تكلفة السعادة
تكلفة السعادة


«آخر ساعة» سألت أستاذين فى الاقتصاد:

كم تبلغ تكلفة السعادة بالجنيه؟!

آخر ساعة

الأحد، 02 مايو 2021 - 10:30 ص

إيثار حمدى

كم تبلغ تكلفة السعادة بالجنيه المصري؟.. هذا هو السؤال الذى توجهت به "آخرساعة" إلى خبيرين فى الاقتصاد، إلا أن الإجابة كانت غير متوقعة، لم تكن بالأرقام كما توقعنا، ولكنها كانت متعلقة بأشياء أخرى يملكها كل منا. 

قال الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية وأستاذ الاقتصاد والتمويل الدولى: إن السعادة ليست مكلفة، ولا تحتاج إلى مبالغ كبيرة، موضحا أن السعادة لها مفاهيم مختلفة، ولكنها موجودة دائما فى الرضا بما منحه الله لنا.

وأضاف: من الممكن أن نجد شخصا يمتلك ثروات طائلة، ولكنه غير راض، ويريد المزيد، ودائما فى حالة قلق، وكان أهالينا عندما يدعون لنا يقولون ربنا يديلك الصحة والرضا والستر وراحة البال.

واستطرد: بالطبع جزء من السعادة وراحة البال معتمد بشكل كامل على المال ولكن لو امتلكنا حالة من الرضا سنتمتع بالسعادة، وعلى من يشتغلون كثيرا لتحقيق النجاح أن يعلموا جيداً أن السعادة هى ما يحقق النجاح، ولو كنت راضياً ستحصل على السعادة.

ويأسف لأن الأغلبية يعتقدون العكس فيعانون طوال حياتهم لكسب الأموال أملا فى تحقيق السعادة وللأسف غالبا لا يحصلون عليها، ولكن لو لدينا رضا وسلام نفسى فسنكون قادرين على تقبل أى شيء حتى لو مررنا بظروف صعبة. 

وتابع د. رشاد أنه إذا نظرنا لأجدادنا سنرى أنهم لم يكونوا يمتلكون ثروات وكان أغلبهم مزارعين وفلاحين يعملون فى أرضهم ولكننا سنلاحظ أن صحتهم كانت أفضل من شباب هذا الزمن وكانوا سعداء ويتمتعون بكل لحظة فى حياتهم، وهناك مثل شعبى قديم يقول "ربنا بيحمى لكل واحد زاده" وأصله أن كل بنى آدم يسعد بما فى يده فالسعادة فى الرضا والرضا غير مكلف إطلاقا.

حب الخير للناس فيه سعادة، والعطف على الفقراء سعادة والحب سعادة، وكل القيم الربانية إذا طبقناها تخلق السعادة، وكلها قيم غير مكلفة وليست مرتبطة بالفلوس، فالتمشية على الكورنيش مع الأصدقاء والأحباب وتناول الترمس أو الآيس كريم مع الحكايات والضحك يخلق حالة من السعادة.

الفرق حاليا بين ما كنا نعيشه قديما من سهولة فى تحقيق السعادة أن الحياة أصبحت سريعة للغاية، ولم تكن هناك أى موبايلات ولا مواقع تواصل اجتماعى فكان الحوار فى الأسرة المصرية عاليا جدا، وكلهم يلتفون حول الطبلية ويتبادلون الحكايات وهو ما كان يصنع نوعا من التقارب الأسرى فيخلق حالة من الحب والتجانس والتناغم والترابط الأسري.

ويؤكد أن فاتورة السعادة ليست مرتبطة بالمال ولكن بحالة الصفاء النفسى والاحترام والحب والتقدير والرضا بما كتبه الله، واختفاء الغل والحقد والضغائن.

ويشير الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إلى أن الآراء تختلف حول مسببات السعادة، يرى البعض أن المال هو مفتاح السعادة، وإذا كان يلعب المال دورا كبيرا فى حياة الناس ولا غنى عنه لتسيير الحياة، لكن المال فى حد ذاته لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يشترى السعادة، فهو وسيلة لتحقيق قدر كبير من الاستقرار والشعور بالرضا.

وأضاف: لكن الدخل المريح المتناسب مع مستويات الأسعار والالتزامات اليومية يجعلك تشعر بالراحة ويجعل الحياة أسهل نظرا لأن تواضع الدخل الشهرى ومن ثم السنوى يضاعف من معدلات المخاوف لدى الإنسان خشية التعرض للفقر، ويتطلب زيادة الدخل الشهرى لتجنب تلك المخاوف الاجتهاد بصفة دائمة مما يترك العديد من الأضرار على صاحبه على المدى الزمنى الطويل.

تقاس تكلفة السعادة من الناحية الاقتصادية باستخدام القوة الشرائية التعادلية، وتكلفة المعيشة المحلية الصادرين عن البنك الدولى، وتعرف القوة الشرائية التعادلية بأنها كمية النقود بالعملة المحلية اللازمة لشراء نفس السلع والخدمات التى يستطيع الدولار شراءها فى أمريكا، وتكلفة المعيشة المحلية فهى متوسط أسعار الغذاء والشراب والملبس والتموين ومستلزمات العناية الشخصية بجانب إيجار المسكن والمواصلات وفواتير المرافق ومصاريف التعليم وغيرها فى الدولة المعنية بقياس تكلفة السعادة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة