جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: الدنيا حظوظ.. ولقاحات!!

جلال عارف

السبت، 29 مايو 2021 - 07:08 م

مرة أخرى تقول هيئة الصحة العالمية إن الطريق مازال طويلاً فى المعركة ضد "كورونا" وتشدد على أن القضاء على الخطر لن يتأتى إلا مع تطعيم 70٪ من كل سكان العالم.

والرسالة هنا موجهة للدول الغنية والفقيرة على السواء، فالخطر واحد، ولا أحد سينجو بمفرده.. لكن المشاكل تختلف بين دول مازالت تبحث عن الخطوات الأولى على طريق توفير اللقاحات، وبين دول قطعت خطوات على هذا الطريق، ومن الواجب تذكيرها بضرورة استكمال المهمة بالنسبة لمواطنيها ثم تحمل المسئولية نحو تحصين العالم وإلا فإن جهدها سيذهب سدى!!

 بالنسبة للدول الفقيرة مازالت الجهود العالمية قاصرة عن توفير اللقاحات المطلوبة، وهيئة الصحة العالمية تطلب تمويلاً إضافياً لتتمكن من توفير ما يكفى لتلقيح 30٪ من سكان هذه الدول كمرحلة أولى وعاجلة، حتى لا يتكرر ماحدث فى الهند.. خاصة مع ظهور السلالات الأحدث والأكثر شراسة وانتشارا من الفيروس، وآخرها سلالة فيتنام التى يزداد خطر انتشارها عن طريق الهواء.

مشاكل الدول الغنية مختلفة. فقد استحوذت على معظم إنتاج اللقاحات فى الفترة الماضية وتمكنت من قطع خطوات مهمة فى تطعيم مواطنيها وبعضها اقترب كثيراً من النسبة المطلوبة (70٪) ومع ذلك فالأخطار موجودة، والمشاكل متعددة.. فهى تحاول استعادة الحياة الطبيعية وتخشى − فى نفس الوقت − من عواقب الانفتاح مع مخاطر السلالات الجديدة. وهى تحاول استكمال عملية التلقيح لكنها تواجه بأن المتحمسين لتلقى اللقاح "وهم الأغلبية" قد تلقحوا بالفعل وأن نسبة كبيرة من الباقين هم الرافضين للقاح أو المترددين فى تلقيه رغم توافر كميات من جرعات اللقاح تزيد على الحاجة بكثير، كما هو الوضع فى أمريكا!!

فى آخر محاولات التغلب على مثل هذه المشاكل أعلنت ولاية "كاليفورنيا" الأمريكية عن حوافز لتلقى اللقاح باعتزامها إنفاق 116.5 مليون دولار كجوائز وهدايا لمن يتلقون اللقاح. بعض الجوائز سيكون على  هيئة يانصيب بين كل من تلقون اللقاح يمنح مليونا ونصف المليون دولار لعشرة من سعداء الحظ، وخمسين ألف دولار لثلاثين آخرين مع منح أول مليونين يتلقوا اللقاح هدايا بقيمة 50 دولاراً لكل منهم!!

المجتمع لم يعد يتحمل كثيراً خسائر الإغلاق ولا سبيل لتجاوز المحنة إلا باللقاح للجميع. مشكلة الدول الفقيرة توفير اللقاح. مشكلة الدول الغنية إقناع كل مواطنيها بضرورة التلقيح. مشكلة العالم أن يدرك الجميع أن أحداً لن ينجو بمفرده. وحتى يحدث ذلك يبقى صحيحا أن الدنيا حظوظ.. و لقاحات!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة