إجراءات الوقاية الاحترازية
إجراءات الوقاية الاحترازية


صلاة التراويح مع التباعد.. تعيد روحانيات الشهر الكريم رغم «الوباء»

رانيا عبدالكريم

الثلاثاء، 27 أبريل 2021 - 02:13 م

-مواطنون: سعداء بعودة التراويح بالمساجد..ولن نتهاون فى إجراءات الوقاية
-أسامة العبد: الحفاظ على النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية.. والالتزام بالتدابير الاحترازية واجب
-سامية الصابر: النزعة الدينية للمصريين يجب ألا تكون سبباً لانتشار الوباء

 

يرتبط المسلمون عامة والمصريون خاصة بشعائرهم الدينية في المناسبات المختلفة، وفي تلك الأيام المباركة يعيش المسلمون أجواء التعبد والصلاة مع الصيام، ويحرصون على أداء الصلوات خاصة صلاة التراويح في المساجد، وكانت جائحة كورونا سبباً في منع صلاة التراويح في المساجد العام الماضي، الأمر الذي حزن له المسلمون، لافتقادهم روحانيات الشهر الكريم، وتأتي فرحة هذا العام برمضان مضاعفة بعد السماح بإقامة الصلاة في المساجد مع التشديد على الالتزام بالإجراءات الإحترازية حفاظاً على الجميع في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا. 

يقول محمد عبد العظيم محاسب، إنه يحرص بصفة عامة على أداء الصلاة في المسجد حال سمحت ظروفه، خاصة صلاتى الجمعة والتراويح، الأمر الذي كان يحزنه كثيراً رمضان الماضي، إلا أنه كان يستعوض ذلك بصلاة التراويح مع أسرته جماعة في المنزل لافتاً إلى أنه رغم هذا كان ينتظر صلاة التراويح في المسجد «ليها طعم مختلف، ومن أهم الروحانيات التي تشعرنا بالشهر الفضيل، وتميزه عن باقي شهور السنة».

فيما قالت «أم منة» ربة منزل  أنها أعتادت منذ عدة سنوات بعد أن كبر أولادها أن تذهب للصلاة في المسجد خاصة في شهر رمضان، وكانت حزينة العام الماضي بسبب غلق المساجد في هذا الشهر الذي تنتطره من العام للعام، لهذا سعدت جداً هذا العام بالسماح بصلاة التراويح في المساجد، وأكدت أنها لن تتهاون في إجراءات الوقاية والحماية، لتأمين نفسها واسرتها والجميع، «يابنتي الكورونا دي وباء ربنا يرحمنا منه، عشان كده لازم الكل يخلي باله ويلتزم بالنصائح».

ويوضح كريم محمود، أنه رغم عدم سماح ظروف عمله له بأداء صلاة القيام في رمضان في المسجد بشكل دائم، إلا أنه كان حزيناً العام الماضي بسبب افتقاده لتلك  الروحانيات، قائلاً «كنا لما بنتجمع عند والدي في بيت العائلة عشان نفطر سوا، نروح أنا واخواتي والأولاد نصلي التراويح معاً في المسجد، إلا أن كورونا حرمتنا منها العام الماضي»، متابعا أنه سعيد جداً هذا العام لعودة الصلاة في المساجد، مؤكداً أنه حريص على تعويض العام الماضي، والصلاة في المسجد كلما أتاحت له ظروف عمله، مع الالتزام الكامل بالإجراءات التي شددت عليها الدولة.
 
وعلى الجانب الآخر يقول دكتور أسامة العبد وكيل لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب وأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، إنه علينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى أن أعاد لنا المسجد والصلاة فيه، وإقامة التراويح في هذا الشهر الفضيل، والتي حرمنا من أدائها في المسجد العام الماضي بسبب الجائحة.

اقرأأيضا||إصابات بالجملة في الهند ..وفرار للأثرياء | صور

وشدد العبد، على أنه من الواجب علينا أن نلتزم بما يحقق الوقاية من أى شىء يؤذى النفس، قائلاً «على كل شخص أن يأتى للمسجد متوضأ من بيته، وسيبدأ الإمام فى التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة، وأن يرتدى كل من يدخل للصلاة الكمامة ومعه سجادة الصلاة الخاصة به، ومطهر لليدين، ولا داعى للسلام باليدين والتقبيل والأحضان، فيكفى السلام الشفوي، مع الالتزام بالتباعد بين المصلين».

وأكد العبد، أن كل شىء يؤدي إلى الوقاية ينبغي أن ننفذه، فلا داعي للتزاحم، ولا داعي لوجود الأطفال، ليكون التحكم في التباعد والوقاية أفضل، خاصة أن الأوقاف وافقت للنساء بصلاة التراويح في المصليات، وأوضح وكيل لجنة الشؤون الإسلامية بالبرلمان أنه  مفروض علينا أن نؤدي العبادة والطاعة لله عز وجل، ونؤدي معها ما يقى من الوقوع في الخطأ الصحى، حيث إن الحفاظ على النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، لافتا إلى أنه ينبغى على كل منا أن يتعامل مع الآخر خوفا على نفسه وعلى الآخر، لأن الجانب الوقائي هو الأصل في العلاج، وهو مطلوب شرعاً، ولابد من تطبيق تعليمات وزارة الصحة بحيث نؤدى العبادة ونحن راضون عن أنفسنا ومطمأنين على صحتنا، والا نجعل فرحتنا بعودة التراويح سبباً فى اتساع دائرة الوباء.

بينما أشارت دكتورة سامية الصابر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إلى أن المصري بطبعه لديه النزعة الدينية عالية، وشهر رمضان معروف أنه شهر عبادة وصوم وصلاة، فيتجه بطبيعة الحال الجميع إلى الطقوس والعبادات الدينية، مؤكدة أن كثيراً من الناس تنتظر هذا الشهر لإقامة شعائر أشتقنا لها طوال السنة، ومنها صلاة التراويح في المساجد، لذلك نجد بيوت الله بها أعداد كبيرة من المصلين، الأمر الذي نفرح به جميعاً ولكن دون أن يكون ذلك سبباً في انتشار الفيروس أكثر.

وتابعت أستاذ علم الاجتماع، أنه لو اتخذنا التدابير والإجراءات الإحترازية جيدا، سيكون هناك أمان للجميع، قائلة «فلا داعي لأن يتكدس الناس داخل المسجد، ولو أن هناك مساجد ملحق بها ساحات يتم فتحها للصلاة، مثلما يحدث في الأعياد، أو كما كان في العام الماضي ويصلي بعضنا مع أسرته في المنزل لتخفيف الضغط علي المساجد، وفي نفس الوقت يزيد الترابط والتقارب الأسرى، ويحقق التباعد الاجتماعي، ويحافظ على الإجراءات الاحترازية».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة