عبدالله البقالى
عبدالله البقالى


حديث الأسبوع

علماء المناخ يحذرون

الأخبار

السبت، 01 مايو 2021 - 06:15 م

العالم قريب جدا من منطقة الخطر البليغ التى نبه إليها علماء المناخ منذ فترة طويلة، فقد كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قبل أيام قليلة، عن أن متوسط درجة الحرارة العالمية فى سنة 2020 بلغ حوالى 1.2 درجة مئوية، فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية. وترى هذه المنظمة العالمية أن هذا الرقم "قريب بشكل خطير" من مستوى 1.5 درجة مئوية، الذى دعا العلماء إلى عدم تخطيه درءا لأسوأ آثار تغير المناخ. وحينما يقع الإقرار من منظمة متخصصة بمستوى التماس مع الخطر، فإن ذلك يعنى وجود مؤشرات حقيقية ودقيقة، من قبيل ما تضمنه (تقرير المناخ العالمى) الصادر حديثا عن نفس المنظمة، والذى يسجل أن درجة حرارة الأرض مستمرة فى الارتفاع، حيث كانت سنة 2020 إحدى أكثر السنوات الثلاث دفئا على الإطلاق، وأن كثيرا من البلدان اعتبرت هذه السنة الأكثر سخونة فى تاريخها الحديث.
وفى التفاصيل أشار التقرير إلى أنه منذ منتصف سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، ارتفعت درجات الحرارة على سطح الهواء فى القطب الشمالى من الكرة الأرضية، بمعدل ضعف السرعة التى كان عليها فى السابق، مقارنة بالمتوسط العالمى مع تداعيات كثيرة محتملة، ليس فقط على النظم البيئية فى القطب الشمالى فحسب، ولكن أيضا على المناخ فوق الكرة الارضية، من قبيل ذوبان الجليد الدائم، وإطلاق غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية فى الغلاف الجوى. ويضيف التقرير الذى خرج إلى الوجود يومين فقط قبل انعقاد قمة القادة الافتراضية حول المناخ يومى 22 و23 أبريل الماضي، أنه لوحظ انخفاض مستوى الجليد البحرى فى القطب الشمالى بشكل قياسى فى شهرى يوليوز وأكتوبر من السنة الفارطة، بينما فقد الغطاء الجليدى فى غرينلاند حوالى 152 ميغا طن من الجليد فى صائفة نفس السنة.
ويتوقف التقرير عند ما يمكن أن نسميه بـ (فوضى الظاهرة المناخية)، حيث تباينت الأنماط المناخية بين أرجاء الكرة الأرضية بشكل يدعو إلى القلق، لأن الأمر يتعلق بصعوبة فهم وتفسير هذه التناقضات المناخية، من هطول للأمطار بشكل كبير مما تسبب فى فيضانات خطيرة ألحقت أضرارا بليغة بالأرض وما فوقها،من نبات وإنسان وحيوان، فى مقابل ذلك حالات جفاف شديدة وطويلة الأمد جففت المياه فى أجزاء كثيرة من الكرة الأرضية، وعواصف كارثية دمرت الحياة فى أجزاء أخرى من العالم، وحرائق انتشرت حيث التهمت النيران مساحات شاسعة من غابات العالم، كما حدث فى مناطق بأوروبا والولايات المتحدة واستراليا وفى الغابات الاستوائية بأمريكا اللاتينية. كما طالت ظاهرة الفوضى المناخية المحيطات والبحار، حيث يسجل التقرير تمحض كثير من المحيطات فى العالم، واستمرار إزالة الأكسجين منها، مما يؤثر بقوة على النظم الايكولوجية والحياة البحرية ومصايد الأسماك، ناهيك عن إضعاف قدرتها على امتصاص ثانى أوكسيد الكاربون من الغلاف الجوى. وتوقع معدو التقرير أن يستمر هذا الاتجاه، لافتا النظر إلى أن أكثر من 80 بالمائة من مساحة المحيطات شهدت موجة حر بحرية واحدة على الأقل فى العام الماضى.
وربما لن تكون كل هذه المعطيات، التى تكتسى خطورة بالغة عديمة الفائدة، إذا لم يتم ربطها بالتداعيات المتوقعة لهذا الحجم الهائل فى التغيرات المناخية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة