صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


في الذكرى الـ73 للنكبة.. فلسطين تنتفض في وجه إسرائيل

أحمد نزيه

السبت، 15 مايو 2021 - 11:58 م

إنه الوطن الذي عاش فيه الآباء والأجداد، رموه بسهام الاحتلال في أواخر النصف الأول من القرن الماضي، فلم يجزع الأجداد ويصيبهم اليأس، فورّثوا حلم الوطن للأبناء والأحفاد.

إنها فلسطين، تلك الأرض المقدسة، التي أبى بنو إسرائيل أن يتخذوها وطنًا، وبينهم نبي الله موسى "عليه السلام"، فكتب الله عليهم التيه في الأرض، عادوا بعد مرور الأزمان وابتلاعها قرونًا من الزمان، ليسلبوا وطنًا من أصحاب الأرض الأصليين، بل ويهجرونهم من أراضيهم، لكن أطماعهم لا تزال تأبى أن تتحقق كليًا كما أرادوا، بفضل صمود أصحاب الأرض، الذين لا يزالون غصةً في حلق كيان إسرائيل.

في مثل هذا اليوم قبل 73 عامًا، كانت النكبة تحل ديار العرب والفلسطينيين، فدولة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت قيامها في أرض فلسطين، ليكون تاريخ الخامس عشر من مايو 1948 تاريخًا أسود، لكنه في ذلك الوقت تاريخ يٌذّكر به الفلسطينيون الإسرائيليين أن تلك الأرض ليست للتنازل أو البيع مهما كان الثمن باهظًا.

وبعد 73 عامًا، لم يتغير الحال كثيرًا فالاحتلال لا يزال باقيًا، وصمود الفلسطينيين لا يزال سرمديًا، وشعبٌ لا يزال يعانق حلمه تحت أنقاض البيوت، التي قُصفت.. يبنى هو في وطنه ويهدم الاحتلال ويقصف في دياره.

أحداث الماضي

في عام 1948، تم تهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة في ذلك الوقت.

وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، سيطرت العصابات الصهيونية خلال النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتم تدمير 531 منها بالكامل وطمس معالمها الحضارية والتاريخية، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه.

كما شهد عام النكبة أكثر من 70 مجزرة نفذتها العصابات الصهيونية، التي أمدتها بريطانيا بالسلاح والدعم، كمجازر دير ياسين والطنطورة، وأكثر من 15 ألف شهيد والعديد من المعارك بين المقاومين الفلسطينيين والجيوش العربية من جهة والاحتلال الإسرائيلي من الجهة المقابلة.

وتم تدمير 531 بلدة وقرية ومحوها، وإنشاء مستوطنات إسرائيلية على أراضيها، كما احتلت المدن الكبيرة وشهد بعضها معارك عنيفة وتعرضت لقصف احتلالي أسفر عن تدمير أجزاء كبيرة منها، ومنها اليوم ما تحول إلى مدينة يسكنها إسرائيليون فقط، وأخرى باتت مدن مختلطة.

وبحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بلغ عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين 58 مخيمًا رسميًا تابعًا للوكالة تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وسيطر الاحتلال الذي أعلن قيام دولته في مثل هذا اليوم قبل 72 عاما، على 78% من مساحة فلسطين التاريخية (27000 كيلو متر مربع)، وذلك بدعم من الاستعمار البريطاني تنفيذًا لوعد بلفور المزعوم عام 1917 وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، والدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، الذي عملت الولايات المتحدة وفرنسا على استصداره، ثم جاءت النكسة وتوسع الاستيطان والتهجير، وسيطر الاحتلال على أكثر من 85% من مساحة فلسطين.

الأحداث الراهنة

أما الحاضر، الذي يعيشه الفلسطينيون الآن هو وقع انتفاضة جديدة بدأت قبل أسابيع قليلة، وبلغت ذروتها بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة.

وتعرف المدن الفلسطينية المختلفة مواجهات مستمرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، خلفت عشرات الشهداء إلى جانب عددٍ من الجرحى.

وفي القدس، كانت زهرة المدائن مسرح المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدار ثلاثة أسابيع ماضية، بدايةً من صمود أهالي حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية في وجه الاحتلال، الذي يريد أن يهجرهم من منازلهم لصالح المستوطنات الإسرائيلية.

وانتقلت شعلة الصمود الفلسطيني من حي الشيخ جراح لتتبوأ مكانها عند أبواب المسجد الأقصى، حيث دافع الفلسطينيون ببسالةٍ على المسجد المبارك في وجه الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتتابعة.

ومع اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى يوم الاثنين الماضي وانتهاكاته المتكررة، ردت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بقوةٍ، فقصفت الداخل الإسرائيلي بعشرات الصواريخ، لتبدأ المعركة بين الفلسطينيين والاحتلال تنتقل لأرضٍ جديدةٍ هي غزة، التي تحولت لتكون في صدارة مشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي.

وفي المقابل، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية في قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، بعدما استهلت قصفها للقطاع يوم الاثنين الماضي.

وتسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في استشهاد 145 فلسطينيًا، حتى الآن، من بينهم 41 طفلًا و23 سيدة.

ومشهد القصف الإسرائيلي العنيف الذي لا يتوقف في غزة، ألهب النفوس الفلسطينية في سائر مدن الضفة فخرجت في احتجاجات شعبية تخللت معظمها مواجهات عنيفة مع الاحتلال أسقطت من الشهداء ما أسقطت، لكن لم تسقط أبدًا الحلم الفلسطيني في وطنه   

اقرأ أيضًا: بعد الإعلان عن ضربة صاروخية كبيرة.. دوي انفجارات ضخمة في تل أبيب 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة