بوبو
بوبو


بوبو.. المدافع الصلب.. وصاحب اللقب الصعب

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 28 مارس 2021 - 04:51 م

كتب: شوقى حامد

مشــــــوارى فــــــى بـــــــــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات "آخر ساعة" أروى بعضا مـــن مشاهده.

هو أحد المدافعين التاريخيين الذين حفروا بصمات عميقة وحجزوا مواقع أكيدة فى الملاعب المصرية.. هو اللاعب القوى الذى كانت تتحطم أمامه كل المحاولات الهجومية وتتوقف كل الانطلاقات الصاروخية.. هو رمز للتحدى ونموذج للتصدى ومثال للمثابرة والسعى لإثبات الذات وتحقيق الطموحات.. هو الرجل الخلوق البشوش المجتهد خفيف الظل ابن البلد الذى لديه القدرة على مد الجسور وخلق الأواصر ودعم الوشائج التى تربطه بكل من حوله وجميع من يتعامل معه.. هو ابن حى الأزاريطة الشعبى بعروس البحر الأبيض من أسرة متوسطة الحال فى أواخر العقد الرابع من القرن الماضي..

عشق محمد إبراهيم محمد وهو اسمه الحقيقى الساحرة المستديرة ومنحها كل عواطفه ووهبها كل مشاعره ومارسها فى كل شوارع وطرقات الحى فلفت إليه الأنظار وخطف نحوه الأبصار لكونه رغم عمره الصغير وجسمه القصير يجسد العطاء ويمثل الأداء والتف الجميع حوله ومنحوه دعمهم ومساندتهم وأحاطوه برعايتهم وكفالتهم ولقبوه بـ "بؤبؤ" لإجادته الإفلات من المواجهات والهروب من الصدامات.. وعندما التحق بمدرسة سيدى جابر الابتدائية نصحه رجالات الحى بالانضمام لنادى دار السودان الشعبى كخطوة أولى للتصعيد للقبلة الرياضية التى كان كافة الاسكندرانية يطمحون فى الوثوب إليها واللعب فيها وهو نادى الاتحاد السكندري..

وهيأ الصبى الصغير نفسه للتوجه إليها تنفيذا لنصيحة بعض كبار حى الأزاريطة أمثال السيد عثمان والسيد محمد عباس وتابعته العيون الفاحصة الماهرة لكل من الكابتن سيد عودة والكابتن كمال الصباغ وغمرته بحنانها وأسدت إليه نصيحتها بالبقاء بناديه الشعبى الذى تتوافق إمكاناته وقدراته مع الحدود التنافسية التى يخوضها. لم تفتر عزيمته أو تتقلص طموحاته أو يتسرب إليه اليأس بل ظل على اجتهاده ومثابرته واشتغل على نفسه فى محاولة مستميتة لاكتساب المهارات التى يشترطها الخبراء فى لاعبى سيد البلد.. وذهب أربع مرات لخوض تلك الاختبارات ولم يحظ بالنجاح فى كل مرة..

ورغم أن عمره تجاوز مرحلة الناشئين واقتحم مرحلة الشباب غير أنه ظل على مشارف الأمل والرجاء من تحقيق الحلم وبلوغ الغاية وخضعت له تلك الغاية عندما وافق خبراء الاتحاد الذين سبق لهم رفضه على منحه شرف الانضمام ليس بقطاع الناشئين فحسب وإنما للفريق الأول مرة واحدة وكان موسم ٦٤/٦٣ هو أجمل مواسم حياته عندما مثل الاتحاد فى مبارياته الرسمية ضمن التشكيلة الدفاعية التى اعتمدت بعد ذلك عليه واحتفظت له بمكانته فيها لأكثر من ١٥ سنة متتالية..

كان من الطبيعى أن يلفت بوبو إليه الأنظار لأنه كان معطاء مدرارا سريعا فدائيا قويا وتحلى بالقدرات التى لابد وأن تتوافر فى المدافع الصلد الذى يصعب الإفلات من قبضته والنفاذ من رقابته فقرر الكابتن عبده صالح الوحش والكابتن محمد الجندى ضمه إلى القائمة الدولية وظل يتشرف بارتداء قميصه حتى عام ٨٢.. تحول اسم الشهرة لنجم الإسكندرية الشهير من بؤبؤ إلى بوبو عندما نطق بها الكابتن محمد لطيف مفضلا التخلى عن الهمزتين فوق الواوين وردد لقبه الذى فضله الجميع واشتهر هو به إلى أن وافته المنية.. ولأنه شديد الإخلاص للأجيال التى زاملته والوفاء للرفاق الذين تناوبوا عليه حيث امتد عمره بالملاعب طويلا. كان لايفتأ يحمل أى لاعب معتزل ويطوف به أرجاء الملعب وسط تشجيع وهتاف وتصفيق الحضور للاثنين..

تألق بوبو فى معظم مبارياته مع ناديه الاتحاد غير أن أرسخها فى ذاكرته تلك التى منع فيها الأمداد عن الموهوب الزئبقى حسن شحاتة وخرج يومها فريقه متعادلا مع الزمالك بدون أهداف.. وكذلك مباراة المنتخب مع زائير ـ قبل أن يتغير مسماها ـ فى كأس أفريقيا وأمام السودان فى الدورة الأفريقية.. تنبأ بوبو لعماد النحاس بأن يخلفه بالمنتخب قبل أن تنضج موهبته ويتولى الدفاع عن الأهلى والمنتخب ثم يعمل بالتدريب بالمقاولون وكان عائلا لأسرته التى وفرت له الحنان والدفء بين عقيلته السيدة زينب ووحيدته د. مروة قبل أن يرحل عن عالمنا تاركا ذكراه العطرة التى ترددها كل الجماهير العاشقة للرياضة و الرياضيين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة