غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

سمير غانم.. الموهبة والسمعة

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 01 يونيو 2021 - 07:55 م

أجمل ما قرأته عن الفنان الجميل سمير غانم هو رأى الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى كشف فيه سر تميز سمير غانم فى كلمتين، فحينما شاهده لأول مرة فى الستينات، اتصل بأحد أصدقائه وسأله عن هذا الشاب الموهوب قائلا: «ولد كوميديان عجيب بيضحك بطريقة جديدة، مش بيحرك شلاضيمة زى إسماعيل ياسين، ولا تخين ولا قصير ولا أحول زى القصرى، بالعكس ده شاب وسيم جدا وكان ممكن يمثل تراجيدى، بس ده كوميديان غير عادى».
سمير غانم لم يكن فقط فنانا كوميديا مبدعا، بل حالة فنية وإنسانية نادرة، خفيف الدم والروح بالفطرة، موهبته الفريدة فى الارتجال، جعلته يصنع لنفسه مدرسة خاصة فى الأداء الكوميدى، فيستطيع أن يخطف قلوب وعيون وآذان المشاهدين على المسرح بمونولوج فردى طويل، لا تتوقف فيه عن الضحك، دون أن يخرجك عن سياق الأحداث.
والغريب أن الكوميديان العظيم سمير غانم تربى تربية عسكرية، فوالده حكمدار الفيوم اللواء يوسف غانم، واأسرته صعيدية أصيلة، وكان لهذه التربية دور كبير فى صناعة نجاحه، فهو صاحب رحلة كفاح طويلة، بدأها فى الستينات بتكوين فرقة ثلاثى أضواء المسرح مع زميليه جورج سيدهم والضيف أحمد، كان كل منهم يمتلك كاريزما خاصة، فحققوا نجاحا مذهلا، وكان يجمعهم الحب، بعيدا عن الضغائن والمنافسة، فكانوا يتعاملون كشخص واحد فنيا وماليا، ولم تنفض الفرقة إلا بوفاة الضيف أحمد، ليواصل سمير وجورج العمل معا حتى مرض جورج وابتعاده.
وبسبب موهبته الفريدة، استمر تصاعد نجم سمير الفنى، ليصبح واحدا من ألمع نجوم الكوميديا فى المسرح والسينما والتليفزيون، ويحتفظ بنجوميته منذ السبعينات وحتى وفاته، دون أن يفكر طوال رحلته الفنية -مثل غيره من نجوم الكوميديا- فى تغيير جلده والإتجاه للتراجيدى، بل فضّل أن يستمر فى صناعة السعادة ورسم الضحكة حتى آخر أيامه.
نجومية الفنان واستمرارها لا تصنعها الموهبة فقط، بل شخصيته وحب الناس، وسمير غانم كان دائما بسيطا ضحوكا مسالما حتى فى حياته الخاصة، وطوال حياته لم نسمع أبدا عن خلافاته مع أحد، ولم تطارده شائعات تنال من سمعته، بل كان كما وصفه البعض صاحب أجمل سيرة وسمعة، والفنان قبل كل شيء «سيرة وسمعة».

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة