رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

عودة الطالب والمدرس للمدرسة أولا

رفعت فياض

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 07:48 م

 بصرف النظر عما قرره مجلس الشيوخ فى رفضه للقانون الذى تقدم به د.طارق شوقى وزير التربية والتعليم الذى يجعل الثانوية العامة ثلاث سنوات تراكمية وليست سنة واحدة كما هى الآن، ومع أننى أتفق تماما مع أسباب رفض مجلس الشورى لمشروع القانون نظرا لأنه سيزيد عبء الثانوية العامة وعبء الدروس الخصوصية المرتبطة بها على الطلاب وعلى الأسرة المصرية، وبدلا من إنفاق مايقرب من 30 مليار جنيه سنويا عليها الآن سيتضاعف هذا الرقم إلى ثلاثة أضعاف وتتحول الثانوية العامة إلى خراب بيوت، ومع استمرار الدروس الخصوصية بهذه الصورة ستفقد عملية تطوير التعليم معناها خاصة أننا كنا قد جربنا قبل ذلك أن تكون الثانوية العامة عامين وقت أن كان د.حسين كامل بهاء الدين رحمة الله عليه وزيرا للتعليم وفشلت هذه التجربة فشلا زريعا، وعليه قرر مجلس الشعب فى ذلك الوقت إلغاءها، ولم يعد متقبلا من المجتمع العودة وبشكل أشد قسوة لتجربة فاشلة، وبدلا من أن تكون عامين جعلها د.شوقى ثلاثة أعوام فى مشروعه المرفوض من قبل مجلس الشورى.
وأنا من جانبى أؤكد أن أى تعديل فى قانون الثانوية العامة لا يعمل على عودة الطالب والمدرس إلى المدرسة مرة أخرى بعد أن هجرها الطرفان إلى الدروس الخصوصية، وأصبحت المدارس الثانوية خاوية على عروشها منذ الأسبوع الأول من الدراسة، ومن هناك اختفى دور المدرس فى التربية، والتوجيه، والإرشاد، والتثقيف، والتعليم أيضا بعد أن أصبحا كلا الطرفين يلهثان وراء الدروس الخصوصية التى تدرب الطلاب فقط على الإجابة عن أسئلة الامتحانات فى شكل «كبسولة» فقط، وعلى حصد درجات فلكية لاتعبر عن استيعاب الطالب للمقرر على الإطلاق.
ولهذا فإننى أؤكد أن أى تطوير للعملية التعليمية لابد أن يهتم فى المقام الأول على عودة الطالب والمدرس للمدرسة، وبعدها يمكن أن نفكر فيما يسمى بالمجموع التراكمى هذا خاصة إذا لجأنا إلى تطبيق نظام الساعات المعتمدة مثلما هو موجود فى الشهادات الأجنبية (الآى جى أو الأمريكان دبلوما).
كما أنصح وزيرا التعليم أن يكون تواصلهما مع بعض أكثر من ذلك حتى يكون هناك تكامل بين ما يتم من تطوير فى مراحل التعليم العام، وما يتم فى التعليم الجامعى، وأبلغ مثال على ذلك هو أن وزارة التربية والتعليم ركزت فى الثانوية العامة على تدريب الطلاب على التابلت والتعليم الإلكترونى، وأصبح عندنا لأول مرة هذا العام ثانوية عامة إلكترونية لكن يبقى السؤال: وماذا بعد الثانوية العامة عندما سيلتحق الطالب بأى من كليات الجامعة خاصة أنه سيعود إلى الكتاب المطبوع والامتحانات الورقية ؟ وأين ستكون الاستفادة وقتها التى تعلمها الطالب طوال السنوات الثلاث فى الثانوى العام بعدما يلتحق بالجامعة ويعود إلى المقررات الورقية والكتب والامتحانات الورقية أيضاً؟ إذا كان لدى أى من الوزرين إجابة على ذلك فأهلا بها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة