أبو رجيلة
أبو رجيلة


شخصيات و حكايات

أبو رجيلة.. كبير العيلة

آخر ساعة

الأحد، 02 مايو 2021 - 01:39 م

شوقى حامد

مشوارى فــــــى بلاط صاحبــــــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســجيل واسـتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

ظهرت عليه معالم النبوع منذ نعومة أظافره.. وتوفرت فيه مخايل الموهبة الفطرية وهو لايزال  صبيا دون العاشرة، وتحلى بالمقومات الفنية التى تندر أن تتوفر لأقرانه.. فاستقطب إليه الأنظار وخطف نحوه الأبصار.. والتف حوله الكبار ليستمتعوا بما يقدمه من لمحات وما يؤديه من مهارات.. ولأنه من أحد الأحياء الشعبية العريقة بوسط البلد وهو حى عابدين فقد كان من الطبيعى أن تشهد طرقات وشوارع الحى بدايته مع الكرة الشراب التى كانت تقام لها دورات ويوزع فيه ميداليات، وانتقل مع زملائه إلى الأحياء المجاورة بالدرب الأحمر والسيدة زينب وفاطمة النبوية والقلعة والحلمية.. كان مولد الصبى محمود عبدالمنعم محمود الذى اشتُهر بعد ذلك بالكابتن أبورجيلة فى التاسع من سبتمبر فى مطلع الأربعينيات من القرن الماضى بشارع القبطان من أسرة متوسطة الحال تضم ١١ فردا بينهم تسعة أشقاء وكان هو سادسهم، ولم يحظ بقدر وافٍ من التعليم حيث توقف عند مرحلته الأساسية وتفرغ لممارسة كرة القدم التى أعطى لها كل وقته فأعطته الملاذ الآمن والحضن الدافئ والاستقرار الوافر. ولأصالة موهبته وتعدد قدراته ذاع صيته واتسعت دوائر شهرته وبلغت أخباره بعض  الكشافين الذين كانوا يجوبون الأحياء الشعبية بحثا عن النجوم الموهوبة لدعم صفوف الأندية القاهرية.. وأتته الفرصة عندما وقع نظر كلٍ من محمد الجندى وعزت أبو الجنود عليه، فاصطحباه إلى نادى الزمالك وقدماه للكابتن محمود قنديل وعبدالفتاح الشاذلى وحافظ زقلط وحمادة الشرقاوي.. وكان الأخير صاحب عين خبيرة ومشوار طويل فى التدريب وله قدرة خارقة على  صقل الملكات والقدرات وإكسابها إضافات مهارية وتكتيكية وخططية جديدة، وعاون الكــــابتن الشــــرقاوى فى كفـــالة هــــذا الموهوب كلٌ مــــن الكابتن حلمــى حسين والكابتن على شرف فأصبح فنانا بمجرد انضمامه للقلعة البيضاء أحد مدافعيها الأساسيين واختاروا مركز الظهير لتحليه بالسرعة الفائقة والانطلاقة الخاطفة والتمريرة الهادفة، وكانت أولى  مشاركاته بعد ٤٨ ساعة فقط من توقيعه بدون مقابل أمام نادى أبوالهول، بينما كانت أولى مشاركاته مع الفريق الأول أمام الترسانة وفاز بخماسية مقابل هدفين، وتألق مع الزمالك بفضل اجتهاداته ومثابرته، وزامل بعض الأفذاذ من الجيل الذهبى أمثال عبده نصحى ومحمد رفاعى وأحمد مصطفى ونبيل نصير وعلى محسن ومنير كمال وعبدالحميد شاهين وسعيد تيتى وأحمد رفعت وسمير قطب وحمادة إمام، وكانت لهذه النجوم صولات وجولات عالمية أمام وست هام الإنجليزى، وانضم معظمهم إلى المنتخب الوطنى وتألقوا فى تحقيق نتائج طيبة أمام منتخب البرازيل، وكذلك على المستوى القارى أمام منتخب الجزائر فى البطولة الأفريقية.. أما قصته مع لقبه الشهير فيرجع الفضل فيها إلى الخبير توفيق عبدالله الذى أسهم فى تحسين أوضاعه بأن قدمه إلى المسئولين بشركة المليونير عبداللطيف أبورجيلة للنقل العام وليتولى تدريب فريقها الذى كان يشارك فى دورى الشركات، والتقط الناقد الكبير نجيب المستكاوى هذه النقلة وأطلق عليه لقبه، حيث كان الكابتن محمود يشارك مع الزمالك فى الدورى العام ويلعب مع فريق النقل العام فى دورى الشركات ثم انتقل أيضا إلى فريق إحدى شركات الأدوية وكان يلعب ويقود الفريق فى آن واحد، وكان قد تلقى دروسا فى التدريب على يد المدرب العالمى فاندلر والكابتن عبدالرحمن فوزى والكابتن حنفى بسطان.. وواتته فرصة طيبة عندما رشحه الكابتن رأفت عطية ليخلفه فى تدريب الزمالك تحت ٢٠ سنة، وكان كرامر الخبير العالمى يعمل بمصر فنهل منه الكثير والكثير من فنون علم التدريب وقام بتطبيق الخطط والطرق الحديثة على الفرق التى كان يتولى تدريبها محليا إلى أن جاءت فرصة عمره عندما رشحه الكابتن أحمد مكاوى والكابتن حنفى بسطان وبمباركة المهندس  حسن حلمى رئيس مجلس إدارة النادى للشيخ فهد بن ناصر رئيس نادى الشباب السعودى  ليتولى تدريب النادى ويستمر فى قيادته لمدة أربع سنوات متصلة، وكان لهذه الفترة أبلغ الأثر فى تحسين أوضاعه المالية وتهيئته لتكوين أسرته وارتباطه بعقيلته ورفيقة مشواره السيدة معالى نعمان ورعاية نجلتيه رحاب وشقيقتها ريهام.. تنقل الكابتن أبورجيلة بين عدد كبير من أندية  الخليج حتى بلغ رقما قياسيا قد لا يصل إليه قرين.. فبعد الشباب ساعد المجرى بروفتش ومدير فنى للوحدة بمكة المكرمة ثم نادى أحد ثم النجمة البحرينى وعجمان والعربى وحته الإماراتى ثم عاد لمصر ليدرب المصرى والمحلة والبلدية والمريخ والألومنيوم وأسمنت السويس، ثم يترك المهمة الشاقة ويتفرغ لرعاية أسرته واللعب مع أحفاده والاهتمام بزملائه القدامى فى جمعية رعاية اللاعبين القدامي.. ورغم اختلاف انتماءاتنا وألواننا إلا أن النشأة الشعبية لكلينا جمعتنا فى صداقة متينة ذات جسور عميقة وكأننا قد تربينا معا.. فهو يتميز بأنه بشوش دمث الخلق حلو المعشر لديه قدرة هائلة على فعل الخير والوقوف مع الغير والمشاركة الوجدانية لمن يستحق.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة