هاتولى راجل ..!
هاتولى راجل ..!


«هاتولي راجل».. رحلة البحث عن السند

الأخبار

الأربعاء، 26 مايو 2021 - 08:21 م

تحقيق راوية عبد البارى - عبدالصبور بدر - ميادة عمر

- محدش شاف «سند» يا ولاد !!

يختلف السند من امرأة إلى أخرى، تعتقد مروة لطفى »ربة منزل« أن السند بالنسبة لها هو العزوة المتمثلة فى العيال بوصفها عانت كابنة وحيدة فى طفولتها، بينما تنظر هبة محمود «بكالوريوس نظم ومعلومات» إلى العمل على أنه السند الأهم للفتاة، فى حين تشير هند عامر أن والدتها سندها الحقيقى، وتقول ساندى نور أن السند بالنسبة لها يتغير حسب احتياجاتها، وليس بالضرورة شخصا، قد يكون هاتفها، أوسيارتها، أو أكلتها المفضلة، أو سفر لأى شاطئ يعيد إليها الطاقة المطلوبة.

إجابات متعددة حصلنا عليها حين سألنا مجموعة من السيدات والبنات عن السند، إلا أن الصورة الذهنية فى نظر الكثيرين لا تزال مرتبطة بالرجل، فهل المسألة تتعلق ببعد نفسى أو تاريخى؟

د.على النبوى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر يلفت الانتباه إلى ما يطلق عليه «نمط التفكير العام للشعوب الذى يحكمه ويحدد مدى ثقافته وهويته وادراكه للأزمات التى يمر بها وبالتحديد الشعب المصرى.

يشير إلى معابد الأقصر التى يمكننا أن نشاهد فيها تمثالا لحتشبسوت بذقن طويلة، يقال إنها كانت ترتديها لتمارس مهنتها كحاكم، بعيدا عن النظر إليها كأنثى ضعيفة، ما يوضح أن القصة لها جذور فرعونية منذ قدم التاريخ.

ويقول: فكرة السند ظهرت بوضوح فى أمثالنا الشعبية مثل «الولد سند.. لما قالولى ده ولد اتشد ضهرى واتسند ولما قالوا دى بنية سقف البيت وقع عليا»، ما يعضد فكرة الانحياز للذكر الذى يسيطر على اهتمام الأسرة فتمنحه الميراث كاملا وتحرم منه البنت، وتسارع بزواجه لينجب بدوره البنين ليكونوا سندا له، وإذا أنجب «بنات» تحرضة على الزواج من أخرى لتأتى له بالذكور.

ويتابع: الصورة التى ضخمتها السوشيال ميدا حول وقوف رامى رضوان وحسن الرداد فى جنازة سمير غانم، كانت بمثابة تأكيد مفهوم مغلوط يتهم دنيا وإيمى بأنهما «مكسورتى الجناح»، وأن أبو البنات غلبان»، وهى أفكار من الصعب تغييرها لدى الناس.

ويضيف: على أرض الواقع باعتبارى أشاهد الكثير من كبار السن المصابين بمرض الزهايمر وجلطات المخ فى نهاية حياتهم، لاحظت أن السيدات هن الأكثر تحملا وتعاطفا وخدمة للأبوين المسنين عن الذكور فالذكر عادة يمل ولا يستطيع ذلك، عكس فطرة الأنثى التى خلقها الله عليها لتتحمل الحمل والولادة والحيض كل شهر والالام المستمرة وتربية الأطفال والرضاعة، وهذه المشقة لا يتحملها الرجل، وهذا ليس فى البشر فقط، بل عند معظم الإناث من الكائنات الأخرى حيث تتميز بأنها أنشط وأقوى وأكثر تحملا من الذكر.

الأنثى أكثر سندا من الرجل لأنها تمتلك عواطف أكبر، فمن المعروف بيولوجيا أنها تتحمل فى شبابها، وبالتالى يزداد هرمون الأندروجين فى شيخوختها، ما يعطيها قوة وصلابة وبالتالى تمتلك الحكمة وتدير الرجال وتحصل على لقب «الكبيرة»، فى مقابل الرجل الذى ينشط لديه هرمون التستروجين الأنثوى حين يكبر فى السن، فنجد أن الفتوة فظ المشاعر فى الشيخوخة يبكى كالأطفال.

و»السند لا يرتبط بالنوع «يقول د. النبوى، ويشرح، إنه يقترن بالتربية والنشأة وليس فى المال وليس فى أشياء كثيرة مغلوطة لدى المجتمع ولكنه فيما زرعته من أخلاق ومفاهيم لدى أولادك ذكورا وإناثا.

ويواصل: تغير مفهوم السند نتيجة لزيادة معدلات الطلاق فى مجتمعنا المصرى، فكان يتم التحذير فى الماضى من نطق كلمة الطلاق فى العائلة، لكن السيدات تمردن على هذه المفاهيم بعد أن جربن الحياة المستقلة عن الزوج (ماديا)، وبحكم تخصصى وجدت طبيبات يتفوقن فى العمل على الأطباء ودخلهن أكبر من الأزواج، إضافة إلى الكثير من المهن، وهنا يحدث الخلاف فهو يريدها أن تعود لبيتها وتجلس مع أولادها فقط، وهى تجد نجاحها وتفوقها سندا لأنه سينفعها عندما تحتاج إليه.

حنان مطاوع: أمى وأبى ثم زوجى

حكت الفنانة حنان مطاوع عن أهمية السند فى حياتها وأن والدها الفنان الراحل كرم مطاوع كان خير سند لها وتعلمت منه العديد من القيم العامة، وكذلك والدتها الفنانة سهير المرشدى وزوجها.

وأكملت حديثها عن دور زوجها فى مساعدتها وأنه خير سند لها، فهو يرعى طفلتهما عندما تكون هى منشغلة بتصوير الأعمال الدرامية ويبذل قصارى جهده لكى لا تشعر بالتقصير أو تأنيب الضمير تجاه ابنتها ،مضيفة أن ظروف الحياة أثرت على اختيارات الفتيات بالنسبة للزوج، فأصبحن لا يبحثن عن السند الحقيقى والإنسان الصادق الأمين الوفى ويكتفين بالموجود وهذا خطأ كبير.

وتوضح الفنانة حنان مطاوع أن زوجها خير سند لها ويشجعها ويدفعها للأمام فى الحياة والعمل، وكذلك عمل المرأة سند هام لها أما المال فهو ليس سندا كما تعتقد معظم السيدات والفتيات والدعم النفسى أهم.

نهلة سلامة: الرجال قليلون

ترى الفنانة نهلة سلامة أن إحساس المرأة بغياب السند  يكمن فى صعوبة الحياة، وانشغال الرجل، وعدم تواجده بشكل كاف معها.

وتقول: ليس أى رجل قادر على أن يكون سندا، وحتى يصبح كذلك يجب أن يحمل شخصية قوية تحتوى على كل الصفات الجيدة.. والرجل هنا لا تقصد به نهلة الزوج فقط، ولكنه قد يكون الأب، أو الأخ أو حتى الأم، وشرط السند الأساسى من وجهة نظرها «الحنّية».. وتواصل: «أنا سيدة تختبر الرجل من خلال مواقفه، فالمواقف هى التى تكشف السند الحقيقى».. وتعتقد من خلال تجربتها الشخصية أن السند الأكبر هو الله، فى حين لا تنفى أنها قابلت الكثير من الرجال المحترمين ممن تعتبرهم سندا لها يتمتعون بصفات الشهامة والجدعنة، ولكنهم - وفق تعبيرها - قليلون. وهذا ما يصنع حالة من البحث الدائم لدى الفتيات والسيدات عن الرجل السند، وتختتم: «مقابلة الرجل السند فى الحياة رزق».

مروة عبد المنعم: الأسرة ثم الأسرة

ترى الفنانة مروة عبد المنعم أن الأسرة هى السند لكل شخص، وأن المسألة تبادلية فالأبناء سند لآبائهم، والآباء سند أطفالهم، لافتة أن ما يميز الأسرة هى تقديم الدعم فى كل الأوقات وخاصة الصعبة، بينما يقف الآخرون بجوارك فى أوقات الفرح فقط.. وتؤكد على أن التربية الجيدة للأطفال تمنحهم سلاما نفسيا، يحميهم من الواقع المرير، والبحث فى الخارج عن سند لهم، وقالت: أكبر ميراث يتركه الأم والأب للأبناء هو زرع قيمة التماسك بينهم، الأخ سند لأخيه، والأخت أم بديلة لأشقائها.

دوللى شاهين: الأب «نمبر ون»

اختارت دوللى شاهين الأب سندا أول، لأنه الوحيد الذى يفعل المستحيل من أجل أن يشاهد الفرحة فى عيون أولاده سواء كانوا صغارا أم كبارا، والوحيد أيضا الذى يحفظ السر ولا يبوح به، ولا يتوقف عن الفخر بأبنائه ونجاحهم مهما كان الإنجاز صغيرا.. لكن القاعدة تجد دائما من يكسرها، ليس كل الآباء سندا. تقول دوللى وهى تشير إلى آباء يسيئون معاملة أولادهم ويحرمونهم من الرعاية والاهتمام، ما يجبر البنت أن تبحث عن رجل آخر يعطف عليها!.. تنصح دوللى هؤلاء بالانتباه الشديد، واحتواء بناتهم قبل فوات الأوان، وفى المقابل تهمس فى أذن كل فتاة « لا تنخدعى بالمظاهر والكلام المعسول فليس كل من يجعلك تشعرين بالارتياح هو السند المناسب».. أما السند الثانى فى حياة دوللى هو العمل، وترى أن التمسك به واجب على كل أنثى، لأن نجاحها فى عملها يجعلها لا تحتاج لأحد، ولا تنكسر أمام أحد».

إلهام شاهين:أنا السند

تعترف النجمة إلهام شاهين بغياب السند فى حياتها باستثناء والدتها، وتقول: طول عمرى، وأنا صغيرة، أو كبيرة، قبل التمثيل، وبعده معنديش سند.. تعودت إنى أكون أنا السند للآخرين سواء عائلتى، أو أصحابى، أو لمهنتى، او العاملين فيها.

منال سلامة: لحظة أمان أغلى من مليار جنيه

السند من وجهة نظر النجمة منال سلامة هو احتياج الأنثى الدائم للحماية مهما كانت قوية وقادرة على عمل أى شيء بنفسها، وتضرب مثلا بالملكة إليزابيث التى انهارت عند وفاة زوجها، وهى من أقوى نساء العالم.. وتقول: من الطبيعى أن يكون الزوج بجوار زوجته فى المواقف التى تمر بها.. وقت وفاة والدى كان أخى لا يزال صغيرا فى السن وكان زوجى هو السند لى ولأخى ولأمى ولأختى أيضا، وهذا هو الطبيعى وهذه بديهيات فى حياة أولاد الأصول، فأى رجل «متربى أكل على طبلية أبوه وأمه» يفعل ذلك.. وتوضح: لكل امرأة حساباتها، فهناك من ترى أن السند فى المال.. ولكننى أفضل العيش مع رجل أشعر معه بالأمان على أن أمتلك مليار جنيه، فالأموال لن تنفعنى عندما أتزوج رجل خائن أو مدمن.. وتواصل: من خلال رحلتى الشخصية كان والدى سندى ومن بعده زوجى إضافة إلى أخى وابنى رغم انه يعيش خارج مصر، وترى أن فكرة السند تعتمد على تربية الأبناء واختيار شريك أو شريكة الحياة، فـ«الست» أيضا سند لزوجها، لأن السند ليس رجلا فقط.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة