الطاووس
الطاووس


«الطاووس» يدخل في المحظور ويرفع شعار المرأة خط أحمر.. فهل ينقذ الفتيات؟

أحمد السنوسي

الإثنين، 26 أبريل 2021 - 08:06 م

فاجئ المؤلف كريم الدليل، والمخرج رؤوف عبدالعزيز، الجميع في السباق الرمضاني الحالي بمسلسل "الطاووس"، رافعين شعار "المرأة خط أحمر"، ودخولهما في المحظور، وتسليطهما الضوء على قضية من أهم القضايا التي تتعرض لها المرأة في المجتمع، وهي التحرش والاغتصاب، فجعلا الثنائي الجميع يقف صامتًا أمام قضية الاغتصاب الشهيرة.

فلا مبرر هذه المرة للاغتصاب ليس الفتاة شقراء، أو صاحبة ملابس مثيرة، فكان اختيار رؤوف عبدالعزيز لسهر الصايغ "أمنية" لأبعد حد، وهي استطاعتها أن تقترب وتعبر عن الفتيات اللاتى انقطع صوتهن بسبب الخوف تارة، وأن لا يلحق العار بأسرهن تارة أخرى.

"أمنية" فتاة بسيطة من منطقة شعبية، تحلم مثل كل بنت بحياة جميلة، ووظيفة مناسبة لتسد منها احتياجاتها، ولكن كان سوء الحظ حليفًا لها عندما قابلت شبابًا لا يعرفون عن الكفاح وشرف البنت إلا اسمه فقط، فهتكو عرضها تحت تأثير المخدر بالتناوب، وكثيرًا من الفتيات تعرضن لمثل هذه الواقعة.

لم يتوقف المخرج رؤوف عبد العزيز والمؤلف كريم الدليل، عند هذه النقطة، فأبرزا كيف ينظر أولاد الطبقة العليا لمن هم أقل منهم، وخاصة إن كان هناك نجل مستشار أو رجل أعمال ذو نفوذ كبرى، فالكل يغني على ليلاه، وهم لهم الحق في أن يدوسوا على أي شخص بنفوذهم وأموالهم.

ويعد مسلسل "الطاووس" وسط كل الأعمال الدرامية التي تعرض خلال شهر رمضان، يغرد منفردا خارج السرب، لكونه يقدم عمل إنساني اجتماعي في المقام الأول الهدف منه الدفاع عن المرآة وقضاياها وحقوقها ويرفع شعار المرآة خط أحمر، خاصة في ظل ندرة هذه الأعمال التي تتحدث هذه النوعية من الموضوعات، لأنها تعد منطقة محظورة لكل من يحاول الاقتراب منها، ولكل صناع المسلسل قدموا لنا عمل درامية يحترم عقل وفكر المشاهد أولا، في ظل مخرج واعي مدرك كيفية التعامل مع الجمهور، وكيف يوصل الرسالة التي تريدها دون أن يجرح عيون المشاهدين ومشاعرهم كالمخرج رؤوف عبد العزيز.

 

استطاع المخرج رؤوف عبد العزيز ببساطة وسلاسة، أن يقدم لنا جميع المعاني والمشاعر التي تشعر بها ضحية الاغتصاب، دون أي لفظ أو مشهد جارح للمشاهدين، خاصة في مشهد الاغتصاب، والذي قدمه بشكل إنساني استطاع من خلاله أن يوصل للجمهور كل مشاعر الحزن والضعف والانكسار التي تشعر بها الضحية، ومدي الاستهتار الذين يتمتع به مركبي الجريمة الاغتصاب، خاصة إذا كانوا من ذوي الطبقة التي تتمتع بالسيطرة والنفوذ.

مسلسل "الطاووس"، تناول العديد من الموضوعات، بجانب قضايا المرآة  ، حيث تعد مشاهد العظيمة "سميحة أيوب" في دور "ماتيلدا" بها تسامح ومحبة كبيرة ووحدة وطنية مختلفة بدون زعيق ايضاً أو افتعال أو مبالغة.. فقط بها إنسانية وهذا هو أهم ما في الحكاية.. الإنسانية.. فكلانا مسيحي أو مسلم نعاني نفس الهموم ونفس الظروف ونفس المشاكل والضرائب والغلاء.. مشاكلنا واحدة وحياتنا واحدة تماس معها المسلسل وعبر عن الوحدة الوطنية دون صوت عال كما هو معهود فعبر عن الوحدة الوطنية، صاغها لنا رؤوف عبد العزيز،  في صورة جمالية رائعة بلا مبالغة وتهريج التعانق المصطنع ويحيا الهلال مع الصليب واستدعاء شيخ أزهري مع قسيس واكلاشيهات مستهلة.

 

أما على مستوى النجمة سهر الصايغ تؤدي دورا رائعا وترتدي الدور بقوة لتعيد بهائها، وكما أن مها نصار في دور فريدة المصري تقدم دورا مختلفا وأداء مختلف وشخصية سرية تقدمها بجمال وهدوء وثقة، كما أن القدير أحمد فؤاد سليم يقدم لنا دور عظيم بشكل رائع وسلس، و كذلك هبة عبد الغني في دور آخت البطلة تختلف وتجسد الشخصية بامتياز لا افتعال فيه، بينما كانت المفاجأة في دور الشاب "يوسف الأسدي أو توفيق، هذه المرة أرى أن هذا الشاب يمثل دورا جميلا دون تسطيح مع عابد عناني احد المتهمين في قضية الاغتصاب واحد أبناء الكبار الذين يخترقون شبكة العنكبوت بهدوء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة