صـنـاع الفرحــــة
صـنـاع الفرحــــة


أصحاب مبادرات الخير

صـنـاع الفرحــــة

آخر ساعة

الأحد، 02 مايو 2021 - 10:20 ص

إيثار حمدى

هناك أشخاص يحصلون على السعادة  من الوقوف بجوار المحتاجين، والتخفيف عنهم، والعمل على راحتهم، ومساعدة الناس من حولهم فى مواجهة الظروف الصعبة، وبث الطمأنينة فى النفوس، وإعطاء الأمل لمن فقده.. لا ينتظر هؤلاء الأشخاص مكافأة من أحد، يفعلون الخير خالصا لوجه الله تعالي، "والله عنده حسن الثواب".

تتغير أسماء المبادرات من شخص إلى آخر، ومن مجموعة إلى أخرى إلا أن النتيجة واحدة فى النهاية وهى نشر السعادة ورسم البسمة على وجوه من حولنا. 

العلاج بالفن 

من بين صناع السعادة مفيد عيسى "كروان" الذى  تفرغ منذ أكثر من 21 عاما لإسعاد مرضى السرطان، وفى العشر سنوات الأخيرة كان تركيزه أكثر على الأطفال مرضى السرطان، وهو مسئول الفن التعبيرى فى مستشفى 57357 المكان الوحيد فى مصر الذى يوفر العلاج بالفن، وهو سفير للنوايا الحسنة للأطفال مرضى السرطان وأطفال بلا مأوى على مستوى 122 دولة وفقا لمنظمة gga الخيرية.

يعرف  كروان نفسه بأنه فنان تعبيرى، حصل على كورس يعادل ماجستير مصغر من الجامعة الأمريكية، وشهادة تربوى وتعديل السلوك وطرق التعليم الحديثة.

ويضيف:  لكن الموضوع لا يعتمد على الدراسة فقط ولكن الخبرة تلعب الدور الأهم، وهى منحة من الله فيجعلنا قادرين على إدارة الأمور وحل المشاكل وتوصيل الناس لبر الأمان.

ولا يعتبرها كروان وظيفة فهو متفرغ للأطفال تماما فهم بالنسبة له حياته وهو عاشق لهم ويتنفس أطفال " وفقا لتعبيره"، وفى المقابل تعلق به الصغار لدرجة أن هناك أطفالا يرفضون دخول غرفة العمليات أو تناول جرعات الكيماوى إلا إذا كان كروان مرافقا لهم.

يقول: "عشقت العمل الخيري، وكان هدفى الرئيسى فى البداية إطلاق مبادرة لتعديل السلوك فى الشارع المصري، والفن يسمو بالروح مثل الموسيقى، ونحن نستخدم كل أنواع الفنون لتحسين الحالة النفسية للأطفال ومنحهم أملا فى الحياة، وكثيرا ما يعبر الأطفال عن مشكلاتهم بالفن وتحديدا الرسم".

يتجاوب الأطفال مع كروان فهم يقبلون الحب بسرعة فطرية، وقد اختار شخصية المهرج ليستخدمها فى تعديل سلوك الأطفال بعد أن عرف طبيبا اسمه "باتش أدامز" كان شخصا مؤثرا للغاية ، ويقول: "أصعب موقف واجهته هو أن أعيش فترة مع أحد الأطفال ثم يتوفى لا أقدر على تحمل مرارة فقدانه، بنسى كل همومى عندما أسمع ضحكة طفل طالعة من قلبه، واستطعت أن أصل بكثير من الأطفال لمرحلة السعادة رغم ما يشعرون به من آلام.

كشكول الخير 

ومن كروان إلى هشام الصباحى مؤسس مبادرة "كشكول الخير" التى يحدثنا عنها قائلا:  كان زمان التجار معاهم نوتة صغيرة أو كشكول فيه كل الحسابات التجارية مع الناس ومن هنا كانت الفكرة ليه ما يكونش فيه كشكول لكل الحسابات التجارية مع الله وعلشان كده بقى اسمه كشكول الخير وكانت بدايته على إيد العاملين فى مجال المحمول.

ويشرح: كانت الفكرة إننا نجمع صدقاتنا ونكتبها فى الكشكول ونساعد بيها نفسنا وأهل الله أسيادنا الغلابة سواء فى مجال شغلنا أو بره، البداية كانت مع الكورونا وبدأت بعمل وجبات على إيد زوجتى وكنت أخرج أوزعها على الفقراء وخاصة عمال التراحيل  الذين يجلسون طوال اليوم فى انتظار رزق ربنا.

ويواصل: الصدقة كانت القشة التى حاولنا أن نمسك فيها قبل أن نغرق ويغرق أهلنا معنا عندما حاصرنا وباء الكورونا، فى اللحظة اللى بدأت تدخل بيوتنا وبيوت أهلنا لاحظنا كمجموعة من تجار ومراكز صيانة المحمول أننا جميعا مهددون ليس بالموت ولكن بالجوع والمرض وكانت النية إننا ندخل بيوت العمالة غير المنتظمة وعمال اليومية والفقراء، وكانت البداية دفع الإيجارات المتأخرة عن الأسر غير القادرة.

بدأنا فى تجهيز عدد محدود من "شنط تموين الخير"، وحاولت أن تكون أصناف الشنطة كافية لتصنع وجبات كاملة لعدة أيام دون أن تضطر الأسرة لشراء أى تكملة من الخارج، وتذكرت أمى الله يرحمها كيف كانت تطبخ لنا مكرونة وبطاطس أو أرز وبطاطس فى الأيام التى اكتشفت عندما كبرت أنه لم يكن فى البيت مال وهذا من خزين البيت حتى لا نشعر بالاحتياج ولكننا أدركنا هذه الحقيقة عندما انتقلت إلى جوار الله.

تحتوى الشنط على "بطاطس وأرز ومكرونة وزيت تحمير وطبخ وملح وصلصلة" وبكده البيت يقدر ياكل ويشبع ويطمن وزودنا شاى وسكر علشان يبقى مزاجهم حلو كمان، واستمرينا عدة شهور على هذا الحال حتى تمنيت فى بوست على الفيسبوك أن يكون لدينا هدف خير وهو تجهيز 200 شنطة شهريا وكان فضل الله عظيما والتف كل الرجال حولى وقربنا على السنة فى هذا الهدف وأصبح هدفنا الأول إطعام 200 أسرة بتوفير شنطة تموين الخير.

ويتابع: بعد ذلك بدأنا توزيع وجبات مطبوخة وأكياس بقوليات ونواشف، حتى وصلنا إلى دار بداية جديدة فى المنصورة وتكفلنا جميعا بالطعام يوم السبت وهذا اسمه إطعام السبت، نقدم لكبار السن غذاء ساخنا أسبوعيا يكفى لعشرين مشردا وجدوا الحياة فى دار محترمة ترعاهم، بجانب هذا نقوم بأوجه خير أخرى منها: شراء أجهزة منزلية لأسر فقيرة مثل البوتجاز وأسرّة، والمساهمة فى عمليات جراحية، ودفع تكاليف الكشف والعلاج والدواء، والمساهمة فى حضّانات الأطفال حديثى الولادة، والمساهمة فى بناء مساجد وتجديدها ودور تحفيظ القرآن، والمساهمة فى تجهيز عرائس أهل الله أسيادنا الغلابة، وتوصيل المياه إلى البيوت.

أما فى صفحة "الدفا" بدأنا فى الشتاء الماضى توزيع بطاطين تقى الناس البرد، وفى الموجة التانية من كورونا أطلقنا "مبادرة الأكسجين" واشترينا من المساهمات 12 مولد أكسجين، 8 أسطوانات أكسجين، 2 جهاز قياس درجة الحرارة، وهذه الأجهزة متوفرة لمساعدة أهلنا مرضى كورونا فى الأقصر والدقهلية والإسكندرية والقاهرة والغربية والفيوم، وأصبح كشكول الخير به صفحات خير كثيرة، حتى أننا نتحول الآن من مجموعة على الفيسبوك إلى جمعية أهليه رسمية حيث بدأت فى الإجراءات.

ويأمل هشام الصباحى أن يؤسس جمعية كبيرة يتحول فيها كل محل محمول فى مصر إلى عضو، ويقول: عندى أمل إن كشكول الخير يبقى كتاب حياتى بعد الممات يظل كل الأصدقاء يكتبون فيه من أجل الله ثم الإنسانية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة