صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الفلسطينيون الخاسر الكاسب

صالح الصالحي

الأربعاء، 26 مايو 2021 - 07:24 م

الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة فى حق الفلسطينيين لم تكن إلا حلقة ضمن سلسلة من حلقات تدهور القضية الفلسطينية. حيث تؤكد العديد من التحليلات امكانية تكرارها سواء بنفس القوة أو حتى أشد من تلك الجارية على مدار الأيام الماضية.
ما وصلت إليه القضية الفلسطينية يرجع للغياب الكامل لكل أفق سياسى للتسوية على مدار السنوات الماضية.. حيث تسبب عدم حل القضية الفلسطينية على أساس إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.. وهو الحل الذى تتبناه وتدعمه مصر، فى خلق الأزمات المتلاحقة للقضية الفلسطينية، وصولا للمشهد الراهن.. والذى أرى أنه أعاد إحياء القضية الفلسطينية من جديد، بعد ان كادت تنسى فى ظل عوامل عديدة شهدتها المنطقة والعالم.
فعلى الرغم من تأزم الوضع العربى الإسرائيلى إلا أن المشهد قد يخلق أمامنا بارقة أمل لدعم القضية الفلسطينية سواء على المستوى الرسمى أو حتى الشعبي، وذلك بعد أن تراجع الاهتمام بهذه القضية على مدار السنوات العشر الماضية، بسبب ما تمر به منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية على وجه التحديد.. والتى عانت من تداعيات ثورات الربيع العربى وتدهور الأحوال الاقتصادية.. وتزامن مع ذلك تراجع الدور الأممى والدولى.. إضافة إلى ضعف دور جامعة الدول العربية الذى يأتى انعكاسا للأوضاع المتردية للعديد من الدول الأعضاء.. بسبب الصراعات والحروب التى تشهدها المنطقة، وارتفاع المد الإرهابى وغيرها من المشكلات.
ولكن مصر لم تقصر فى حق القضية الفلسطينية العادلة رغم ما تواجهه من تحديات عديدة داخلية وإقليمية.. فمصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمن قومى وعروبى مصري. حيث استطاعت مصر استضافة الفصائل الفلسطينية المتناحرة على مدار سنوات طويلة. ونجحت فى تحقيق المصالحة بينهم والتى كانت أشبه بالمعجزة.. وتم الاتفاق على خارطة طريق تمهيدا لاجراء الانتخابات.
وخلال الأزمة الأخيرة لم يقتصر دور مصر على تهدئة الوضع فى القدس. وانما تحركت بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية وقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وكافة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل كل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع فى القدس.
وعلى صعيد مواز أجرت اتصالات بالفصائل الفلسطينية ودعتها للتهدئة. واستطاعت بالفعل ان تحقق وقفا لاطلاق النار بين الطرفين.
وامتد الدور المصرى إلى دعم إعادة إعمار غزة بنحو نصف مليار دولار على أن تقوم الشركات المصرية بجهود إعادة الإعمار.
وعلى الرغم من أن الخطاب الدولى خاصة الأمريكى مازال منحازا للجانب الإسرائيلى إلا أن الأمر الجيد أن القضية الفلسطينية قفزت بقوة على طاولة النظام العالمى وعادت مرة أخرى لبؤرة المشهد بأنه لا حل ولا استقرار لمنطقة الشرق الأوسط بدون حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وتقنين ملف الاستيطان وفقا للرؤية المصرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة