ماسك وبيزوس
ماسك وبيزوس


حرب على الإنترنت الفضائى والوصول للمريخ

بيزوس وماسك.. صراع الأغنياء يصل إلى القمر

آخر ساعة

الأحد، 09 مايو 2021 - 10:36 ص

خالد حمزة

الصراع بين إيلون ماسك، مؤسس شركة تسلا، وجيف بيزوس، مؤسس أمازون، اللذين يتناوبان المرتبة الأولى والثانية فى قائمة مجلة فوربس لأغنى أغنياء العالم، لم يعد مقصورا على الأرض بل وصل للفضاء والتنافس على إرسال أقمار وصواريخ ومحطات وكبسولات، حسب طموحات ماسك للمريخ كوجهة نهائية، سخر منها بيزوس بقوله "اذهب أخى ماسك أولا للعيش فوق قمة جبل إفريست لمدة عام، وقل لى إن كنت ستحب تلك التجربة، لأنها ستكون جنة عدن مقارنة بالعيش فوق كوكب المريخ".

وبينما كان الصاروخ التابع لشركة سبيسكس المملوكة لماسك ينطلق من مركز كنيدى للفضاء بولاية فلوريدا، ظهر الرجل ليقول للعالم إنه بدأ سباقا جديدا للفضاء يحمل كل التشويق والإثارة التى أحبها طوال عمره، منذ أن كان يكافح للوصول للمليون دولار الأول من ثروته، وللحق فإن السباق لم يبدأ فى تلك اللحظة. بل بدأ منذ عقدين من الزمن، حينما بدأ تأسيس شركته وقال وقتها إن وجهته النهائية هى كوكب المريخ، وإنهاء سيطرة الشركات العملاقة الأمريكية مثل لوكهيد وبوينج العاملة فى مجال تصنيع الطائرات وسفن الفضاء، بصواريخ أقل تكلفة وقابلة للاستخدام عدة مرات، وليس تفجيرها بمجرد عودتها للأرض.

وكان تحالف لوكهيد وبوينج الذى تأسس عام 2006 هو الذى يقود تلك العمليات، وبتكلفة وصلت لنحو 200 مليون دولار؛ انخفضت مع شركة ماسك لنحو 70 مليونا فقط، وماسك لم يكن وحده الذى قال "وجدتها على طريقة إسحق نيوتن"، لكن كان هناك بيزوس مؤسس أمازون والمؤسس لشركة بلو أوريجين منذ 21 عاما، التى ظلت حتى الآن تعمل بطريقة شبه سرية، ولم تفصح عن خططها بطريقة علنية أو استعراضية أحيانًا، مثل ماسك الذى يصف نفسه بأنه كائن فضائى.

وحوّل بيزوس عمليات الشركة للأغراض التجارية، واستغل أرباح أسهمه فى الأمازون، لتمويلها بمليار دولار سنويا، والشركتان تشاركان فى مهمات غير مأهولة للفضاء فى الوقت الحالى، وتطلقان الأقمار الصناعية وترسلان الحمولات لمحطة الفضاء الدولية، وفى العلن يقول كلٌ من ماسك وبيزوس إنهما يهدفان للعمل الخيرى، ويرغبان فى أن يصبح الناس مخلوقات تعيش على سطح القمر وكواكب أخرى، لزيادة فرص الحياة لمدة أطول وتحسين جودة الحياة، ولكن الأمر لا يخلو بالطبع من فرص هائلة للثراء، وتعزيز موقعيهما فى صدارة أغنى أغنياء العالم.

والطموح لذلك كان مبكرا جدا، حتى قبل البدء فيه عمليا، فقد التقى الرجلان على عشاء منذ نحو 17 عاما، وتبادلا الحديث الودى حول أحلام وطموحات الوصول للقمر، وحلم ماسك الخاص بالوصول بالبشر للمريخ.

واستمر الحلم والطموح دون مشاحنات وتلاسنات بينهما، إلا أن السنوات وتحول الحلم لحقيقة، أظهر مزيدا من التناحر والتنافس، الذى ظهر على السطح منذ 8 سنوات فى التنافس على مجمع إطلاق الصواريخ الذى عرضته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا للبيع، بعد إعلانها إخراج بعض المكوكات التابعة لها من الخدمة، وتنافس الاثنان ماسك وبيزوس على الشراء لتوظيفها فى تحقيق أحلامهما، ووصل الأمر للتلاسن والشكوى لدى الحكومة الأمريكية من بيزوس لماسك، لمنع حصوله على الصفقة واتهام ماسك لبيزوس بأنه يكذب للحصول على نفس الصفقة، التى ذهبت فى النهاية لشركة سبيسكس التابعة لماسك وبعقد يمتد لـ20 عامًا.

واندلع صراع ثالث منذ 6 سنوات بعد إطلاق شركة بيزوس الفضائية "بلو أوريجين" أول صاروخ فضاء لها لمدار حول الأرض، ثم إعادته للأرض ووصف بيزوس الخطوة بالتاريخية، وبعد أن هنأه ماسك سخر بقوله إن الصاروخ استهلك ببلوغه مدار الأرض طاقة، فاقت عشرات المرات ما يحتاجه هو لإرسال صاروخ يبلغ الفضاء وليس المدار فقط، ويعود سالما للأرض ويعاد استخدامه لمرة ثانية.

واستمر الأمر بين أخذ ورد بين الرجلين، واتهم بيزوس ماسك بأنه يسعى لبناء مستعمرات بشرية فوق المريخ، ونصحه بالذهاب أولًا والإقامة لمدة عام فوق أعلى قمم العالم قمة جبل إفريست بالهيمالايا، وأن ينظر كيف ستكون التجربة لأنها ستكون جنة عدن مقارنة بالعيش فوق المريخ، ورد ماسك بأن بيزوس يقلده فى كل خطواته، وبإطلاق آلاف الأقمار الصناعية، من أجل إنشاء شبكة إنترنت فضائية فائقة جدًا للسرعة.

ويبدو أن ماسك وبيزوس يضعان مسألة غزو الفضاء فى صدارة اهتماماتهما، فبيزوس تفرغ تماما للشركة، وأعلن استقالته من أمازون نهاية الربع الثالث من العام الحالى، مع احتفاظه بمنصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذى فقط، أما ماسك فقد طلب من لجنة الاتصالات الفيدرالية الإذن له بإطلاق أقمار الاتصالات فى مدار أدنى مما كان مخططا مسبقًا، ورد عليه بيزوس بأن الخطوة قد تؤدى لتصادم فضائى بين أقماره وأقمار ماسك الفضائية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة