الدكتور محمد عوض تاج الدين
الدكتور محمد عوض تاج الدين


تاج الدين: مـازلنـا فـي المـوجـة الثـالثـة لكوورنا.. وأدعو المواطنين لتلقي اللقاح | حوار

غادة زين العابدين

الأربعاء، 19 مايو 2021 - 05:40 م

- «لا تسأل مجرب» تفاصيل العلاج قد تختلف من مريض لآخر
- مشروع ضخم لإنتاج الخامات الدوائية لتوفير احتياجاتنا الأساسية


حذر الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية من تأخر التشخيص والعلاج لحالات كوفيد-١٩، ومن لجوء البعض للعلاج الذاتى على طريقة «اسأل مجرّب»، لأن تفاصيل العلاج قد تختلف بين المرضى طبقا لحالتهم الصحية، ودعا المواطنين للإقبال على حملات التطعيم، ولسرعة الاستجابة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والمضاعفات الخطيرة.

كما تحدث عن الوضع الحالى للوباء وخصائص الموجة الثالثة، وأسباب إصابة العالم بالفزع من فيروس كورونا رغم أنه ليس جديدا على العالم، كما كشف عن بدء دراسات تهدف لتصنيع الخامات الدوائية وأدوية الأورام فى مصر لتوفير أكبر قدر ممكن من احتياجات مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، وخاصة بعد الدور القوى الذى قامت به مصانع الدواء المصرية فى توفير الدواء منذ بداية أزمة كورونا دون حدوث أى نقص.

  - فى البداية سألت دكتور محمد عوض تاج الدين: هل الموجة الثالثة للفيروس التى نشهدها حاليا، تختلف فى خصائصها عن الموجتين السابقتين؟

 د.عوض تاج الدين: نعم فهناك بالفعل زيادة فى عدد الحالات، سواء المسجلة رسميا فى الوزارة أو التى تعالج خارج الوزارة، كما أن الإصابات تصيب عددا كبيرا من أفراد الأسرة، مقارنة بالموجتين السابقتين، والمعروف علميا أن الزيادة تستمر حتى نصل لمرحلة الذروة لهذه الموجة، ثم يثبت المنحنى، ليبدأ بعدها المعدل فى الهبوط وانخفاض الأعداد، وهذه الرحلة تستغرق عادة من شهر إلى شهرين، ونحن حاليا مازلنا فى وسط الموجة الثالثة.
ولكننا فى نفس الوقت يجب أن نضع فى الاعتبار أنه رغم وجود زيادة فى الأعداد فليست كل الحالات كورونا لأن هناك تشابها بين حالات كورونا وحالات الأنفلونزا الموسمية.

الفزع العالمى
-  فيروس كورونا ليس جديدا على العالم، فما الفرق بينه وبين السلالات السابقة، ولماذا أثار كل هذا الفزع العالمى؟

سلالة فيروسات كورونا ليست جديدة بالفعل على العالم، ففى عام ٢٠٠٤ ظهر فيروس سارس وهو إحدى سلالات كورونا، ولكنه لم يتحول لوباء عالمى، وفى ٢٠١٤ ظهرت سلالة متلازمة الشرق الأوسط، وهى أيضا أحد أنواع فيروس كورونا، لكنها أيضا لم تتحول لوباء عالمى.

أما الفيروس الجديد (كوفيد -19 ) فتحول لوباء أصاب العالم كله، كما أن خصائصه مختلفة، فهو أكثر شراسة، لأن مضاعفاته الحادة تحدث بسهولة، وتؤثر مباشرة على الرئة، وهو أيضا أسرع انتشارا من الأنفلونزا العادية، أما فترة حضانة الفيروس، ففى الأنفلونزا العادية تتراوح من ٣-٤ أيام، أما كورونا المستجدة فتمتد فترة حضانته إلى ١٤ يوما وأكثر، وهو ما يعنى أن الشخص يمكن أن ينقل العدوى للآخرين طوال هذه الفترة دون أن يعلم، لعدم ظهور أى أعراض عليه.

- أعراض الفيروس تتعدد وتختلف كثيرا بين المرضى، فما هى أهم الأعراض؟

أعراض الكورونا المستجد عديدة ومتنوعة، فهناك أعراض ترتبط بالجهاز التنفسى كالتهاب الزور والشعب والسعال بالإضافة للرشح والحرارة وآلام العظام والشعور بالضعف، وبعض المرضى يصابون بالإسهال، والبعض يصاب بحساسية بالجلد أو العين، وحوالى 15% يفقدون حاستى الشم والتذوق.

- هذه الأعراض العديدة تتشابه مع نزلات البرد والأنفلونزا والنزلات المعوية، فكيف يتم التشخيص والتأكد من الحالة؟

التشخيص يعتمد على عدة عوامل:
١- الأعراض التى يشكو منها المريض
٢- التشخيص الإكلينيكى من خلال الطبيب
٣- التحاليل المعملية
٤- الأشعة المقطعية على الصدر
٥- التحاليل المؤكدة PCR

التشخيص المبكر

- هل يمكن تجنب حدوث المضاعفات الخطيرة للفيروس بعد الإصابة؟

نعم، فأهم عامل هو التشخيص المبكر، ولذلك يجب استشارة الطبيب فورا بمجرد ظهور الأعراض، وعدم اللجوء للعلاج الذاتى، حتى لا نعطى الفرصة لظهور المضاعفات وتطورها.

- بعض المرضى «يسألون مجرّب»، ويبادرون تلقائيا باستخدام بروتوكولات علاجية استخدمها أقاربهم أو معارفهم المصابون من قبل؟

 يقول بسرعة: أولا، البروتوكولات العلاجية منذ الموجة الأولى وحتى الآن شهدت تغييرات مختلفة، سواء بإضافة أدوية أو حذف أخرى، طبقا للتجربة الطبية والعملية على أرض الواقع.
ثانيا: وهو الأهم، لابد من الاعتماد على الطبيب المتخصص لتحديد العلاج المناسب للمريض وفقا لشدة الإصابة، وحالة وصحة المريض العامة وتاريخه المرضى، فرغم أن الخطوط العريضة للعلاج واحدة، لكن الطبيب يتعامل مع كل حالة وفقا لظروفها فهناك أدوية قد تتعارض مع حالة بعض المرضى، أو تتعارض مع أدوية أخرى يأخذونها.
ولدينا فى مصر كوادر طبية على أعلى مستوى من الخبرة فى مجال أمراض الصدر والعلاج التنفسى واستخدام الأكسجين والرعاية المركزة الصدرية، وأضيفت إليها خبرات هذه الكوادر فى مواجهة كورونا طوال الفترة السابقة، وهذه الخبرات ساهمت فى دعم مستشفيات العزل ومراكز الرعايات المركزة الصدرية فى جميع أنحاء مصر.

اللجنة العليا

- هل سيتم اتخاذ إجراءات حظر أكثر تشددا؟

هذه القرارات من اختصاص اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا التى تجتمع دوريا برئاسة رئيس الوزراء، وهى التى تناقش الوضع، وتضع المقترحات وتتخذ القرارات والإجراءات المطلوبة لكل مرحلة، طبقا للوضع الوبائى.

الرئيس يتابع

- كيف تتابع الرئاسة تطورات هذا الوباء؟

منذ ظهور الوباء فى العالم، وقبل وصوله مصر، والرئيس يتابع بتفسه الموقف لحظة بلحظة، بكل دقة وبكل تفاصيله، يتابع بنفسه مدى توافر الأدوية وتجهيز المستشفيات وتوفير الأجهزة والمعدات، ويعطى توصياته المستمر بتوفير احتياطى استراتيجى من الدواء، وتوفير أجهزة التنفس، كما أنه يعقد اجتماعات دورية مع كل المسئولين ليتأكد من إدارة الأزمة بنجاح، وتوافر أماكن بالمستشفيات، وقد أعطى توجيهاته بفتح مستشفيات ميدانية إذا احتاج الأمر، لكن حتى الآن هناك استيعاب كامل فى المستشفيات، والمستشفيات الجامعية تدعم مستشفيات وزارة الصحة وتساهم فى علاج الحالات الحادة والعاجلة، بالإضافة للمستشفيات الخاصة.

- وماذا عن توافر اللقاحات؟

منذ بداية الإعلان عن وجود لقاحات كورونا، تم وضع منظومة متكاملة للحصول على اللقاح، فالدولة من خلال هيئة الشراء الموحد تواصلت مع المؤسسات العالمية لتوفير اللقاحات لمصر، وكانت توجيهات الرئيس بأن تكون مراكز التلقيح مجهزة وحضارية ومريحة، والمواطنون يقومون بالتسجيل من خلال ملء استمارات إليكترونية توضح اسم المريض وسنه وإن كان يعانى أمراضا مزمنة، ثم يتم إرسال رسالة له بموعد التطعيم ومكانه، طبقا للمنطقة القريبة من مقره.

- هناك تفاوت زمنى فى إرسال للمواطنين بمواعيد التطعيم، فالبعض تصل له الرسالة خلال أيام، وآخرون يشكون تأخر وصول الرسائل حتى شهر؟

الإرسال يتم حسب الأولويات، فالفئات التى لها الأولوية هى الأطباء وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن. ويجب أن نعلم أن الإنتاج العالمى حتى الآن غير وفير، فالدول المنتجة تستحوذ على أكبر كميات من اللقاحات لمواطنيها، لكننا نتعاقد باستمرار على كميات إضافية، ونسعى لتطعيم أكبر عدد من المواطنين فى أقل فترة زمنية.

ضرورة التطعيم

- ومتى نصل لما يسمى بمناعة القطيع؟

أفضّل تسميتها بالمناعة الجماعية، وهذه نصل إليها حينما تتكون المناعة الذاتية لحوالى 70% إلى 80% من المواطنين، إما نتيجة التطعيم أو نتيجة إصابتهم بالمرض. وأنا أدعو المواطنين للإقبال على حملة التطعيم ضد المرض، ولسرعة استجابة الفئات الاكثر عرضة للإصابة بالمرض وخطر المضاعفات الخطيرة لحملة التطعيم، فهو أمر حيوى جدا لتحقيق الحماية، كما أدعو الجميع للتكاتف والتعاون والالتزام بكل الوسائل الممكنة من أساليب الاحتراز والوقاية لأنها تشكل خط الدفاع الأول للحد من انتشار المرض.

تصنيع الدواء

- بعيدا عن وباء كورونا، ماذا عن مشروع تصنيع الخامات الدوائية فى مصر؟

تتم حاليا دراسة مشروع قومى ضخم لإنتاج الخامات الدوائية وأدوية الأورام، وذلك بتكليف ومتابعة مستمرة من الرئيس.

وقد أثبتت أزمة كورونا خلال الفترة السابقة كيف ساهمت مصانعنا فى توفير أدوية علاج كورونا، ولم نشعر فى أى لحظة بوجود نقص خلال علاج حالات الكورونا، فوجود مصانع دواء محلية كبرى، ووجود بنية تحتية قوية، هى قضية أمن قومى، لتوفير أكبر قدر ممكن من احتياجات مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية وأيضا فتح آفاق التعاون والتصدير للمنطقة العربية والإفريقية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة