الجمعة، 23 أبريل 2021 - 10:19 م

كان اختيار مكان اعتصام رابعة العدوية قرارا للتنظيم الدولى للإخوان بالاتفاق مع مكتب الإرشاد، وكانت الجماعة تملك العديد من الشقق السكنية بخلاف ما تم تأجيرها للعديد من قيادات الجماعة، بالقرب من مكان الاعتصام، بالإضافة إلى وجود سكن للكثير من أعضاء الإخوان بمنطقة مدينة نصر، ومصر الجديدة.. وكان المسجد يحوى أنشطة أكثر من جمعية خيرية من جمعيات الإخوان غير المعلنة وبالتالى كان ربط المعتصمين بالمسجد أمر تحرص عليه الجماعة التى تخلط السياسة بالدين.

جغرافيا يعتبر ميدان رابعة من أكثر المناطق الحيوية وأحد الأحياء المعروفة على مستوى محافظة القاهرة، منطقة رابعة تربط شرق القاهرة بغربها، وبها الكثير من المرافق الحيوية، بالإضافة إلى أنها طريق رئيسى للانتقال من مطار القاهرة إلى وسط العاصمة، فكان الغرض الأساسى هو شل الحركة فى هذه المنطقة، وبالتالى سيكون لها تأثير أيضا على بقية الشوارع والميادين..

وكان الاختيار الثانى للجماعة فى حالة عدم تمكنها من السيطرة على ميدان التحرير، فالمكان قريب من الاتحادية ويسهل التحرك منه للاشتباك مع أى تهديد لمرسى ومفتوح على أربعة شوارع رئيسية، وكان ترتيب الجماعة أنه يسهل عملية الوصول إلى الاعتصام من جانب التيارات المناصرة لهم، بالإضافة إلى سهولة وصول الأسلحة وغيرها من الأدوات التى يتطلبها الاعتصام.

وقد استخدم الإخوان الميدان بعد ذلك كمنصة مسلحة للهجوم وشن هجمات ارهابية خاطفة كما حدث عند دار الحرس الجمهورى أوكوبرى 15 مايو.. خطط الإخوان الى تحويل اعتصام رابعة العدوية الى منطقة تخضع لسيطرة الإخوان بقوة السلاح والتوسع فيها على نمط سيطرة حزب الله اللبنانى على الضاحية الجنوبية فى بيروت، وراهنت قيادات الجماعة على التدخلات الدولية وتخوف اجهزة الدولة من الفض.. وفى داخل الاعتصام مارس الاخوان كل أشكال التعذيب ضد عدد من المواطنين الذين اشتبهوا علاقاتهم بالأمن.. ومع تحرك قوات الأمن لفض قام قيادات الجماعة بالهروب وتركوا المعتصمين فى الميدان يواجهون مصيرهم، وخلال السنوات الماضية حاول الإخوان بشتى الطرق تصدير روايتهم الخاصة باعتبارها الحقيقة المطلقة الى ان كشف مسلسل الأختيار 2 زيفها وكشف حقيقة ما حدث من واقع شهاداتهم.