جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

اللي عاوز يجرَّب يجرَّب

جمال حسين

الثلاثاء، 30 مارس 2021 - 09:16 م

"محدش يقدر ياخد نقطة مياه من مصر، واللى عاوز يجرَّب يجرَّب، إحنا مش بنهدِّد حد، عمرنا ما هدِّدنا، وحوارنا رشيد جدًا، وصبور جدًا، لكن محدش هياخذ نقطة مياه من مصر، وإلا هيكون فيه حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة، لا يتخيَّلُها أحد، ومحدش يتصوَّر إنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا، لأ، مش بهدِّد حد، ومياه مصر  خط احمر  ولا مساس بها،وهيبقى رد فعلنا، فى حال المساس بها، أمرًا يُؤثِّر على استقرار المنطقة بالكامل.

خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون هناك تحرُّكٌ إضافىٌّ فى مفاوضات سد النهضة.. نتمنَّى الوصول لاتفاقٍ قانونىٍّ مُلزمٍ بشأن ملء سد وتشغيل السد، احنا مش بنتكلم كتير، بس بنقول للناس كلها محدش يقدَّر ياخد نقطة مياه من مصر".

يسلم لسانك يا ريس .. قُلتها وردَّدها معى ملايين المصريين والشرفاء من كل أنحاء العالم، فور سماعنا هذا التحذير القوى والحاسم، الذى وجَّهه الرئيس السيسى من قناة السويس لكل مَنْ يهمه الأمر فى أزمة سد النهضة.

 شعرتُ بالعزَّةِ والفُخارِ وأنا أستمع لرسائل الرئيس القويَّة؛ وهو يُؤكِّد بأن "مياه النيل" خطٌ أحمر ويُشدِّد على أن أى مساسٍ بحصتنا، سيكون له رد فعلٍ يُهدِّد استقرار المنطقة بالكامل؛ لأننا أصحاب حقٍ ولا نُهدِّد أحدًا.

السيسى خاطب العالم؛ قائلًا: العملُ العدائىُّ قبيحٌ، ومعركتنا معركةُ تفاوضٍ، ونكسب أرضًا كل يومٍ؛ لأن تفاوضْنا يُحقِّق مكاسب للجميع،وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون هناك تحرُّكٌ إضافىٌّ لمصر فى هذا الملف.. ونتمنَّى أن نصل إلى اتفاقٍ قانونىٍّ مُلزمٍ بشأن ملء وتشغيل السد.

الرئيس السيسى وجَّه أيضًا رسائل طمأنةٍ لجميع دول العالم، التى حَبست أنفاسها، خلال أزمة جنوح الباخرة البنميَّة العملاقة فى قناة السويس.. ذلك الحدثُ الفريد والاستثنائىُّ الذى أصاب قلب العالم بالشلل لمدة 6 أيامٍ، وتنفَّس العالمُ الصعداءَ بعد نجاح السواعد المصريَّة فى إعادة تعويم الباخرة، .

بالتأكيد إعادة تعويم الباخرة"إيفر جيفن"، التى تبلغ حمولتها 223 ألف طنٍ، ويصل طولها إلى 400 مترٍ، وارتفاعها بما عليها 60 مترًا، يُعدُّ عملًا بطوليًا، بعد أن ذهبت كل التوقُّعات العالميَّة إلى أن الأزمة قد تستمر ثلاثة أشهرٍ.

كم كانت رائعة تلك الجولة التفقُّديَّة التى قام بها الرئيس السيسى للممر الملاحى، لقناة السويس، على ظهر الباخرة سيناء؛ ليُؤكِّد للعالم أجمع أن حركة الملاحة البحريَّة عادت لطبيعتها وحرص الرئيسُ أيضًا على توجيه التحيَّة لأبطال هيئة قناة السويس،؛ لجهودهم الخارقة فى إنهاء الأزمة بأقل الخسائر، وداعب الرئيسُ العاملين؛ قائلًا: "قُلتُ للفريق أسامة ربيع سمعة مصر فى رقابكم، أنت والمجموعة اللى معاك"، كما حرص الرئيسُ على توجيه الشكر لكل الدول الصديقة، التى عَرضت المساعدة والمساندة فى أزمة جنوح الباخرة.

الرئيس أشاد بحُب وحِرص المصريين على بلدهم، والذى ظهر جليًا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وقال: "إن المصريين تابعوا أزمة السفينة بصمتٍ وكأنها ابنهم، وساندوا بالدعاء؛ فعبرنا أزمةً كبيرةً".

ورُبَّ ضارةٍ نافعة، فقد أكدت أزمة الباخرة البنميَّة أهميَّة قناة السويس كشريانٍ حيوىٍّ بالنسبة لكل دول العالم، التى تنفَّست الصعداء بعد تعويم الباخرة؛ لأن القناة تستقبل اكثر من 12% من حجم التعامل والتبادل والنقل التجارى.

وتبقى فى القلب غُصة.. إذا كان جنوح السفينة البنميَّة فى قناة السويس أمرًا واردًا.. لكن غير الطبيعى، وغير المقبول،تحدُّث بعض الكارهين لمصر، وخونة الإخوانِ، ونشطاء السبُّوبة، بشماتةٍ وسُخريةٍ عن الحادث، عبر وسائل التواصل الاجتماعى.. وجاءت عمليات التعويم بأيدٍ مصريَّة؛ لتُبهر العالم أجمع، وتُخرس الشامتين والمُشكِّكين فى قوة مصرنا الحبيبة.

 

بالتأكيد رسائل الطمأنة وصلت للعالم، بطوله وعرضه، وبالتأكيد أيضًا وصل تحذير سد النهضة لإثيوبيا والرباعيَّة الدوليَّة، المُمثَّلة فى الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، ونظيره الأفريقى.. وأيضًا وصل التحذير إلى كل الأطراف العالميَّة الفاعلة فى هذه الأزمة، والتى يلعب بعضها بالنار التى.. تحيا مصر، ويحيا قائدها وشعبها الأبى، وسلامًا على بلادى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة