صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


نيويورك تايمز: الآمال تتضاءل بشأن مناعة قطيع عالمية ضد فيروس كورونا

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 10 مايو 2021 - 11:15 م

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن في وقت مبكر من الجائحة، كان هناك أمل في أن يحقق العالم يومًا ما مناعة القطيع، وهي النقطة التي يفتقر فيها فيروس كورونا إلى عدد كافٍ من المضيفين لينتشر بسهولة، ولكن بعد أكثر من عام بدأت تلك الآمال تتضاءل، فيما يجتاح الفيروس الهند بموجة ثانية مخيفة وترتفع الإصابات في البلدان من آسيا إلى أمريكا اللاتينية.


ويقول الخبراء، إن الفيروس يتغير على نحو سريع جدًا، وإن السلالات الجديدة المعدية بشكل أكبر تنتشر بسهولة شديدة، كما أن التطعيمات تحدث ببطء شديد لا يجعل من مناعة القطيع أمرًا في متناول اليد في أي وقت قريب، وفقًا لما أورده تقرير للصحيفة نشر على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، ما يعني أنه إذا استمر الفيروس في الانتشار في معظم أنحاء العالم، فإنه في طريقه إلى أن يصبح وباءً مستوطنًا، أي تهديد دائم.
قال أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة الدكتور ديفيد هيمان، إن سلالات الفيروس تنتشر في الأماكن التي يتجمع فيها الناس بأعداد كبيرة مع وجود قليل من البروتوكولات الوبائية أو انعدامها، مثل ارتداء الكمامات والتباعد.، موضحًا أن الانتشار الواسع للفيروس يعني أن احتمالية استمراره في تزايد في معظم أنحاء العالم.
وأضاف أنه مع إصابة المزيد من الأشخاص بالفيروس، وتكون مستوى معين من المناعة، وتسارع وتيرة التطعيم، فإن تفشيات المرض في المستقبل لن تكون بحجم تلك التي تفتك بالهند والبرازيل، مشيرًا إلى أنه ينبغي توقع حدوث تفشيات أصغر تكون أقل فتكًا لكنها تمثل تهديدًا مستمرًا.
وقال الدكتور هيمان، "هذا هو التطور الطبيعي للعديد من حالات العدوى التي تصيب البشر الموجودة لدينا، سواء كانت السل أو فيروس نقص المناعة البشرية.. لقد أصبحت متوطنة وتعلمنا العيش معها وتعلمنا كيفية إجراء تقييمات المخاطر وكيفية حماية أولئك الذين نريد حمايتهم".
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه تم ابتكار لقاحات عالية الفعالية ضد فيروس كورونا بسرعة، لكن التوزيع العالمي سار بخطى متثاقلة وكان غير متساوٍ، فمع قيام الدول الغنية بتخزين جرعات اللقاح، تواجه البلدان الفقيرة تحديات لوجستية كبيرة لتوزيع الجرعات التي تمكنت من الحصول عليها، وأصبحت مسألة التردد في التطعيم مشكلة في كل مكان، ويحذر الخبراء من أن العالم يتم تطعيمه ببطء شديد لا يعطي أملًا كبيرًا في القضاء على الفيروس.
كما لفت التقرير إلى أنه في حين ظلت الحالات الجديدة المسجلة يوميًا عند مستويات قياسية شبه عالمية، فقد انخفض عدد الوفيات من ذروته في فبراير، بما يتعارض مع النمط الطبيعي بأن يلي الارتفاع في الحالات ارتفاع في الوفيات، وإذا استمر هذا الاتجاه على ما هو عليه، فقد يعطي بصيص أمل لسيناريو مستقبلي يعكف العلماء على ترسيخه: حتى مع انتشار الفيروس واتجاهه نحو أن يصبح مرضًا متوطنًا على ما يبدو، فقد يصبح تهديدًا أقل فتكًا يمكن التعامل معه باللقاحات التي يتم تحديثها دوريًا للحماية من السلالات المتحورة.
ويقول الدكتور مايكل ميرسون أستاذ الصحة العالمية في جامعة ديوك والمدير السابق للبرنامج العالمي لمكافحة الإيدز التابع لمنظمة الصحة العالمية: "قد يكون المرض متوطناً، ولكن ليس على نحو يهدد الحياة.. قد يصبح الأمر أشبه بما نراه مع الأطفال الصغار، مرض يشبه نزلة البرد".

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة