جثث الموتى
جثث الموتى


عصابات لها تقاليد.. تسرق جثث الموتى وتساعد المحتاجين

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 02 يونيو 2021 - 05:50 م

كان لرجال العصابات في محافظات الصعيد، وخاصة قنا، تقاليد عجيبة وغريبة، في خمسينيات القرن الماضي، حيث أنهم إذا اقتحموا أحد المنازل ووجدوا  أمامهم "خبزا" تشائموا، وانسحبوا، وإذا وجدوا في المنزل امرأة حامل، وعلى وشك أن تضع مولودها، انسحبوا أيضا في هدوء، وإذا لم يجدوا في البيت ما يسرقونه فإنهم يتركون لأهله مساعدة مالية!

وبحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة عام 1950، اعتادت العصابات بنجع حمادي في قنا على اقتحام المنازل، وخطف الأشخاص بمجرد أن تميل الشمس إلى  الغروب، وتتسلل أشعتها الحمراء من وراء أعواد القصب، وفي هذه الأثناء تكون قد هدأت العيون، والتزم الأهالي بعدم الخروج من منازلهم، يغلقون أبواب   بيوتهم ومتاجرهم، ويكف الجميع حتى عن الهمسات خشية أن يسمعهم رجال العصابات.

ففي هذا المركز البيوت محاصرة بزراعات القصب من كل اتجاه، ويتوقع الأهالي في كل ساعة اختطاف أحدهم، حتى أصبحت هذهالعصابات رمزا  للغارات الجريئة.

ويروي أحد الضحايا والذي كان يعمل "تمرجي" بالمستشفى الأميري أنه أثناء ذهابه إلى المستشفى الذي كان يبعد حوالي كيلومترين عن المساكن ، حيث خرج عليه فجأة أكثر من ١٥ رجلا ملثمين، ومدججين بالأسلحة، وقادوه إلى زراعات القصب مما بعث الرعب، والهلع في نفسه.

وبصوت خافت يشوبه حزن وقلق، أخذ يوضح لهم أنه غريب عن الصعيد، وأنه من محافظة الشرقية، ويعمل بالمستشفى، وقاموا بتفتيشه فلم يجدوا  معه سوى ١٥٠ قرشا، وبابتسامة هادئة تقدم زعيمهم إليه، وأخذ منه ٥٠ قرشا فقط، وترك له الباقي، وسأله، قائلا: مسامحنا فيهم؟!

تنفس التمرجي الصعداء، وأجابه بسرعة شديدة، يغمرها أمل بالعفو عنه: مسامحكم، وأن كنتم عايزين الباقي خدوه، ربت على كتفه زعيم العصابة، وطلب منه أن ينصرف، وسابقت قدماه الرياح، غير مصدق بما فعله معه زعيم العصابة ورجاله.

وأوضح رجال المباحث حينها أن هذه العصابات كانت عندما ينتهي محصول القصب، يعودون إلى أوكارهم في الجبال، ويهبطون بعد ذلك إلى المقابر، ويسرقون جثث الموتى حديثا، ويطالبون ذويهم بفدية قدرها ٢٠٠ جنيه، وتم عمل كمين لهم، وسط زراعات القصب، والقبض على عدد  كبير منهم بمساعدة الهجانة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة