حنان محمود إبراهيم على
حنان محمود إبراهيم على


بقلم واعظة

زاد الصائمين

الأخبار

الثلاثاء، 27 أبريل 2021 - 05:41 م

لا أقصد بحديثى هذا الزاد المادى من طعام وشراب مع أهميته لكنى أود التحدث عن زاد آخر وهو الزاد المعنوى والذى هو الغاية من تشريع عبادة الصوم، هذا الزاد الذى له طرق عديدة سوف نتحدث عن أولها فى هذا المقال وهو زاد القلب لأنه هو المؤسس لما بعده؛ فالقلب هو الوعاء لكل خير أو شر، بل هو معيار الصلاح أو الطلاح، ومعيار النجاة أو الهلاك للعبد لقوله تعالى فى سورة الشعراء: «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم»،ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب»، والقلوب أنواع إما قلب سليم، وإما قلب ميت، وإما قلب مريض وهو القلب الذى فيه حب الله والتوكل عليه والإخلاص له، وفيه كذلك حب الدنيا،والشهوات، فإلى أيهم ركن كان من أصحابه،والقلب المريض هو الذى سنركز عليه لمعالجة مرضه، وأول علاج له هو القرآن قال تعالى فى سورة الإسراء: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»، ولعل الله ربط بين نزول القرآن فى رمضان وبين هداية الخلق حيث قال تعالى فى سورة البقرة: «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس..»، وجميعنا يحرص فى رمضان على ختم القرآن على الأقل مرة خلال الشهر ومنا من يختمه مرات عديدة، ولعلنا نستثمر هذه القراءة فى تربية أرواحنا، وإزالة أمراض قلوبنا ونجعل قراءتنا للقرآن بمثابة الغذاء للقلب فنتدبر ما فيه من الحكم والمواعظ الحسنة بالترغيب فى الآخرة، والترهيب من المعاصي، والزهد فى الدنيا، ولنعتبر بما فيه من قصص.
إن القلب يتغذى بالقرآن كما يتغذى الجسد بالطعام؛ فكلما تناولت طعامًا صحيًا ضمنت لبدنك السلامة من الأمراض، وكذلك الشهوات إذا ملأت القلب نجسته فيضعف ولكنه لو امتلأ بنور القرآن صار سليمًا، نشيطًا، قويًا، يأنس بالله وبكلامه، قال بعض العارفين: «مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله والأنس به، والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته»، وقال سيدنا عثمان بن عفان:«لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله».
فلننتهز جميعًا هذا الشهر الفضيل فى تزكية قلوبنا بالقرآن تدبرًا وعملًا لا تلاوة عابرة لا خشية فيها ولا عمل وكما يقولون: «ليس المهم أن يكون فى جيبك مصحف، بل المهم أن أجد فى أخلاقك آية».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة