د.بيومى إسماعيل
د.بيومى إسماعيل


بيومى: الفتور شعور طبيعى..والدعاء والتزام منهج النبى العلاج

كيف نثبت على الطاعة بعد رمضان.. أحد علماء الأزهر يجيب

نادية زين العابدين

الخميس، 13 مايو 2021 - 11:29 م

النفس البشرية لها إقبال ولها إدبار، فقد تألف العمل الصالح وقد تتركه وقد تجتهد فى عمل وتجد راحتها فيه وتتحسر على ما فاتها من العمر وتعزم على الاستمرار ولكن ما تلبث أن تتخلى عنه شيئاً فشيئاً، لأن الإنسان ينسى لذة الطاعة فيتركها وينسى آلام المعصية فيعاودها، وهذا ما يحدث بعد رمضان حيث يشعر الإنسان بالفتور فى الطاعات واستثقال العبادات، فما هى أسباب الفتور وما هى سبل علاجه؟

فى هذا الحوار يفسر لنا الدكتور بيومى إسماعيل، من علماء الأزهر هذا الأمر، موضحاً أن الفتور هو تكاسل عن أداء العبادات والطاعات وأعمال الخير واستثقالها.

- ما اسباب الفتور؟
غياب الجو الروحانى الذى يكون فى شهر رمضان والإسراف فى اللهو المباح والانغماس فى ملذات الحياة مع اتباع هوى النفس والاستسلام لرغباتها فى الراحة والنوم وطول الأمل الذى يشعر المرء بأن وقته مازال أمامه، فكل إنسان تصيبه نوبة من الكسل والتراخى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الايمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان فى قلوبكم» ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم: «إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كان فترته إلى سنتى فقد اهتدى ومن كان فترته إلى غير ذلك فقد ضل». والشرة هى القوة والنشاط ويقابلها الفترة وهى الكسل.
- ما هى مظاهر الفتور ؟
كم من قارئ للقرآن وجد لذة فى التلاوة والخشوع والتدبرفلزم مصحفه طوال رمضان ولم يفت عن القراءة ولم يمل ولكن بعد رمضان يبعد عن القرآن، وأيضاً كم من محافظ على صلاة التهجد والتبكير لصلاة الفجر، ولكن بعد رمضان تغير نظام نومه وأكله وشربه فيترك قيام الليل تثقل قدماه عن الذهاب للمسجد، وكم من يحافظ علي صيام رمضان ولكنه لا يقدر على صيام ست من شوال وغيرها من النوافل.
- ما هو العلاج ؟
لابد للمسلم من الاستفادة من مواسم الطاعة ويخرج منها حاله بعدها أفضل من قبلها وقلبه أكثر صلاحاً، والعلاج لا يكون إلا بهدى النبى صلى الله عليه وسلم والتماس هديه والسير على منهجه فى تثبيت العمل عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيره وكان يحجزه من الليل فيصلى فيه فجعل الناس يصلون بصلاته ويبسطه بالنهار فثابوا ذات ليلة فقال يأيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لايمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه العبد وإن قل وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه وكانت عائشة رضى الله عنها إذا عملت عملا لزمته.

فعلى المؤمن أن ينظر كل يوم يمضى فهو يقربه من قبره ولن ينفعه إلاعمله فطول الأمل فى الدنيا غرور وأن يأخذ من العمل ما يطيق فإن النفس إذا تحملت مما لاتطيق أصيبت بالملل ثم الإحباط ثم اليأس ثم ترك العمل فعليه أن يخفف بعد رمضان ولا ينقطع، وعليه بكثرة الدعاء المأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم: «اللهم اعنا على ذكرك وحسن عبادتك» ،ويسأل الله التوفيق للعبادة والتعوذ من الكسل وحضور مجالس العلم ومخالطة الصالحين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة