عصام السباعى
عصام السباعى


يوميات الأخبار

مصر التي بيدها مفتاح المنطقة!

عصام السباعي

الإثنين، 24 مايو 2021 - 06:53 م

ولكن المؤكد أن كل مصرى أصبح على قناعة وعلى ثقة فى وطنه وفى قيادته السياسية، وعلى وعى بأن بلده هو مفتاح الحل للعديد من أزمات المنطقة، إن لم يكن مفتاح كل المنطقة، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يكسرنا، أو يستطيع أن يقهرنا

الأربعاء:
لم تتغير روح مصر وطبيعة المصريين رغم مرور مئات السنين، لم يتغير مكانها فى المقدمة، قد يرى البعض أننا نحن المصريين نبالغ فى تقديرنا لأنفسنا، نعظم بأكثر مما ينبغى، وأرى أن مشكلتنا أننا نرى أنفسنا فى مكان ومكانة أقل بكثير مما نستحق، هكذا كانت مشاعرى عندما فتحت عينى على المانشيت الرئيسى لجريدتنا «الأخبار» الذى يقول باللون الأحمر «القاهرة تنجح فى موقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية فى غزة وقوات داعش الإسرائيلية، هو إنجاز.. هو نجاح فى السياق والظرف الذى نعيشه.. وهو أيضا مقياس.. وهو أيضا مؤشر للتطور الكبير العجيب فى موازين القوة الاستراتيجية المصرية، والقدرة الكبيرة على استعادة التوازن فى أقل وقت، وهو أمر لا يمكن أن يختلف عليه اثنان، ففى كل يوم يمر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تقفز مصر للأمام، تعالج الجروح وتجمع الطاقات وتتقدم للأمام، وما كان مقلقا فى كل النواحى حولنا، من الشرق والغرب والشمال والجنوب، أصبح مطمئنا.. ما كان ساخنا قد برد، وما كان خارج السيطرة قد أصبح فى قبضة اليد، حتى قضية سد النهضة، أصبح لدى يقين أنها تحت السيطرة، والمؤكد أن المخاطر والخطط المضادة لن تنتهى ولن تتوقف، ولكن المؤكد أن كل مصرى أصبح على قناعة وعلى ثقة فى وطنه وفى قيادته السياسية، وعلى وعى بأن بلده هو مفتاح الحل للعديد من أزمات المنطقة، إن لم يكن مفتاح كل المنطقة، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يكسرنا، أو يستطيع أن يقهرنا، والأهم هو ذلك الإيمان بقيمة وحدتنا وأهمية قوة إرادتنا وقيمة وحدتنا نحن المصريين، فبها فعلنا المستحيل، وسنفعل المعجزات بأمر الله.
كلنا صلاح الدين!
 الأحد:
هل أبالغ لو صارحتكم بما فى عقلى وضميرى، فأنا يا سادة أرى أن كل واحد من المصريين باختلاف موقعه ولونه ودينه، هو نموذج للبطل صلاح الدين الأيوبى، نعم ذلك الاسم الذى حاول البعض تلويثه وتجريحه، لدرجة دفعت أحد المتطرفين إلى سبه ولعنه، وعندما عارضته لم يجد سوى أن يتهمنى بأننى سلفى متطرف، وبطبيعتى أنا لا أنزعج من كلمة سلفى، فمعظم المصريين مسيحيون ومسلمون سلفيون، ولكنى أنزعج بقوة من تلك الكلمة القبيحة «متطرف»، وخاصة أن التطرف ضد العقل، ويجعل مخ صاحبه مثل أكرة الباب يحركها الناس لإدخال ما شاءوا، أو لإخراج من شاءوا، ولكننا فى بلدنا نتواضع كثيرا، لا نعرف قيمة أنفسنا ولا تأثيرنا فى الآخرين، فنحن نأثر أرواحهم ونكسب حبهم واحترامهم، كما أن هناك نسبة لا بأس بها، لم تعد تقرأ لتعرف قيمة كل نصر قد حققناه، وكل قيمة قدمناها للإنسانية، وما حدث مؤخرا فى قطاع غزة وغيرها أكد كل ذلك، واليوم اندهشت، عندما اندهش صديقى صاحب العقل الجميل والرؤية الصائبة، عندما قرأ ما أكتبه عن حلم صلاح الدين الذى سعى له، وهو أن يعيش الجميع باختلاف توجهاتهم فى سلام داخل المدينة المقدسة، ولن أبالغ أيضا لو قلت إن صلاح الدين هو الذى علمنا أن الاستعمار مهما طال فهو إلى زوال، بشرط الإخلاص والاتحاد فلم يثبت الفرنجة أقدامهم على امتداد ساحل المتوسط إلا بغياب الأخلاق السياسية وتغلب المصالح الرخيصة، وأنه لا انتصار إلا بدعم العلم والمتعلمين وفتح المدارس، وهل نسينا أصحاب الأقدام السوداء من الأجيال الفرنسية التى ولدت وعاشت فى الجزائر، واعتبروها وطنهم، تماما كما فكان حال الصليبيين الذين كانوا ينظرون إلى الوافدين الجدد من أوروبا على أنهم أجانب، ومهما طال سكنهم لفظتهم الأرض وطردتهم إلى حيث جاءوا، كما يعلمنا صلاح الدين الدور المهم للإعلام والجبهة الداخلية، عندما قال إنه لم يفتح البلاد بسيفه، ولكن فتحها بقلم القاضى الفاضل، علمنا الأخلاق والتواضع والعدل، فلا تستغرب لو اختصمه رجل عادى فيترك كرسى سلطنة ليجلس إلى جانبه خصمه أمام القاضى، كان صوفيا تجده يتمايل معهم ويحضر مجالسهم بل ويفتح مدرسة كبرى تحمل اسمهم، أما الإسكندرية والإسكندرانية، فقد عاش صلاح الدين فيها وعاش معهم تحت حصار قوات الوزير شاور، وعن أحد أبنائها واسمه «ابن مصال» قال: لن أحظى أبدا بصديق مثله، وهو ما يثبت أن تاريخ الجدعنة فى أهل الثغر قديم جدا!.
العهدة العُمرية ووزارة التربية والتعليم
الجمعة:
بعد صلاة الجمعة جلست أمام التليفزيون أتابع تطورات الأحداث فى غزة، الطوابير الطويلة لشاحنات المواد الغذائية أمام معبر رفح، التى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بإرسالها لأهلنا فى غزة، إلى جانب سيارات الإسعاف المجهزة، قادنى الريموت إلى القناة السابعة، ودرس مادة اللغة العربية لطلاب الثانوية العام، وكان النص عن مدينة القدس، وجلست أتابعه حتى النهاية، ما لفت نظرى أن النص تضمن إشارة إلى العهدة العمرية التى قدمها سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لبطرك القدس صفرنيوس، وأن فيها تعهدا بأن لا يسكنها أحد من اليهود، وعدت بذاكرتى إلى كلام يوسف زيدان القديم بأن صلاح الدين أحقر شخصية فى التاريخ الإنسانى، ومن بين ما أخذه عليه أنه انتهك العهدة العمرية وأعاد اليهود إلى السكنى فى المدينة، ولا أدرى كيف يمكن أن نعلم أطفالنا فى مادة دراسية مثل ذلك الكلام الذى يفتقد للدقة التاريخية، ويتعارض مع الإسلام نفسه، والمؤكد بالفعل أن صلاح الدين تسامح مع الصليبيين أنفسهم بعد انتصاره وفتح القدس، وكان أكثر تسامحا مع اليهود، حيث سمح لهم بالعودة للمدينة المقدسة، بعد أن حرم عليهم الصليبيون ذلك منذ استولوا عليها فى العام 1099م ولمدة 88 سنة، أما غير المؤكد فهو ذلك الكلام بأن العهدة العمرية منعت سكن اليهود فى المدينة، فهناك نحو 5 نصوص لها، ولم يرد ذكر ذلك المنع سوى فى رواية فى كتاب «الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل» لمؤلفه مجير الدين الحنبلى، وذلك نقلا عن الطبرى، والخلاصة أرجو من وزارة التربية والتعليم أن تراجع ذلك النص الذى يدرسه أولادنا ويتعلمون منه العنصرية، وصحة ما قيل فى ذلك الشأن!.
ما تزرعه الأندية يحصده الوطن!
الإثنين:

أزعم أننى مراقب جيد لأحوال الرياضة فى مصر وعشت أحداثها داخل وخارج مصر، وأزعم أن حالها لم يكن يوما بتلك الدرجة من السوء، كما أصبحت عليه منذ شهور وحتى هذه اللحظة، لم يكن النجوم بهذه الوقاحة ولم يكن الناشئون على تلك الدرجة من قلة الأدب، ولم يكن الجمهور على ذلك الحال من الصفاقة، تعاملت مع نجم كبير مثل الجزائرى رابح ماجير، أثناء فترة عملى فى قطر، كان العنوان الذى كتبه زميلنا بلال قناوى قاسيا «ماجر يتدرب فى حوارى قطر»، وجاء النجم غاضبا «شايطا» وجهه مسود مثل رغيف الخبز المحترق على فوهة النار، ولم يقل الرجل أى كلمة مسيئة فقط عتاب، وبعدها تحولنا إلى أصحاب، لدرجة أنه استجاب لطلبى أنا وزميلى وصديقى المخرج الصحفى الأستاذ إسماعيل على، وقدم لنا عرضا لطريقته المثلى فى المرور والترقيص على خط المرمى، بكرة صنعناها له من الورق، حدث نفس الشيء قبل عشرين سنة مع الكابتن مجدى عبد الغنى، عندما زارنا مساء فى صالة تحرير الأخبار للشكوى من خبر عنه فى صفحة الحوادث، كما لم يتجاوز النجوم حدودهم، حتى لو تجاوز الجمهور معهم، وكانوا يكسبون قلوبهم ولا يوجد مثال أفضل من الكباتن الكبيرة العظيمة محمود الخطيب وحسن شحاتة وعلى خليل، كما كان لدى الجمهور حياء، ولا أنسى يوم ذهبت للاستاد منذ حوالى 40 سنة لمشاهدة مباراة الأهلى والزمالك، ولم أجد مكانا فى الثالثة شمال، فذهبت إلى الثالثة يمين حيث مقاعد جمهور الزمالك، وأمامى ومن ضربة حرة مباشرة مرر الكابتن محمود الخطيب الكرة للكابتن الكبير حمدى جمعة ليسددها فى الشباك، وأهلل للجول بين الزملكاوية، ولم يتعرض لى أحد ولم يسبنى أو يمد يده علىّ، وتخيلت ماذا لو فعلت ذلك هذه الأيام المؤكد أننى لن أغادر مقعدى سليما فى أحسن الاحتمالات، ويا وجع قلبى على ما يحدث حاليا.. أسمع جمهورا يحاول اقتحام إحدى الصالات، وهو يسب رموزا رياضية، ونجد من يدافع عنهم، أشاهد أطفالا يتعلمون الكراهية، ورجالا يعلمونهم الكراهية، رغم أن الرياضة هى التى تحمل معانى السماحة والتسامح والرضا، والمؤكد أن ما يزرعه كل ناد اليوم سيحصده الوطن غدا.. والحقوهم يا سادة!.
كلام توك توك:
أصحاب الشدة اتنين.. وأصحاب المصلحة ألفين!
إليها:
كم أنا محظوظ يا صاحبة العقل الجميل.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة