بسمة
بسمة


رفعت الجلسة | هى .. ملكى

الأخبار

الخميس، 29 أبريل 2021 - 07:53 م

أصبحت ملكى وبين أحضانى، لا يستطيع أحد أن يأخذها منى، هى صديقتى وابنتى وحبيبتى وسندى وروحى، كانت رفيقتى فى هروبى فى جوف الليل من العذاب والهوان، واليوم نجلس سويا، كبرت وأصبح صوتها يملأ الدنيا..

اعتدت على أن أهمس فى أذنيها كثيرا واطمئنها، دائما ما أخبرها أننا سنحيا هنا فى هذا المكان، وادعو من الله أن يمد فى عمرى حتى أزفها إلى عريسها.. واختر لها الطريق الذى يجنبها ويلات ما تعرضت له.

لن أحكى لها مأساتى مع والدها، فالضرب والإهانة لا تكفيهما الكلمات لتعبر عن بشاعتهما، بل نظرة عطف واحدة على جسدى كافية لكشف معاناتى بكل تفاصيلها.

سأخبرها فقط عن عائلتى، عن شقيقاتى الذين طمعوا فى مساعدات أتقاضاها شهريا من معاش أبى، سأشرح لها كيف أنهم يرفضون حتى الآن استلامى من دار الإيواء رغم أننا اجتزنا أزمتنا، وأصبحت بكامل قواى العقلية.

قصتى تتلخص فى أننى فتاة من القناطر الخيرية، حلمت بفتى الأحلام الذى ينتشلنى من الفقر، لكن لم يكن أمامى رفاهية الاختيار، تزوجت من جار لنا يكبرنى بـ ٢٠ عاما، رأيت معه منذ أول أيام زواج، كافة صنوف العذاب، حتى رزقت بابنتى الكبرى، تحملت من أجلها، لكن إدمان زوجى وضربه وإهانته المستمرة لي، دفعنى إلى ترك المنزل ثم الطلاق منه، وأنا حامل فى الشهر الأخير من طفلتى الصغيرة.

توجهت إلى شقيقاتى، لكنهم لم يتحملونى سوى الشهر الأول من ولادة صغيرتى، بعدها وجدت نفسى فى الشارع.

كنت أعلم أننى لا أستطيع أن أظل فى الشارع أياما، أنا فتاة، لذلك قررت أن أسلم نفسى إلى دار إيواء المشردين.. مكثت أشهر بالمؤسسة، بعدها تواصل المسئولون مع شقيقاتى لزيارتى، حضرت شقيقتى الكبرى، وتجاهل الدعوى باقى شقيقاتى، مرت أشهر، وبعدها توقف الجميع عن الحضور .. لا أملك سوى هذه الرسالة إلى شقيقاتي.

لا أطلب منكم زيارتى.. أنا سعيدة بدونكم.. لكن احكوا قصتى ومأساتى لابنتى الكبرى.. أخبروها أن أمها تحبها، صفوا لها جمال شقيقتها الصغرى.. طمنوها أنها ستكون سندها فى يوم من الأيام.

أمنياتى الأخيرة، لكل من يقرأ قصتى.. رجاء، إذا عاودنى المرض الذى بدأ أخيراً يعاودنى..، اعتنوا بطفلتى الصغيرة..  فهى تستحق حياة أفضل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة