محمود سالم
محمود سالم


مجرد فكرة

رفض الاستسلام للظروف

أخبار اليوم

الجمعة، 04 يونيو 2021 - 06:39 م

يقول الأمريكى مالكوم إكس إن الخطوة الأولى للنجاح تكمن فى رفض الاستسلام للظروف المحيطة.. الحقيقة أن تلك المقولة تجسد إلى حد كبير رؤية القيادة السياسية فى إدارة مختلف الملفات سواء السياسية أو الاقتصادية أو غيرها. والحقيقة أيضا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تصدى بجرأة يحسد عليها على مدى 7 سنوات للعديد من الملفات الشائكة والمعقدة التى كانت تعيشها مصر ولعل فى مقدمتها خطوات الإصلاح الاقتصادى وهى الإجراءات التى كان يتحاشاها كل الرؤساء السابقين ويرتعدون من مجرد طرحها أمامهم. وهنا أتذكر ما قاله لى المرحوم المهندس حسين صبور وكان وقتها رئيسا للجانب المصرى فى مجلس الأعمال المصرى الأمريكى عندما التقى أعضاء المجلس بالرئيس الراحل حسنى مبارك وكان ذلك فى بداية توليه الرئاسة، ويومها تلقى مبارك نصيحة مباشرة تقضى بضرورة الإصلاح مثل تحريك أسعار الطاقة وإلا سوف يجد الاقتصاد المصرى نفسه فى وجه الحائط.. وهنا جاءت كلمات الرئيس الأسبق على وجه الدقة «لو فعلت هذا إما يقتلونى أو يحبسونى» يعنى آثر الابتعاد عن المنغصات وابتعد عن الشر كما يقال لكنه لم يغن له!.. ومن قبله كان المرحوم الرئيس السادات قد رأى «رأس الذئب الطائر» عندما تم رفع الأسعار فتوقف عن مثل تلك الإجراءات الإصلاحية واستسلم للظروف المحيطة وترك - مثله مثل مبارك - المركب يقترب من الغرق ويغوص فى أعماق المجهول وبحور الظلمات وتتأجل أية مقترحات من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه اللهم بعض الخطوات الإصلاحية «المتدرجة» التى تمت أيام رئيس الوزراء الراحل د. عاطف صدقى.. والحقيقة كذلك أن السيسى عندما تسلم مهام الرئاسة لم يستسلم للظروف المحيطة رغم المشاكل والصعاب التى كانت تعانى منها مصر فى أعقاب العديد من الأحداث المحلية والعالمية شديدة التعقيد واتجه مباشرة إلى العلاج الجذرى بعيدا عن المسكنات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، فقرر أن «يحاسب على المشاريب» وهو التعبير الذى يردده دائما د. أحمد هيكل رئيس شركة القلعة عندما تطرح تلك القضايا أمامه. وبمعنى آخر رفض الرئيس ما كان يحبذه الآخرون من تصفيق كان وراء تأجيل كل خطوات الإصلاح إلى آجال وآجال لا يعلم أحد مداها!. لقد اخترق الرئيس كل الملفات: محطات كهرباء جعلت مصر تصدر الطاقة للعديد من الدول بعدما كانت تعانى الأمرين من انقطاع التيار الكهربائى، وشبكة طرق وكبارى ومحاور وأنفاق أسهمت فى تسهيل حركة المرور وتخفيض تكلفة الوقود، والآلاف من الوحدات السكنية وتطوير العشوائيات وغيرها من الإجراءات التى تحمى الفئات محدودة الدخل.. والأهم إصلاح اقتصادى أنقذ مصر من أزمات لا حصر لها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة