صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


المنصات الإلكترونية.. بين فكي التطور ودكاكين بئر السلم

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 02 أبريل 2021 - 01:32 ص

 

هيثم وحيد

10 منصات تبحث عن الفن الجيد.. والباقى سبوبة لأفلام المقاولات

الممر وصاحب المقام فتحا الطريق لتقديم فن سينمائى مبهر عبر الهواء الإلكترونى

الأكشاك الإلكترونية شوهت التجربة بأفلام رعب ساذجة وأعمال كوميدية سخيفة

 

التطور هو سمة الحياة بشكل عام ومن لم يواكبه بالتأكيد سيسقط من ذاكرة الأيام.. والفن على وجه الخصوص فى حالة تطور دائم ومستمر ومن لم يعشه ويتعايشه يصبح تاريخاً.. والآن يحدث حالة من التغير والتبديل والإحلال فى كل عناصر المنظومة الفنية.

وأحدث عنصر دخل على الساحة الفنية هى المنصات الإلكترونية الذى ظهرت منذ فترة  وتدريجياً ظل فى التطور إلى أن أصبح الآن من أهم منافذ العرض للأعمال الفنية المختلفة.

وزاد الاهتمام به مع انتشار فيروس كورونا وأصبح من أهم وسائل العرض بعد ما تتعرض له دور العرض السينمائى من الهجر الجماهيرى أو شبه الهجر.. وكما كان للقنوات الفضائية فى بدايتها أهمية فى بيع وشراء الأعمال الفنية وتحولها مع الوقت لأهم سوق تسويقى وتوزيع، أصبح الآن للمنصات الإلكترونية نفس الأهمية التسويقية إن لم تكن الأهم للمنتجين الجدد خاصة فى المجال السينمائى.

فمع ما تتعرض له السينما من أزمات إنتاج وتسويق وتوزيع وخوف الجمهور من الذهاب لدور العرض السينمائى خوفاً من انتشار فيروس كورونا.. وجد الكثير ضالته فى هذه المنصات الإلكترونية.

وكان فيلم صاحب المقام للنجمة يسرا وتأليف إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل،  خير تجربة على ذلك حيث حقق نسب مشاهدة كبيرة جداً واهتمام جماهيرى ونقدى واسع.. ومن قبله طبعا فيلم الممر .. لتتوالى بعده الأعمال ويبدو وكأنه فتح أمام عشاق الفن مجال جديد ومنفذ شرعى لعرض أعمالهم..وبدأت مثل هذه المنصات فى إنتاج أعمال درامية سواء أفلام أو أعمال درامية 8 حلقات أو 10 حلقات مما أتاح الفرصة لكثير من المواهب فى تحقيق طموحاتهم وأهدافهم الفنية.

ولكن كما قلنا لكل تجربة إيجابياتها وسلبياتها.. فكما كان منذ عقود مضت للفيديو ايجابياته وسلبياته والتى تلخصت فى إنتاج أفلام المقاولات.. ثم جاءت الفضائيات لتظهر علينا أفلام قليلة التكلفة وقليلة الفكر الفنى والثقافى جاء الدور على أفلام المنصات الإلكترونية. 

فبداية لا بد أن نتفق أن هناك ما لا يزيد على 10 منصات أو أكثر قليلاً هى من تنتج أعمالاً فنية كبيرة تحترم الجمهور من خلالها وتحترم الفن بكل عناصره.. ليظهر فيما بعد منصات إلكترونية دون ذكر أسمائها أو حتى لايتذكر أسماءها أحد.. هى أقرب إلى الدكاكين والأكشاك التى تتعامل مع الفن وكأنه خرطوشة سجاير مصنوعة تحت بئر السلم لايشترط فيها الجودة بشرط أن تكون شكلها شكل علبة السجائر وحتى لو بداخلها سم قاتل لا يفرق معهم محتواها.. وهذا ما يحدث مثل هذه النوعية من الأفلام التى تعرض على مثل هذه المنصات بئر السلم ، شكلها شكل الأفلام ولكن مضمونها به سم قاتل ملئ بالهيافة والابتذال.. بل والأخطر أنه صناع مثل هذه الأفلام ليسوا أعضاء نقابات فنية ولا لأحد سلطة عليهم وعلى مايقدموه.. فانتشرت من خلاله أفلام الرعب الساذجة والأفلام الكوميدية السخفية.. والموضوعات الاجتماعية المشوهة.

وهذا ما قاله مدير التصوير الكبير سعيد شيمي وعبر عن حزنه إلى ما وصل إليه الفن من خلال مثل هذه المنصات الإلكترونية السامة فنياً وفكرياً..حيث قال «إنه لشئ محزن أن نرى مثل هذه الأفلام التى لا علاقة لها بالفن» فهى فاقدة لكل عناصر المتعة الفنية، وبالتالى فهذا ضرر أكثر منه فائدة للعملية الفنية.

كما قال المخرج أحمد عويس، أنا أستفدت أيه كمخرج أعمل فيلم تكلفته ضعيفة وفنه ضعيف وفكرة بلا هدف وأجور ضعيفة وأبطال جديدة وأكاد أن أجزم أنه لا علاقة لهم بالتمثيل سوى أنهم يظنون أنهم يملكون الموهبة ولكن الزمن جار عليهم..وكل هذا العبث يعرض على منصة إلكترونية لا يراها أحد إلا صدفة.

اقرأ أيضا.. إطلاق حارس الذهب أول فيلم عالمي للنجم أحمد مالك في دور العرض


ويتفق معه المخرج أسامة فاضل فى أن هناك كثيرًا من الأعمال الفنية التى تعرض على المنصات سواء كبيرة أو صغيرة لا ترتقى للمشاهدة من أساسه.

ويقول المخرج عبد العزيز حشاد الذى يخوض هذه التجربة حالياً بمسلسل 5 دقائق بطولة النجم جمال سليمان والفنانة وفاء عامر، إن الخطأ ليس فى الوسيلة ولكن المشكلة الحقيقية فى التناول والغاية.. والجمهور لا يحتاج وصاية فهو الأدرى بالصالح والطالح وهو من يختار ويفند ويصنف فالفن الجيد يفرض نفسه على الجميع ومن وجهة نظرى أن المنصات الإلكترونية هى منفذ مهم جداً لعرض الفنون والمواهب التى تحتاج فرصة أو تحتاج أن تقدم عمل فنى محترم. 

ولأن كثيرًا من السبل أغلقت أمامهم مثل السينما التى تعانى حالياً من أزمة العرض أو التليفزيون الذى اقتصر على ناس معينة وبالتالى فالمنصات فرصة لمن له مشروع فنى جاد ومحترم.

وهنا نتفق معه فى كثير من كلامه ونتفق مع الآخرين فى كثير من كلامهم فالوسيلة مهمة ولكن ليست كل الوسائل فهناك منصات إلكترونية لها حد أدنى من شكل ومضمون الفن.. وهناك منصات أخرى لايهمها سوى ملء الوقت وبيع الوقت لأى أحد دون مراعاة الذوق العام والفن الجاد المحترم الذى يحترم المشاهد..فهناك الكثير من المواهب فى جميع العناصر الفنية تحتاج فرصة ولكن ليست فرصة تنزل بهم إلى بئر السلم.

كما أن هناك نجوم تخلت عنهم الأضواء لأسباب فنية ولكن لأسباب شللية مثلا ولا يجدوا فرصة لعرض مشروعاتهم الفنية سوى المنصات مثل المخرجين الكبار محمد خان وخيرى بشارة عندما لم يجدا فرصة فى وقت سابق لجأا إلى السينما المستقلة لصنع أفلام ذات خصوصية تختلف عن نوعية الأفلام فى وقتها إلى أن اعتدل ميزان الفن وعاد الفن إلى طريقه الصحيح فعاد خان بأفلامه وفكره الراقى المتميز.. والآن هذا ما يحدث مع المنصات الإلكترونية التى تعد حالياً فرصة إلى أن تصبح هى الأساس وبقية الوسائل شكل من أشكال الماضى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة