زحام وفوضى وتكدس مرورى بسبب موقف عشوائى فى دار السلام
زحام وفوضى وتكدس مرورى بسبب موقف عشوائى فى دار السلام


فوضى وازدحام مرورى وبلطجة وتلويث للبيئة

المواقف العشوائية.. «جلطات» فى الشوارع

آخر ساعة

الأحد، 23 مايو 2021 - 11:11 ص

ملايين من المصريين تدفعهم ظروف سكنهم وعملهم للتنقل بالمواصلات العامة، وخصوصًا «الميكروباص»، ما يضطرهم للتواجد يوميًا داخل مواقف السيرفيس العشوائية، التى تغزو الأحياء الراقية والشعبية على حد سواء، تلك المواقف الأشبه بمولود صاحبه غائب، ضجيج، وفوضى، وباعة جائلون، وتكدس رهيب، وبلطجة من السائقين على الركاب، ومشاجرات بين السائقين وبعضهم بألفاظ نابية، وغيرها.

هُنا داخل المواقف العشوائية تنعدم الرقابة على سائق يُجبر الركاب على دفع تعريفة أعلى من المُقررة، بطرق ملتوية، كأن يقسم الخط المُحدد له إلى «مسافتين أو ثلاث»، وبالتالى يجمع تعريفة أعلى، ولا رقيب على سائق آخر يتسبب فى شل حركة المرور بوقوفه الخاطئ فى أماكن غير مخصصة، لتحميل أو إنزال الركاب.

تلك المواقف العشوائية، تُعد إهدارًا حقيقيًا وواضحًا لموارد الدولة، فالسائقون بها يتهربون من دفع الـ»كارتة» الرسمية، فى حين أنهم يدفعون «كارتة» غير قانونية لبعض البلطجية الذين يسيطرون على هذه المواقف العشوائية.

ورغم الجهود المُكثفة التى تبذلها إدارة المرور لشن حملاتها ضد المخالفين من سائقى الميكروباص والأجرة، حفاظًا على أرواح المواطنين، إلا أن سلوكيات السائقين تقف حجر عثرة أمام إعادة الانضباط المرورى لشوارع القاهرة، وباتت مشاهد توقف السائقين فى الأماكن المحظور الوقوف بها كأعلى الكبارى أو فى وسط الطريق، مُتكررة وعادية، علاوة على تكدس السيارات بجانبى الطريق فى شتى محاور وشوارع القاهرة، بعيدًاً عن أعين إدارة المرور، التى تحاول جاهدة التصدى لها دون جدوى، مما يتسبب فى تفاقم أزمة الازدحام المرورى، وإضاعة الوقت، وزيادة نسب عوادم السيارات، وتعطيل الخدمات العاجلة كعربات الإسعاف والإطفاء.

مُعاناة يومية

«آخرساعة» حاولت رصد مُعاناة المصريين اليومية مع المواقف العشوائية، وكانت البداية من منطقة إمبابة، حيث تقف السيارات والأوتوبيسات بشكل عشوائى فى الميدان الرئيسى للمنطقة، ما يشكل أزمة كبيرة فى المرور بتلك المنطقة، تحدثنا مع صاحب محل للمأكولات بميدان إمبابة، فقال لنا: «دخان الميكروباصات والمشاجرات المستمرة طوال الوقت، بين السائقين على أولوية الوقوف لتحميل الركاب، ومشاجرتهم مع الركاب، أصبحت مشاهد ثابتة نراها يوميًا، وتسبب لنا الضيق والإزعاج، وتمنعنا من مُتابعة أكل عيشنا»، مُضيفًا: «أحيانًا كثيرة نُشاهد سائقين أطفالا أعمارهم أقل من ١٥ سنة، ولا أدرى كيف يتحمل هؤلاء مسئولية أرواح الركاب».

الحال لا يختلف كثيرًا فوق أى كوبرى، فأمام محطة مترو أنفاق غمرة، تتكدس السيارات الميكروباص، وأتوبيسات «السيرفيس» على جانبى الطريق، فى الاتجاهين بين باب الشعرية والوايلى، لتحميل وإنزال الركاب.

مُضاعفة الأجرة

يقول أحمد سيد، مُدرس، إنه يسكن بحى باب الشعرية، ويستقل تلك السيارات لتوصيله إلى مترو الأنفاق يوميًا، مُشيرًا إلى أن أغلب السيارات التى تعمل على هذا الخط «خردة»، وأن السائقين بها يعاملون الركاب بصورة غير لائقة.

بينما قال أكرم أبو اليسر، منجد، إن محله فى الوايلى، وهو يسكن فى الجمالية، ويضطر لركوب السيارات بهذا الخط يوميًا، مُشيرًا إلى أن الأجرة الرسمية للمسافة 3 جنيهات من باب الشعرية إلى الوايلى، إلا أن السائقين، يقسمونها لـ3 محطات، الأولى من باب الشعرية إلى مترو غمرة بـ2 جنيه، والثانية من مترو غمرة إلى الزاوية الحمراء بـ2 جنيه أخرى، والثالثة من الزاوية إلى الوايلى بـ2 جنيه أيضًا، ليتضاعف سعر الأجرة من 3 لـ6 جنيهات فى نهاية المطاف.

اعترافات السائقين

أسفل كوبرى الجلاء باتجاه ميدان التحرير، تتكدس السيارات الميكروباص، متجهة إلى مناطق بولاق الدكرور، والمهندسين، وشارع السودان، يقول محمد راضى، سائق سيارة سيرفيس بخط «الإسعاف - بولاق الدكرور»، إنهم يدفعون «كارتة» لبعض الأشخاص الذين يزعمون أنهم يتبعون الحى، ويتم تقسيم الكارتة على حسب عدد الأفراد داخل السيارة، مؤكدًا أنهم لا يتأكدون إذا كانت تلك الأموال تذهب فعلًا إلى الحى أم لا.

واعترف حسن الناحى، سائق بدار السلام، بأن سائقى سيارات السيرفيس لا يلتزمون بالقانون، ويقسمون الأجرة على الخط، مؤكدًا أن ذلك سببه ضعف قيمة التعريفة القانونية، وارتفاع سعر البنزين، وكذلك صيانة السيارات، إضافة إلى المخالفات التى تُسجل ضدهم بالمرور، ويدفعون بعضها بصورة فورية، وأيضًا «الكارتة» التى يدفعونها للتحميل، وقال: «غصب عننا بنزود سعر الأجرة، ونقسم الخط لمراحل، عشان نقدر نحقق مكسب».

سائقون أطفال

فى منطقة عزبة النخل، وأمام محطة المترو، تتوقف عشرات السيارات الـ»فان» التى تعمل على خط «عزبة النخل - قسم المرج»، أغلبها سيارات مُتهالكة، ويقودها صبية، لا يحملون رُخص قيادة، وربما لا يحملون حتى بطاقات شخصية، يتسببون فى تكدس مرورى رهيب، ويمارسون كافة أشكال وأنواع البلطجة ضد الركاب، والمارة بالشارع، وأصحاب السيارات الملاكى، وتقول أميرة السيد، طالبة بالجامعة، من سكان المرج: «هذه السيارات غير آدمية، وكلها حشرات، وأشبه بعلب السردين، والأصعب أن من يقود أغلبها أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ١٤ عامًا»، مُشيرة إلى أنها تسمع يوميًا ألفاظا نابية، ومضايقات من السائقين، وأحيانًا تحدث مشاجرات بين الركاب والسائقين فى منتصف الطريق، ويقوم السائقون بإنزال الركاب فى عرض الطريق بسبب الخلاف على بضعة قروش فرق فى الأجرة. 

من جانبها، أكدت النائبة آمال رزق الله، عضو مجلس النواب، أنها تلقت مئات الشكاوى، بسبب المواقف العشوائية المنتشرة فى العديد من الشوارع والميادين، والتى أصبحت ظاهرة تؤرق المواطنين، بسبب التكدس المرورى، والمضايقات التى يتعرضون لها من سائقى الميكروباص والـ«توك توك»، مُشيرة إلى أن المواقف العشوائية للميكروباص باتت ظاهرة مُستعصية على الحل، حيث تُعيق تلك المواقف حركة المرور فى الشوارع مما يؤدى إلى التكدس والازدحام خصوصًا فى أوقات الذروة، كما أن تلك السيارات أغلبها أشبه بالخردة البالية، وكثير منها غير مرخص، ولا تحمل لوحات معدنية، وتحتشد فى مواقف عشوائية لا ضوابط لها، ولا تتوافر بهذه السيارات أىٍ من اشتراطات الأمن والمتانة، كما أنها لا تصلح للنقل الآدمى.

حلول للأزمة

واقترحت النائبة، بعض الحلول للأزمة منها تفعيل دور نقابة السائقين، وإشراكها فى مناقشة مشكلات المواقف العشوائية، وبحث آلية مد خطوط النقل العام كبديل للميكروباص والـ«توك توك»، وتوفير ساحات منظمة للميكروباص، وتعليق لافتات بأسعار التعريفة للركوب، لتوعية المواطنين بحقوقهم حتى لا يخدعهم السائقون، وتحرير المحاضر الفورية لمن يُخالف تعريفة الركوب، أو للميكروباصات التى لا تلتزم بساحات الانتظار التى تُحددها الدولة، والعمل على إيجاد آلية سريعة ومتاحة لشكاوى المواطنين حال تعرضهم لأى انتهاك من السائقين، وتخصيص خط ساخن وغرفة عمليات بكل محافظة، بشكل دائم وفعال.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة