الجمعة، 30 أبريل 2021 - 08:40 م

 كتبت : أمانى عبد الرحيم 

مأساة حقيقية تعيشها أكبر دول العالم من حيث الكثافة السكانية بعد أن وصل انتشار فيروس كورونا ذروته،  فأنظار العالم تتجه حاليًا نحو دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، 330 مليون نسمة، المتصدرة لقائمة الاصابات عالمياً منذ أكثر من عام، والى الهند ( أكثر من مليار نسمة)، وذلك لمعرفة أسباب الانتشار السريع والتحور للفيروس هناك تحديدًا.

فقد سجلت الهند، التى مازالت فى الموجة الثانية من الفيروس، رقمًا عالميًا قياسيًا فى عدد الإصابات اليومية بكورونا، بعد أن رصدت السلطات الصحية هناك أكثر من 360 ألف حالة إصابة جديدة، خلال يوم واحد ، فيما يعّد أكبر عدد يومى فى العالم، ليصل مجمل الإصابات نحو 18 مليونا منذ بداية الجائحة. وزادت الوفيات بفيروس كورونا إلى اكثر من 200 ألف ( وفاة كل 4 دقائق). وأكدت صحيفة "إنديا توداي" الهندية أن المحارق الان التى يتم فيها حرق جثث المتوفين بالفيروس اصبحت مكتظة ولا تكفى لاستيعاب المزيد، حتى ان اهالى المتوفين يظلون لساعات طويلة قد تصل الى 20 ساعة فى انتظار حرق جثث ذويهم واجراء مراسم الدفن. 

الاحتفالات‭ ‬الدينية‭ ‬وتباطؤ‭ ‬التطعيم‭ ‬فى‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام‭.. ‬و4‭ ‬سلالات‭ ‬وموجة‭ ‬رابعة‭ ‬تحفظ‭ ‬الصدارة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة

وارجع عدد من الخبراء ما يحدث فى الهند الى عدة اسباب، حيث يرى "رامانان لاكسمينارايان"،عالم الأوبئة بجامعة برينستون بنيودلهي، ان التجمعات واقامة المهرجانات الدينية والاحتفالات وعدم التزام الغالبية بالاجراءات الوقائية فى دولة تكتظ بالسكان ، فعلى سبيل المثال اقامت بلدة∪ هاريدوار "الشمالية أحد أكبر التجمعات فى العالم هذا الشهر،حيث احتفل ملايين الأشخاص بمهرجان كومبهميلا الهندوسى وبعده تحولت المستشفيات لساحة لاستقبال عدد مهول من المصابين الذين توفى الكثيرون منهم بسبب عدم توافر اسطوانات اكسجين تكفى هذا العدد. 

هذا بالطبع الى جانب عدم تلقى عدد كبير من المواطنين اللقاح حتى الان مما ساهم كثيرا فى انتشار الفيروس، حيث لم يتلق اللقاح فى الدولة التى تمتلك احد اكبر مراكز لتصنيع اللقاح سوى حوالى 10% من السكان ، والذين تلقوا حقنة واحدة على الأقل، ما يعنى ان هناك أكثر من مليار شخص بدون تطعيم بشكل كامل. 

وعلى الرغم من ان الهند بلد ذات اغلبية من الشباب ومتوسطى العمر ومعظم سكانها لا يعانون من امراض مثل السمنة وكان معظم المصابين بالفيروس فى الموجة الاولى يعانون من اعراض خفيفة ، إلا أن ما تتعرض له حاليا يؤكد صحة دراسة أكاديمية حديثة،أجريت فى الصين، اشارت إلى أن الحالات الخفيفة لا تمنح سوى مناعة محدودة. ويلعب ظهور متغيرات جديدة معدية دورا أيضا. وتقول الدكتورة جينيفر لايتر من جامعة نيويورك أن هذاالمزيج − مناعة أقل مما يعتقده الكثير من الناس،والمتغيرات الجديدة واستئناف الأنشطة − قد أدى إلى أحداث متعددة فى مجال الانتشار الفائق للفيروس.

وتضيف " لايتر " ان ما يضاعف من المأساة ظهور السلالات المتحورة من الفيروس مثل السلالة البريطانية وسلالات اخرى يحكمها متغير اطلق عليه " المتغير الهندى ". وقالت لنا ان نتخيل ما يمكن ان يحدثه هذا التحور فى مدن واحياء شديدة الاكتظاظ بالسكان والحياة فيها بالغة الزحام.

اما الولايات المتحدة الامريكية التى تدخل فى عداد الدول ذات الكثافة السكانية العالية ، فتخطى اجمالى الاصابات فيها حتى الان حاجز الـ32 مليونا، فيما وصلت الوفيات قرابة الـ 570 الف متوفى ، ما يجعلها تحتفظ بالصدارة حتى اليوم. ورغم معدلات التطعيم العالية وما شهدته من انخفاض فى عدد الاصابات والوفيات خلال الاشهر الماضية ، الا انها عادت منذ ايام لتسجل من جديد وفقا لصحيفة " نيويورك تايمز" الامريكية متوسط اصابات يومية كبير جدا يدل على عودة تزايد الحالات فى العديد من الولايات، لاسيما فى الغرب الأوسط والشمال الشرقي، مع انتشار السلالات المتحورة. 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن "مايكل أوسترهولم" عالم الأوبئة والعضو فى المجلس الاستشارى لمكافحة كورونا التابع لإدارة الرئيس الامريكى " جو بايدن "، قوله إن الولايات المتحدة تشهد حاليا الموجة الرابعة من جائحة فيروس كورونا بسبب تفشى طفرات جديدة منه. ويتوقع الخبير الأمريكى أن تشهد الولايات المتحدة خلال الاسابيع المقبلة أكبر عدد من حالات الإصابة المسجلة عالميا منذ بداية الجائحة وقد تصبح واشنطن عاجزة تماما على السيطرة عليه.

وذكر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكى أن هناك 4 سلالات من فيروس كورونا تثير قلق الخبراء فى الولايات المتحدة، وتشير الدراسات إلى أن هذه السلالات قد تنتشر بسهولة أكبر أو تجعل الناس أكثر مرضا،أو تهرب من الاستجابات المناعية، أو تجعل العلاجات غير فعالة والسيطرة شبه مستحيلة.