الفنانة نادية لطفى
الفنانة نادية لطفى


منهم نادية لطفي.. فنانون مصريون لعبوا دوراً في القضية الفلسطينية 

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 24 مايو 2021 - 03:37 ص

سحر الجمل

 
لم تكن مصر بقيادتها وكل طوائفها وفنانيها بعيدة عن المشاركة فى دعم القضية الفلسطينية بجميع الطرق، سواء كان هذا الدعم مادى أو معنوى فمنذ حدوث العدوان الإسرائيلى لحى الشيخ جراح على مدى 12 يومًا وانتهي بقرار وقف إطلاق النار من قبل القيادة السياسية، ومعظم العالم فى مؤازه مستمرة للشعب الفلسطينى.

ولم يكن الفنانون بعيدين عن هذه المؤازرة، حيث كتبوا على صفحاتهم كلمات تعبر عن الدعم المعنوى لفلسطنين وسعادتهم بالمبادرة المصرية من قبل القيادة السياسية المصرية بوقف إطلاق النار، وإرسال المعونات للفلسطنيين، هذا التواصل والحراك، يذكرنا بمجموعة من فنانى الزمن الجميل، الذين كان لهم دوراً وطنياً على أرض الواقع فى حرب فلسطين منذ إندلاعها فى عام 1948، ومن هؤلاء الفنانين، الفنانة نادية لطفى فقد كانت صاحبة مواقف وطنية وسياسية تؤكد صدق انتمائها إلى مصر بصفة خاصة والعروبة بصفة عامة، وذلك من خلال عدة مواقف تكشف عن معدنها الأصيل وحسها السياسى الذي لا يقل عن موهبتها في الأداء التمثيلى.

نادية لطفى ليست مجرد فنانة عظيمة وإنسانة نبيلة ومثقفة فحسب، ولكنها كانت مصرية وطنية من طراز فريد جدًا، وتاريخها كله حافل بالنضال السياسي، وخير شاهد على مواقفها المشرفة من بداية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث استغلت «نادية لطفي» حبها للتصوير فسجلت 40 ساعة تصوير في القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسري في حربي 1956 و1967، وحول جرائم الكيان الصهيوني المحتل، قامت بعمل فيلم بعنوان «جيوش الشمس» سجلت من خلاله شهادة الجنود المصابين والجرحى عن الحرب داخل مستشفى القصر العينى مع المخرج شادى عبدالسلام.


كانت «نادية لطفى» مسؤولة اللجنة الفنية أيام حرب الاستنزاف، وبحكم هذا الموقع قامت بمبادرات عديدة لدعم القوات المسلحة، فقد قامت بتنظم زيارات على الجبهة لرفع الروح المعنوية لدى الجنود، ومن هنا فقد ضربت أروع الأمثلة في تحريك الرأي العام وتوعية الشعب بظروف قواته المسلحة التي كانت تستعد لمعركة استرداد الكرامة والعزة في العبور العظيم في أكتوبر 1973، وفي أثناء حرب أكتوبر المجيدة أكدت على روحها الوطنية العالية وإيمانها العميق بالجيش بتطوعها فى التمريض، وبالفعل تخلت عن أية ارتباطات فنية وتفرغت للعمل التطوعي، ونقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء فترة الحرب بين الجرحى لرعايتهم وشد أزرهم ورفع روحهم المعنوية.


وبعد أن تحقق النصر قالت: «أصبت بانهيار عصبى وهبوط فور سماعى خبر عبور قواتنا المسلحة خط برليف وتحقيق النصر، لأنى لم أصدق وقتها أننا انتصرنا»، من ناحية أخرى كانت تؤمن بأنه لا بد أن يكون للفنان دور وطني في خدمة مجتمعه، وهذا ما أكدت عليه عام 2017، حين استنكرت قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، رغم اعترافها بأنه «غير مفاجئ، وفي سبعينيات القرن الماضي، أنتجت «نادية لطفي» فيلم تسجيلي بعنوان «دير سانت كاترين» وأنفقت عليه ما يقرب من 36 ألف جنيه مصر، وبالنسبة للقضية الفلسطينية كان لها دوراً فيها، حيث شكلت وفوداً من الفنانين على نفقتها الخاصة لمؤازرة ودعم فدائين الثورة الفلسطينية في اليمن والجزائر، وقضت أسبوعين كاملين في لبنان عام 1982 أثناء حصار بيروت، وهذا خير دليل على هذا الانتماء، حيث انخرطت في صفوف المقاومة الفلسطينية أثناء الاجتياح الصهيوني لبيروت وطاردها الموت هناك أكثر من مرة، لكنها استطاعت أن تُسجل وتصور بكاميرتها ما حدث أثناء فترة الحصار ونقلته لمحطات تلفزيون عالمية.

ولعل قصة «نادية» مع السفاح شارون تؤكد روحها التواقة للحرية، فيحسب لها أنها كانت ضمن المحاصرين فى بيروت عام 1982، وكان شارون يستعد قبلها بفترة لمجزرة جديدة ضد الفلسطينيين، ولكن هذه المرة كانت ثأراً شخصياً جراء فقده لإحدى خصيتيه، بعدما أطلق عليه أحد رجال المقاومة النار فأصابه فى مقتل لكنه نجا بأعجوبه وعاد لينتقم لرجولته التى فقدها إلى الأبد، ووسط المشاهد الدموية وقفت نادية لطفى فى شجاعة تصور وترصد لتفضح جرائم السفاح ورجاله، وتذيع على العالم ما فعله شارون بالشعب الأعزل.


ولم تكتفي بفضح جرائم الكيان المحتل، فقد ظللت مقاومة من طراز رفيع في وجه المحتل الغاصب للتراب المقدس في فلسطين، فقد كتبت الصحف والقنوات وقتها «كاميرا نادية لطفي رصدت ما قام به السفاح الإسرائيلي»- يقصد هنا «شارون»-، بل إن المجتمع الدولي وصف كاميرتها الجريئة بأنها «مدفعا وجهته نادية لطفي إلى صدر «شارون» وفي إطار دعمها للقضية الفلسطينى قامت بزيارة الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» أثناء فترة الحصار الصهيوني، وهى بذلك تعتبر الوحيدة التي زارت أبوعمار أثناء فترة حصاره، ولذا كرمها الرئيس الراحل «عرفات» بعد ذلك حين جاء بنفسه إلى منزلها وأهداها «شاله» تقديرًا لمواقفها العروبية، وبعد زيارة أبو عمار لها اعتذرت «نادية لطفى» عن دعوة التكريم التى تلقتها من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تقديرًا لدورها فى دعم القضية الفلسطينية، وقالت «يسعدني المشاركة في أي حدث يدعم القضية الفلسطينية التي أراها قضية كل العرب، ولكني فخوره بالتكريم الذي نلته من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الذي جاء بنفسه إلى منزلي، وأهداني «شاله» وهو تكريم أراه كافياً ولا يعادله أى تكريم آخر».


ولا زالت مكتبتها الخاصة تحتفظ في بـ25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها بنفسها وتنفست فيها الحصار الصهيوني للمقاومة الفلسطينية، وتأكيداً على وعيها بالقضايا العربية والمركزية في تاريخ الأمة العربية، ومن مواقفها الأخرى أيضاً حين قررت عام 2003 إعداد كتاب وثائقى يسجل الحروب التى تعرض لها العالم العربى بداية من عام 1956 إلى عام 2003.

ومن الفنانين أيضاً الذين كان لهم دوراً فى حرب فلسطين الفنان الراحل حسن عابدين والذى لا يعرفه الكثيرون الجانب النضالى فى حياة حسن عابدين والذى بدأه قبل أن يكمل سن 17 عامًا عندما سافر عام 1948 إلى فلسطين لينضم إلى المقاومة ضد الصهاينة وبالفعل قتل اثنين منهم وحكم عليه بالإعدام، حيث سافر سرًا إلى فلسطين ولم يكن عمره تجاوز 17 عامًا، دون أن يخبر أحدًا من عائلته، حيث كان يتمتع منذ طفولته بحس وطنى وقومى، وقد سافر عابدين إلى الإسماعيلية قبل سفره لفلسطين مع مجموعة من الفدائيين المتطوعين وتلقوا تدريبات على يد قيادات الجيش المصرى، وفى فلسطين شاهد أهوالًا أكبر من سنه، فكان يرى الجثث والأشلاء وينام بينها، «حيث كان يمشى فى إحدى المرات مع صديقه فى شوارع غزة، وسأله «يا ترى غزة بعد 50 سنة هيكون شكلها إيه»، وقبل أن يكمل الجملة انفجر لغم وسقط صديقه متمزقاً إلى أشلاء، دون إصابته هو.

وقد ظل يشارك فى الأعمال الفدائية فى فلسطين لمدة عامين، واشترك وزملاؤه فى قتل اثنين من العصابات الصهونية، وألقى القبض عليه مع 4 من رفاقه وتمت محاكمتهم فى بلدية حيفاً وحكم عليهم بالإعدام، ولكنه أفلت بعدما دخل شاب هو ابن عم المطرب عبداللطيف التلبانى قاعة المحكمة وهدد بتفجيرها إذا لم يتم الإفراج عن المتهمين ومنهم عابدين وبالفعل تم إخلاء سبيلهم وهربوا إلى مصر».


وبعد ثورة 1952 انضم الفنان حسن عابدين للمسرح العسكرى، الذى ضم معظم نجوم مصر وقتها، وبعد ذلك التحق بفرقة يوسف وهبى ونشأت بينهما صداقة قوية، أما الفنان إبراهيم الشامي والذي كان يعد واحدًا من أعمدة المسرح القومي لجيل الخمسينيات، والتى بدأت علاقته بالفن عن طريق هوايته للمسرح الديني، الذي اُنتدب بعده إلى القومي، حيث شارك فيه بمسرحيات مثل «قمبيز»، و«عودة الغائب»، وغيرها، كما أنه شارك في المسرح العسكري حين كان ضابطًا بالقوات المسلحة، مع اشتراك الشامي، في عدد من الفرق المسرحية، أصبح من المؤسسين للمسرح في القوات المسلحة، كما أنه كان من المشاركين في حرب 1948 بفلسطين، تطوعًا، وتم أسره هو خلال تلك الحرب، ولكن قام زملائه بتحريره، وعاد إلى مصر، حيث  شارك في مسرح الإخوان الجامعي في الثلاثينيات، وقد أسس هذا الفريق عبدالرحمن البنا شقيق حسن البنا مؤسس الجماعة، وبعد فترة انضم لهذا الفريق عبدالمنعم مدبولي ومحمود المليجي ومجموعة كبيرة من النجوم، وقدم مع الفريق 8 مسرحيات، وتم إذاعة هذه المسرحيات بالإذاعة المصرية، وكان يتم تمويلها من وزارة المعارف حينها.


بدأ بعدها حياته السينمائية عام 1952، باشتراكه بفيلم «آمال»، بالاشتراك مع شادية ومحسن سرحان، لتتوالى بعدها الأعمال في السينما لتتخطى الـ140 عملًا، والتي اتسمت أغلبها بالقوة والصرامة طبقًا لما كان لوجهه من طبيعة تظهر عليها الجمود والعزم، لنجده المأمور المرتشي في «الزوجة الثانية»، الأب الحازم في «إعدام ميت»، والفدائي في «كتيبة إعدام»، الحاج برهامي في مسلسل «الشهد والدموع»، وغيرها الكثير من الأعمال.

اقرأ أيضا| مفاجأة.. سمية الخشاب تدخل عالم أغاني المهرجانات مع عمر كمال |خاص


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة