الغش جريمة نهت عنها الشريعة
الغش جريمة نهت عنها الشريعة


الديب: الغش جريمة دينية وخيانة أخلاقية وتحرش بالنفس والجيوب

الأخبار

الخميس، 01 أبريل 2021 - 08:40 م

 

نهت الشريعة الإسلامية عن الغش واعتبرته خيانة عظيمة وخروجاً عن روح الإسلام، وأجمع جمهور العلماء على أن الغش بكل صوره آفة تتفشى فى المجتمع محرمة ومن الكبائر ولا تقبلها الفطرة التى تبتغى مرضاة الله ورسوله، وكثير من الناس يتساهل مع هذه الظاهرة التى طالت كل شىء بدءًا من السلع ووصولاً إلى العلم للحصول على ما لا يستحقون، وهذا التهاون ورد بشأنه نهى شديد فى الكتاب والسنة ومن الأنبياء السابقين فقد حذر النبى شعيب عليه السلام قومه من التطفيف فى الميزان وبخس الناس أشياءهم، ولم تسلم تعاملاتنا العصرية للشراء أو إتمام معاملات أون لاين باستخدام التكنولوجيا الحديثة من جشع الغشاشين وخاصة فى المناسبات التى يقبل الناس استعدادا لها على الشراء وهو ما أطلق عليه البسطاء والأغنياء معا تحرش بالجيوب.

يقول الشيخ عمر الديب عضو مجمع البحوث الإسلامية : تفشت فى الآونة الأخيرة ظاهرة الغش على صور متعددة تتنافى مع أبسط قواعد الدين، فالغاش إيمانه ناقص وسيحاسبه الله سبحانه حسابا عسيرًا لإيذائه الغير وأكل ماله بدون وجه حق وارتكابه مخالفات كثيرة كالكذب والخداع وعدم الوفاء بالعهد والشهادة الزور وغيرها من السلوكيات المنحرفة التى تشكل جريمة دينية وأخلاقية.

ويضيف : كما لا يرضى الإنسان أن يقال له أنت سارق فليعلم أن الغش من أنواع السرقة ويجهل البعض هذا المعنى بل ويبسطون أمر الغش بإطلاق مسميات مغلوطة عليها منها التجارة شطارة، ومن صور الغش ما نراه فى مواسم التخفيضات التى ينتظرها الناس لشراء إحتياجاتهم بأسعار فى متناول أيديهم فيستغلها البعض من ناقصى الإيمان لعرض سلع فى الأوكازيونات بأسعار غير حقيقية ومن يأكل هذه الأموال لا دين له مادام لا أمانة له قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون) ومن ضمنهم: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون )، وأيضا غش بعض التجار بانتهاز فرصة مناسبات تزداد فيها القوة الشرائية كموسم رمضان وعيد الفطر لعرض ما هو فاسد أو معيوب أو ما يثقل الميزان ليزيد من ربحه يقول الله تعالى: (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون)، أو بيع ملابس غير مطابقة للمواصفات وإخفاء مصدرها الأصلى، ومن نماذج الغش أيضا ما يحدث من بعض الطلبة فى الامتحانات ويهدد مستقبل التعليم والأجيال ويعد من الكبائر ونهى الرسول صلى الله عليه ولآله وسلم عنه فى قوله (من غشنا فليس منا) لما يسببه الغش من إهدار مبدأ تكافؤ الفرص الذى ينشر الأمراض الاجتماعية بين أبناء الطبقة الواحدة ويصبح سلوكا يعتاد عليه الغاش فى حياته فيدمر القواعد السلوكية السوية فى التعامل مع غيره وهؤلاء آثمون لاستخدام الغش للوصول إلى ما لا يستحقون وبدلا من أن يكونوا نافعين للمجتمع يفسدون فيه، وإذا حصل الابن زورا وبهتانا على منصب أو نحوه بعد التخرج فقد أخذه ظلما وخرج للمجتمع جاهل غير مؤهل لقيادة الأمة، وعلى البيت والمدرسة ودور العبادة الاهتمام بالجانب التربوى لزرع مراقبة الله ومراقبة الذات فى نفوس الأبناء، كما أن المعلم عندما يقصر فى شرح الدروس إما تساهلا منه لعدم وجود رقابة عليه أو لإجبار الطلبة على الدروس الخصوصية فهو يكون غشاشا.

ويتابع : الموظف أيضاً يغش بالتوقيع لزميله خلسة وتقصيره فى الحضور وإتمام ساعات العمل وعدم إتقانه والحصول على رشوة لعدم تأخير أعمال الناس وتعطيل مصالحهم، والغش فى الزواج فتخفى الفتاة شيئا من العيوب عن الخاطب ليقبل عليها والعكس أو يدعى أحد الطرفين بيانات خاطئة عن نفسه بهدف الترغيب، والغش فى القول عند إدلاء الشهادة الزور، والغش فى النصيحة بعدم الإخلاص فيها وهو من علامات المنافقين قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (الدين النصيحة، قلنا: لمن ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)، والغش فى الوفاء بالعقود فى المعاملات كالإنشاءات والمقاولات، ويؤكد: من أضرار الغش البعد عن الله سبحانه وفقدان حلاوة القرب إليه، وذهاب البركة فى العمر والرزق، ومنع استجابة الدعاء، وتأخر الأمة، وأقول لمن منهجه فى الحياة الغش أسرع بالتوبة فستحاسب على كل صغيرة وكبيرة، وما تجمعه من مال حرام بالغش لن تنتفع به ولن ينتفع به أحد من بعدك لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به).

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة