صورة موضوعية
صورة موضوعية


ما هو "الموت الأسود" الذي انتشر في الكونجو مؤخراً ؟

هبة عبدالفتاح

الإثنين، 31 مايو 2021 - 11:23 ص

 أعلنت السلطات الصحية في جمهورية الكونجو الديمقراطية عن ظهور 15 حالة مرضية بالطاعون الدبلي "الطاعون الأسود" في مقاطعة إيتوري، خلال الفترة من 23 أبريل إلى 8 مايو.

وقال مدير الصحة في مقاطعة إيتوري الدكتور لويس تشولو، السبت 28 مايو، إن التقارير أظهرت وجود 15 حالة في مقاطعة إيتوري،  وأوضح أن المرضى ظهر عليهم أعراض الصداع والحمى والسعال والقيء الدموي.

وبحسب التقارير الصحية لولاية إيتوري، أظهرت التقرير 15 حالة من بينها 11 حالة وفاة، وكانت الأولى منها لسيدة توفيت داخل وحدة الرعاية الصحية بفتكي في منطقة بوكشيل الطبية بعد أسبوع من إصابتها.

اقرأ أيضاً: بعد كوفيدـ 19.. خبير يحذر من «كوفيد-26» و«كوفيد-32»

ترصد "بوابة أخبار اليوم" خلال التقرير التالي كل ما تريد معرفته عن "الموت الأسود" الذي حصد حياة أكثر من 50 مليون شخص في أوروبا خلال القرن الرابع عشر، وعاد مجدداً في زمن الكورونا.

«الطاعون الدبلي» مع «طاعون إنتان الدم، و الطاعون الرئوي» هم السبب وراء "الموت الأسود" الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر، وتسبب وقتها في وفاة 50 مليون شخص تقريبًا في القارة العجوز آنذاك.

والطاعون هو مرض بكتيري شديد الخطورة، يعيش الكائن الحي الذي يسبب الطاعون على بكتيريا حيوانية المنشأ تدعى «اليرسينية الطاعونية» وتوجد عادة لدى صغار الثدييات والبراغيث المعتمدة عليها القوارض الصغيرة المنتشرة بشكل أكثر شيوعًا في المناطق الريفية، وشبه القبلية في إفريقيا، وآسيا، والولايات المتحدة.
 
ينقسم الطاعون إلى ثلاثة أنواع رئيسية، «دبلي، وإنتاني دموي، ورئوي»، وفقًا للجزء المصاب بالجسم. تختلف العلامات و الأعراض باختلاف نوع الطاعون.

ويعد الطاعون الدبلي أكثر أنواع الوباء شيوعاً، ويعرف بـ «تورم العُقَد اللمفية أو أورام التهابية في العقد الليمفاوية» التي تتطور عادة في الأسبوع الأول بعد الإصابة، وتصبح أورام الالتهابية في العقد الليمفاوية.
 
كيف يُصيب الإنسان؟
 
«الطاعون الدبلي» هو عدوى بكتيرية حادة تنتقل في المقام الأول عن طريق البراغيث، ويصيب الأشخاص الذين تلدغهم البراغيث التي تتغذى على القوارض المصابة، أو الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات المصابة.
 
وينتشر بين الدول عن طريق الفئران، لذلك يساعد الحد من تكاثر الفئران في الوقاية من المرض وانتشاره، وينتقل بين البشر بالملامسة المباشرة للأنسجة الملوثة بالعدوى، أو استنشاق الرذاذ المنبعث من الجهاز التنفسي للشخص حامل المرض.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، إن الطاعون يمكن أن يكون مرضاً وخيماً جداً لدى الإنسان، إذ يتراوح معدل إراقة لأرواح البشر في شكله «الدبلي» بين 30 و60٪، ويكون مميتاً على الدوام في شكلها «الرئوي» عند تركه من دون علاج.
 
أعراضه وفترة حضانته
 
أكدت منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي أن «الطاعون الدبلي» تظهر أعراضه على الشخص المصاب بالعدوى اليرسينية الطاعونية، بعد فترة حضانة تتراوح بين يوم واحد وسبعة أيام.

ويسبب «الطاعون الدبلي» التهاب في اللوزتين والغدد اللمفاوية والطحال، وتظهر أعراضه على شكل الحمى والصداع والرعشة وآلام في العقد اللمفاوية.

ويظهر في الأربية أو الإبط أو الرقبة في حجم بيضة الدجاج تقريبًا، ويسبب ألمًا عند اللمس.
 
ومن الممكن أن يتطور «الطاعون الدبلي» وينتشر إلى الرئتين، ويتحول لنوع أخر من الطاعون وهو «الطاعون الرئوي» والذي يُعتبر الأكثر خطورة، وهنا تكمن الخطورة من تفشي هذا المرض.
 
وقال رئيس برنامج مكافحة الفئران في مقاطعة ألبرتا بكندا فيل ميريل، في تصريحاته له نشرها موقع  « cnn بالعربية» في مايو 2019 ، إن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق 19 مليار دولار سنويا على مكافحة الفئران، أي سدس ما تنفقه سنويا تقريبا على مكافحة الكائنات الغازية.

وبحسب تصريحات ميريل، لا توجد مدينة في العالم تخلو من الفئران بخلاف مقاطعة ألبرتا بكندا.
 
مرض يسهل علاجه
 
في العصر البائد فقط كنا يمكننا أن نقول «الطاعون الأسود»، لما حققه هذا الوباء اللعين من إزهاق لملايين الأرواح البشرية، وما خلفه من مجاعات وانهيار لاقتصاد دول عظمى، فقد ظهر «الطاعون» للمرة الأولى في القرن السادس الإمبراطورية الرومانية الشرقية.
 
وتسبّب الطاعون تاريخيًا في اندلاع جوائح واسعة النطاق، أسفرت عن ارتفاع معدلات الوفيات، وكان معروفًا باسم «الموت الأسود» خلال القرن الرابع عشر بعد أن حصد أرواح أكثر من 50 مليون شخص في أوروبا.

إلا أن الوضع حديثًا مختلف.. فالوضع يحتاج لمزيد من الحيطة والأخذ بالتدابير الوقائية خاصةً في المدن والقرى التي تنتشر بها الفئران والقوارض، لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن الطاعون اليوم أصبح «مرض يسهل علاجه بواسطة المضادات الحيوية»، وبحسب آخر إحصائيات نشرتها منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي، فـ«الطاعون» أصاب 3248 شخصًا في الفترة الواقعة بين عامي 2010 و2015، توفي منهم 584 شخصًا، بنسبة وفيات بلغت 18% تقريبًا.
 
توصيات الصحة العالمية
 
وتوصي منظمة الصحة العالمية باتخاذ التحوطات القياسية للوقاية من الإصابة بعدوى الطاعون، وتطالب بإخطار الناس في حال وجود الطاعون الحيواني المنشأ في بيئتهم، وتوصيتهم باتخاذ التحوطات اللازمة ضد لدغات البراغيث وعدم مناولة جثث الحيوانات.
 
وتؤكد الصحة العالمية بالتنبيه على الأشخاص تجنب الملامسة المباشرة لسوائل وأنسجة الجسم المُصابة بعدوى المرض، كما ينبغي تطبيق التحوطات القياسية عند مناولة المرضى الذين يُحتمل أنهم مصابون بالعدوى وعند أخذ العينات.
 
ولا توصي منظمة الصحة العالمية بالتطعيم إلا للفئات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بالعدوى «مثل موظفي المختبرات المعرضين باستمرار لخطر التلوث، و عاملي الرعاية الصحية».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة