محمود سالم
محمود سالم


مجرد فكرة

تجــارة حـــرة

أخبار اليوم

الجمعة، 07 مايو 2021 - 07:40 م

التجارة حرب وفى الحرب هناك منتصرون ومنهزمون أوأقوياء وضعفاء وفى أغلب الأحيان يفرض الأقوياء شروطهم التى غالبا ما تكون مضرة بمصالح الأطراف الضعيفة، وهذا هوحال اتفاقيات التبادل الحر . وقد أصبحت التجارة الحرة اليوم العصب المركزى لاقتصاديات دول العالم نظرا لما تساهم به فى تحقيق الانتعاش الاقتصادى . بتلك الكلمات أراد سيد أبوالقمصان وكيل أول وزارة التجارة والصناعة الأسبق أن يفتح بها الشهية لدراسة مهمة تتناول جدوى عقد اتفاق تجارة حرة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وبدأها بالقول إنه رغم أن التوجه السياسى والاقتصادى المصرى قد استقر على أهمية عقد اتفاق للتجارة الحرة إلا أن موقف الجانب الأمريكى ينتابه الغموض . 
التاريخ يقول إن الجانبين دخلا فى مشاورات عام 2005 حول المجالات المزمع إدراجها فى اتفاق تجارة حرة إلا أن المشاورات لم تسفر عن البدء فى مفاوضات رسمية بسبب قرار أمريكى منفرد بعدم الاستمرار لأسباب سياسية لا علاقة لها بالتجارة أوالاستثمار . وكان عام 2004 قد شهد توقيع بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة المعروف بالكويز بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة والذى يقضى بالسماح للصادرات المصرية بالدخول للأسواق الأمريكية معفاة من الجمارك والقيود الكمية بشرط أن تكون من إنتاج المشروعات فى المناطق المؤهلة وأن يشكل المكون الإسرائيلى فى تلك المنتجات 11.5 % تم تخفيضها إلى 10 % حاليا . والحقيقة أن الآراء اختلفت حول مدى استفادة مصر من هذا الاتفاق خاصة بعد رغبة الجانب الأمريكى فى التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة، كما أن استفادة الصناعة المصرية من اتفاق الكويز حتى الآن مازالت محدودة بجانب محدودية عدد الشركات  التى استفادت فعليا منه حيث يبلغ عدد الشركات المسجلة حوالى 1100 شركة بينما يبلغ عدد التى استفادت فعليا 393 شركة تراجع حاليا إلى 200 شركة . والحقيقة أيضا أن التفكير فى عقد اتفاق تجارة حرة بين البلدين كان محل جدل واسع حيث يرى البعض من رجال الأعمال أن مجرد الإعلان عن بدء المفاوضات سيفتح الباب لكثير من الشركات العالمية لضخ استثمارات كبيرة فى مصر وأن هناك حاجة ماسة لتوفير فرص تصديرية كبيرة فى سوق ضخمة مثل السوق الأمريكى، بينما يرى المعارضون  أنه سيؤدى لزيادة العجز فى الميزان التجارى بين مصر وأمريكا . وبين المؤيدين والمعارضين هناك فريق يشكك فى إمكانية التوصل إلى تفاوض فعال نظرا لأن الجانب الأمريكى لديه بعد سياسى يعارض التفاوض حيث يرى أن الاتفاق من شأنه القضاء تماما على اتفاق الكويز .. وهذا هوالسر !
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة