخصية.

*  وماذا عن أزياء الشخصية؟

ـ لم يكن هناك ستايلست، فاشتغلت ستايلست لنفسي.

* هل كان هناك إعادة فى  كثير من المشاهد؟

ـ بالطبع فأنا ممثلة جديدة، والذى لم يعاد مطلقا المشاهد باللغة الألمانية، لكن اللهجة العربية المكسرة صعبة للغاية.

*  انفصلت عن التمثيل بعد "النمر الأسود" وابتعدت فترة طويلة.. أين ذهبت؟

ـ كان ابنى لا يزال صغيرا، والأمومة بالنسبة لى أهم من الفن.

* هل تزوجت من الوسط الفني؟

ـ لا.

*  سوري؟

ـ مصري.

*  من الممثلة التى تشعرين أن وجهها يحمل براءة وفاء سالم؟

ـ مفيش حد شبهي! وليس غرورا، ولكن الجيل الجديد أنصح، وقادم من  ورش تدريبية، أما أنا فتاخدت من الدار للنار زى ما بيقولوا.

*  ماهو الدور الذى كان عكس شخصيتك؟

ـ فى مسلسل عوالم خفية مع الفنان عادل إمام، أديت دور مديرة لدار أيتام تعذب الأطفال وترتكب الكثير من الجرائم ويتم القبض عليها فى النهاية.

* وهل هناك شخصية كذلك فى الواقع؟

ـ قابلت الكثير من هذه النوعيات، السيدة الهادئة التى تتعامل بطيبة، وقادرة على التعامل بالوجه الآخر الشرير والقذر وقتما تريد.

*  أيهما أكثر شرا الرجل أم المرأة؟

ـ الست فى الغالب تخبئ، والضغط يولد عداوة وبمجرد إتاحة الفرصة ستدمر ما حولها.

*  أنت برج الأسد.. من أين حصلتِ على الهدوء فى شخصيتك؟

ـ أنا مواليد 23 يوليو، آخر برج السرطان، وأول الأسد، ولذلك فأنا شخصية غير صدامية.

*  وهل قربك من السرطان منحك الرومانسية؟

ـ منذ طفولتى أميل للهدوء، ولكننى لست ممن يحلقون مع الأوهام وأفضل الأحلام وأقدامى على الأرض، بامشى مع الخيال القابل للتحقيق فقط، فأنا لم أمثل بالصدفة ولكن بأمر من خيالي.

*  وما الذى أمرك به خيالك وحققتِه بعيدا عن التمثيل؟

ـ أن أكون أما، وابنى أدهم حاليا يعمل مخرجا.

*  هل تحبين الخروج والفسح؟

ـ أنا بيتوتية جدا وأكره الصخب.

*  ما ألوانك المفضلة؟

ـ الباستيل.

*  ما سر ارتباطك بالأفلام الدينية؟

ـ كنت لا أشتغل فى ذلك الوقت والكاتب الفيلسوف عبد السلام أمين من أعادنى للتمثيل عن طريقها، لأننى أعشق اللغة العربية، وأتقن نطق مخارج الألفاظ بطريقة صحيحة.

*  من الفنان الذى كنت تتمنين أن تقفى أمامه ولم يحدث؟

ـ محمود المليجى وزكى رستم.

*  من فنانة الزمن الجميل الذى تحمل روح وفاء سالم؟

ـ سعاد حسنى.. ونادية لطفى.

*  من مطربك المفضل؟

ـ فيروز، وذوقى الفنى يشبه صوتها فى الرزانة والطفولة.

*  ما أصعب دور قدمته؟

ـ حتى الآن أنا لسه مامثلتش!.. وكل اللى فات مجرد تعارف بينى وبين الكاميرا ولم أشعر أن هناك عملا قلت عليه الله وتمطعت فيه.

*  هل تجيدين قراءة الوجوه؟

ـ باحاول! حتى لا أنخدع وبتخدع برضه، لأن الناس أصبحت تجيد الاختباء.

*  وهل نحن نتعلم أكثر من الحذر أم من التجربة؟

ـ "بنخيش كتير"، طول الوقت داخلين بصدرنا وبعد فترة بنكتشف أخطاءنا، وساعات بتضيع منى حاجات مش بعرف أعملها وياريت كان عندى مدير أعمال كان هيدير وفاء سالم أحسن منى!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة