صفاء أبو السعود «العيد فرحة»
صفاء أبو السعود «العيد فرحة»


كسل الشعراء وراء اختفاء أغانى العيد

آخر ساعة

الأربعاء، 12 مايو 2021 - 11:34 ص

 كتب :شريف عبدالفهيم

"يا ليلة العيد أنستينا، وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد"، كلمات صدحت بها أم كلثوم عام 1944 فى حفل النادى الأهلي، منذ نحو 80 عاماً، وكان يحضرها الملك فاروق، وحولتها كوكب الشرق بذكائها لتبدو كأنها كتبت خصيصاً له، لكنها انسلخت عن تلك المناسبة لتصبح أشهر الأغنيات التى تمثل البهجة الكبرى فى ليلة العيد، حتى أصبحت أيقونة العيد فى كل العقود الماضية.

ومثلما أصبحت أغنية «يا ليلة العيد» أيقونة الليلة التى تسبق العيد، خرجت علينا الفنانة صفاء أبو السعود بأغنية صارت هى المعلم الرئيسى فى صباحية العيد، وهى أغنية "العيد فرحة" التى يقارب عمرها الـ40 عاماً، "العيد فرحة.. يا سلام.. وأجمل فرحة.. تجمع شمل قريب وبعيد.. سعدنا بيها.. بيخليها.. ذكرى جميلة لبعد العيد".

لكن لماذا اختفت أغانى العيد وتوقف الزمن عند هذه الأغانى من دون أن يكون هناك جديد، حتى ما أنتج حديثاً لم ينل من الشهرة ما نالته تلك الأغنيات؟ يقول الموسيقار حلمى بكر: ستظل أغنية "يا ليلة العيد" هى الختم والملمح الكبير لليلة العيد منذ غنتها أم كلثوم فى حضور الملك فاروق، ورغم غناء الكثيرين فإن "يا ليلة العيد" ستظل هى الأيقونة التى تزدان بها ليلة العيد". وأضاف: "للأسف يرفض الكثير من المطربين الآن غناء تلك الأغنيات على اعتبار أنها أغنيات مناسبات، لن تعيش ولن تؤثر فى مشوار المطرب، متناسين أن أم كلثوم غنت تلك الأغنية منذ 80 عاماً وما زالت هى الأيقونة التى يستقبل بها المصريون وربما المسلمون فى العالم العربى كله ليلة العيد".

وتابع: "فى الثمانينيات تمت صناعة أغنية لم يعرف مؤلفها عبد الوهاب محمد، ولا ملحنها جمال سلامة، ولا حتى صفاء أبو السعود، أنها سيكتب لها الخلود ويكون لها هذا النجاح التاريخي، فهى أغنية كلها بهجة ومرح وفرح، خاصة أنها صورت تصويراً سينمائياً بالأطفال أضفى عليها بريقاً ونجاحاً كبيراً، لازال الكل يتغنى بها طوال أيام العيد، لدرجة أن قنوات التلفزيونات العربية تبث هذه الأغنية بين فقراتها طوال أيام العيد حتى تشعر الناس ببهجة العيد".

وتـــابــــع: "رغــــــــم تـــــلك النجاحات التى حققها عدد من المطربين بأغنيات تعد من قبيل أغنيات المناسبات، فإن رفض مطربى الأغانى السريعة غناء تلك النوعية من الأغانى جعلها تندثر وتنحصر فى أغنيتين أو ثلاث فقط، من دون أن يظهر جديد يكون مؤهلاً لأن يبعث البهجة والسعادة والشعور بالعيد مثل أغانى أم كلثوم وصفاء أبو السعود".

 

الناقد طارق الشناوى، قال إن سر نجاح تلك الأغانى يعود إلى حملها لكل المعانى الطيبة والصادقة، وأدائها الذى اتسم بالكلاسيكية من ناحية الكلمات والألحان، حيث كانت تقدم بنفس طريقة الأداء العادية، بعكس الأغانى الحالية ذات الصخب والإيقاع السريع.

وأضاف: "أغانى العيد تعتبر من أقدم الظواهر الفنية التى ساهمت فى تأسيس وتشكيل ما عرف لاحقاً بأغانى المناسبات، والتى أخذت فى الانتشار والرواج مطلع التسعينيات، وغزت أسواق الغناء العربى على مستوى الأغانى الفردية والألبومات، ومما زاد من سرعة رواجها كثرة المناسبات سواء الوطنية أو الدينية أو الاجتماعية أو الثقافية، وما رافقها من فعاليات فنية جعلت لتلك الأغانى مساحة لافتة لا يمكن تجاهلها".

مؤكداً أن هناك كثيرين يعتبرون أن العيد لا يعتبر عيداً من دون سماع هذه الأغاني، فهى فى نظرهم رمز للطفولة وللحنين والشجن لأيام الماضي، مؤكداً أنه لا إحساس بالعيد من دون سماعها، وأن أغانى العيد هى الوحيدة التى تعلق فى الأذهان، وليس فقط جيل الثمانينيات هم المتحمسون لهذه النوعية من الأغاني، بل حتى جيل الشباب أظهر الكثير منهم ولعهم الشديد بهذه الأغانى التى تذكرهم بأيام أكثر هدوءاً وألفة على عكس حالة الانغلاق التى أصبحت سمة هذا العصر.

الشاعر جمال بخيت، أكد أن هذه الأغنية هى سر البهجة لأنها جمعت كل مفردات البهجة فى حياتنا، فلقد تحدثت عن العيد بما يحمل من فرحة والأمل، وتحدثت عن الحب وتحدثت عن النيل، فنحن أمام بانوراما لا تشع سوى البهجة، بالإضافة إلى لحن السنباطى والذى يعد استثناء فى مشوار تعاون السنباطى ورامى المليء بالشجن الحزن، لكن الفنان يستطيع أن يقدم كل الألوان، فالضد يظهر ضده، لو كان الاثنان على خط واحد ما كنا صدقنا فى عبقريتهم، وهو ما جسدوه فى هذه الأغنية، فأن يقدما فرحاً ويظل خالداً هو ما يثبت عبقرية هذا الثنائي. وأكد أنه يعتبر أن كسل الشعراء والمطربين وتخوفهم من أن تندثر تلك الأغنيات باعتبارها أغنيات مناسبات هو السر وراء اختفاء تلك الأغاني.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة