صبري عبدالمنعم
صبري عبدالمنعم


صبرى عبدالمنعم: سعيد بلقب «غول تمثيل»

آخر ساعة

الأحد، 04 أبريل 2021 - 01:26 م

كتب: رضا الشناوي

لا يختلف اثنان على أنه فنان قدير يتعايش مع أدواره حاملا بادچ الموهبة والإبداع، غول تمثيل.. شديد الإخلاص لفنه.. يمتلك أدواته الفنية الخاصة التى أتاحت له التنوع والتميز فى كل أدواره.. شديد الالتزام والصدق.. وصاحب مفاجآت فى عطائه الفنى.

هو الفنان القدير صبرى عبدالمنعم، الذى قدم العديد من الأعمال الفنية منها، على سبيل المثال لا الحصر: دور القهوجى فى حارة اليهود، وزكريا الفران فى الكبريت الأحمر، وصبحى الفلاح فى أبواب المدينة، والقائد مينو فى الأبطال، وغيرها.

حول تركيبته الفنية التى صنعت منه نجما من طراز خاص، وعن سر عشقه لتقديم الأدوار الصعبة والمركبة ورفضه لمسلسلات وأفلام الابتذال، وغيابه عن المسرح، وأشياء أخرى كثيرة دار هذا الحوار مع الفنان القدير صبرى عبدالمنعم..

زوجتى هى مستشارى الفنى

النجاح لا يتجزأ.. و«القلق» طبعى.. وتكرار الظهور لا يشغلنى

التليفزيون أصبح الورقة الرابحة للوصول إلى المشاهدين

< رغم ملامحك الطيبة إلا أنك قدمت أدوار الشر وحققت فيها نجاحًا.. ألم تقلق من أداء هذه النوعية خصوصًا فى بدايتك؟
ـ لا أنكر أن كل أدوارى التى منحتنى الشهرة وقربتنى من الجمهور شريرة.. وأنا لم أشعر بأى قلق من أداء هذه النوعية من الأدوار لأننى عندما أقرر أداء شخصية شريرة.. فأنا لا أقدم صبرى عبدالمنعم.. ودائما أقول كلما بعدت الشخصية التى تؤديها عن شخصيتك الحقيقية كانت هناك مساحة للعمل وإبداع الممثل.. وأنا أقدم فى الأعمال السينمائية والتليفزيونية جميع الأنماط.. ومن حق كل مخرج أن يرشحنى لدور معين وبدورى أقدمه بتميز لأنى فنان قادر على أداء كل الأدوار.

< هل اختلف إحساسك بالشهرة بعد محطات نضوجك الفنية؟
ـ إحساسى بالشهرة خلال محطات نضوجى من عمل لآخر مختلف خاصة بعد سن الأربعين وبصراحة له طعم ومذاق خاص.. وإذا تحدثنا عن الشهرة بصفة عامة.. فجميل أن تجد الناس فى الشارع أو الأماكن العامة يلتفون حولك ويتحدثون معك وهم يعرفونك.. هذه هى اللحظة السحرية فى حياة الفنان.. ولكن عن الشهرة بعد الأربعين فلابد أن يزداد إحساسك بالمسئولية مع هذا الإعجاب من الجمهور. وأنا أرى أن الشهرة لها مسئولية كبيرة. فهذا الإعجاب لابد أن تظل تحافظ عليه من خلال تقديم أعمال جيدة ومتنوعة.. وبالتالى لابد أن تكون خطواتك متأنية وقرارتك هادئة.

< هل يجب أن يكون الممثل خريج معهد التمثيل؟
ـ موهبة الإبداع نعمة من عند الخالق.. وبالنسبة لخريجى معهد التمثيل فهم يوفرون على المخرج خبرة الدراسة.. وهناك فنانون عظماء مارسوا التمثيل من خلال مسرح الجامعة.. واكتسبوا منه الخبرة الحياتية.. وأثبتوا وجودهم على الساحة الفنية.. وأعتقد أن الاثنين يمكن الاستفادة منهما فى جميع الأعمال الفنية.

< بعد سنوات عمرك الفني.. ماذا تغير فيك؟
ـ خبرتى ونضوجى الفنى بالطبع تغيرا للأفضل.. وصرت أختار أدوارى بعناية ودقة ونجحت فى البعد عن التكرار فيها حتى لا أضع نفسى فى قالب متجمد.. وعلى الجانب الآخر أعانى من صراحتى الشديدة مع نفسى ومع الآخرين.. ولكنى مازلت طيبا.. صادقا.. أعشق الحرية.

< شاركت فى بدايتك الفنية فى تقديم الفوازير.. ألم تفكر فى تكرارها؟
ـ بالفعل شاركت فى تجربة الفوازير مع المخرج القدير الراحل فهمى عبدالحميد وكانت حقا تجربة جميلة مع الفنانة الراحلة هالة فؤاد.. وجمال التجربة نابع من فكرة التغيير الذى قرر المخرج طرحه بعد مشوار طويل من إبداع الفنانتين نيللى وشريهان فى عالم فوازير رمضان وأؤكد أن إقدامى على تجربة الفوازير لأنه عمل شامل يتضمن الاستعراض والغناء.. والتمثيل إذ يعطى مساحة ثرية للفنان أو الفنانة ليقدم أكثر من لون فى عمل واحد.. وأنا أعشق تجربة الفوازير.. ولكن الأهم أن تكون الفكرة جيدة.

< ما الأدوار التى جذبتك لتقديمها بدون تردد؟
ـ لكل عمل فنى ظروفه وطعمه ومتعته التى يشعر بها الفنان.. وأعتبر نفسى دخلت مرحلة الاحتراف منذ بداية تقديمى لأدوارى الفنية المتميزة ومنها دور عوضين الصعيدى فى مسلسل المشربية ولص السيارات فى الإنسان والمجهول والقائد مينو فى الأبطال، وغيرها، بخلاف أدوارى الأخرى المتميزة فى المسلسلات ومنها سوق العصر ـ حديث الصباح والمساء ـ أحزان مريم ـ قمر سبتمبر، وغيرها، ومن هنا أؤكد أنه لايفارقنى الشعور بالغيرة الفنية خلال فترة نجاحى بعد كل عمل أقدمه وأنا لم أقف وسط نخبة من عمالقة التمثيل على الساحة الفنية.. ولذا بات واضحا أنه عندما يعرض على دور وأشعر بأنه قريب منى أقبله ـ لكن إذا شعرت أنه بعيد عنى فهذا يتوقف على درجة اقتناعى به ـ فقد لا يستهوينى بالمرة فأرفضه وأعمالى كلها تشهد على ذلك.

< ماذا يمثل لك التليفزيون فى مشوارك الفني؟
ـ التليفزيون أصبح النافذة الفنية التى يطل منها الفنان على جمهوره الخاص وهو الآن الورقة الفنية الرابحة فى ظل قلة الفرص المناسبة.. وكم أنا سعيد بكل أعمالى الفنية فى التليفزيون والفضائيات.

< هذا يعنى أن دراما التليفزيون سحبت البساط من السينما؟
ـ السينما أصبحت فى حالة يرثى لها تقدم أعمالا سطحية وفقدت رومانسيتها وإحساسها بجمال الموضوع والصورة والحوار وأصبح التعبير قاسيا بالكاميرا ليناسب موجات العنف والاغتصاب والإدمان التى سادت أفلامنا وساهمت فى نشر الظواهر السلبية فى مجتمعنا ـ وقد استغل مؤلفو الدراما التليفزيونية الفرصة وأبدعوا فى تقديم روائع المسلسلات ذات القيمة الفنية العالية التى تحمل رسالة هادفة للمجتمع وتعالج قضاياه.. ولهذا السبب تحول غالبية نجوم وفنانى السينما إلى التليفزيون.
لقد قدمت مجموعة أعمال سينمائية جيدة منها مؤخرا أفلام دفع رباعى ـ ساعة رضا ـ ضغط عالى ـ قهوة بورصة مصر ـ آسفين ياباشا ـ الكهف ـ الرجل الأخطر ـ الفارس والأميرة ـ ١٢٢ ـ الفندق الغامض.. ويبقى أن الموضوع الجيد والورق المتميز هو الذى يدفعنى لتقديم العمل سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون فجميعها أدوات توصيل جيدة للمشاهد ـ وكم أتمنى الحصول على نص جيد أعود به للسينما نظرا لأن كل ماعرض على من سيناريوهات كانت دون المستوى، ولم تحرك شهيتى لتقديمها.

< الجميع يلاحظ قلقك الواضح عند تقديمك لأى شخصية جديدة؟!
ـ أنا بطبعى قلق ـ ولكنه من النوع الصحى ـ لكونى أسعى لتقديم نفسى فى أحسن شكل حتى أظل عند حسن ظن المشاهد لذلك أحاول أن أجتهد فى الأدوار التى أقدمهاـ وأن أمسك بخيوط الشخصية جيدا وأتعامل بصدق ودون افتعال أمام الكاميرا حتى لايشعر المشاهد بنوع من المبالغة فى الأدوار.

< هناك ممثلون اتجهوا لكتابة الدراما.. فى رأيك هل نجحت ظاهرة الممثل الكاتب؟
ـ هذه الظاهرة تندرج فى إطار التجارب الجيدة.. لأنه يحق لنا فى عملنا الفنى أن نجرب مايخطر على بالنا من فنون.. إذ إن دراستنا الجامعية تضمنت التمثيل والإخراج والكتابة.. كما أن الممثل يملك إلماما فى كل شيء.. ومن يبدع علينا أن نصفق له.

< كيف تمحو الإساءة النقدية لو تعرضت لها؟
ـ بحياتى لا أتذكر أى إساءة.. ودائما أنا رقيب على نفسى وعلى اختياراتى الفنية ـ ودوما بالنسبة لى الشمس مشرقة فى حياتي.. وعندى علاقة قوية جدا مع ربي.. وعندى سلام داخلى كبير جدا.. وفى حياتى المهنية لم أقم بأشياء أندم عليها.. ولم أؤذ إنسانا، كل يوم أنام على وسادتى بالى مرتاح.. وأشعر بحب ملايين الملايين فى مصر والوطن العربي.. وهذا أكبر وسام أفتخر به وأضعه تاجا على رأسى وعموما أنا أتابع آراء النقاد وأستفيد كثيرا من كتاباتهم خاصة التى تدخل إلى أعماق العمل الفنى وتتحدث بموضوعية.

< ما أكثر ما يغضبك؟ وما أكثر ما يسعدك؟
ـ يغضبنى الكذب والخيانة والأنانية ـ ويسعدنى النجاح وسعادة أولادى ـ وأن يكون كل من حولى سعيدا.

< من مستشارك الفنى فى اختيار أعمالك؟
ـ أقتنع برأى زوجتى شريكة حياتى لتمتعها بثقافة ودراية فنية كبيرة.. وكلانا يمتلك بوصلة توجهنا لاختيار الأفضل والأجود خاصة لتغيير جلدى حتى لا أتجمد داخل قالب واحد.

< ولأى مدى تحقق عندك المثل "العرق يمد لسابع جد" فى عائلتك؟
ـ عائلتى جذورها فنية كبيرة فزوجتى ابنة الفنان القدير الراحل عبدالمنعم إبراهيم ونجلي عبد المنعم خريج معهد السينما قسم مونتاج ـ وابنتى مريم خريجة معهد الفنون المسرحية قسم ديكور عاشقة للتمثيل وسبقت مشاركتها لى فى مسلسل بنات حارتنا ـ بخلاف أنها قدمت مجموعة من الأعمال الدرامية فى التليفزيون وانتهت مؤخرا من المشاركة فى بطولة مسلسل حلوة الدنيا سكر مع هنا الزاهد ومحمود عبدالمغنى وتم ترشيحها لعمل درامى جديد بعنوان "اليقظة" ينتظر تغيير اسمه.. لتؤكد مع شقيقها عبدالمنعم صحة المثل القائل "العرق يمد لسابع جد".

< لكل فنان طقوسه قبل بدء التصوير.. فما طقوسك؟
ـ لا أحب الاستماع لأى شيء ولا الحديث مع أحد قبل التصوير.. ففى هذا الوقت أكون مهموما بمشاهدى وأمنحها كل تركيزى بعدما حفظتها قبل نومى وذاكرتها جيدا.. وأدخل البلاتوه جاهزا وعلى التنفيذ فورا ـ منعا لإهدار أى وقت كذلك الحديث مع النجوم الذين يشاركوننى التصوير حتى يصبح هناك هارمونى بيننا يظهر للمشاهد عند عرض العمل.

< لماذا غيابك عن خشبة المسرح؟
ـ أتمنى الوقوف على خشبة المسرح لكن أين الورق الجيد والعروض الجميلة التى تجعل جهد العمل المسرحى يهون من أجلهاـ ومازلت أطمح للعب أدوار من الوزن الثقيل على مسرح الدولة.. لكن للأسف حاليا إمكانياته ضعيفة لا تشجع أحدا للعمل به.

< ما الجديد فى أجندتك الفنية؟
ـ أصور حاليا مسلسل زى القمر وهو عبارة عن حلقات درامية تناقش قضايا المجتمع والأسرة ـ وانتهيت من تصوير الحكاية الثالثة فى العمل بعنوان ست الهوانم ـ بطولة الفنانة ليلى علوى ومجدى كامل والمسلسل تأليف شهيرة سلام وإنتاج مها سليم وإخراج طارق رفعت ـ وانتهيت من تصوير مسلسل "أجازة مفتوحة" بطولة شريف منير ولقاء الخميسى ـ إخراج محمد حماقي.. ومازال تحت بند القراءة أكثر من سيناريو لإبداء الرأى بالموافقة أم العكس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة