الجمعة، 11 يونيو 2021 - 07:24 م

نجح مسلسل «خلى بالك من زيزى» فى أن يحتل مكانة متقدمة وينافس بقوة على أفضل أعمال الدراما الرمضانية لهذا الموسم، رغم فكرته التى بدت بسيطة، واقتربت فى الحلقات الأولى من المعالجة التقليدية لمسرحية «ترويض النمرة» لوليم شكسبير التى قدمتها السينما العالمية والمصرية عبر أعمال عديدة، غير أن حلقات المسلسل كشفت تدريجيا عن أزمة كبيرة ومرض يجهله الأغلبية منا وهو «قصور الانتباه وفرط الحركة» «ADHD» الذى أصيبت به البطلة فى طفولتها وتعاملت معه أسرتها-دون وعي- مما فاقم حالتها المرضية التى لازمتها حتى أصبحت زوجة مما دفعها لارتكاب أخطاء وإثارة أزمات.
الفكرة البراقة لم تكن هى فقط التى جذبت الجمهور فى موسم متخم ب 25 مسلسلا رمضانيا،لكن القالب الذى وضعت به كان هو الأكثر جاذبية، والأكثر ملاءمة لها، وأعنى أسلوب «اللايت كوميدى» الذى ارتفع بالفكرة معتمدا على كوميديا الموقف التى تثيرها مواقف البطلة، ويحاول المحامى ترويضها حتى لا يتم الزج بها فى السجن جراء اعتدائها الصارخ على زوجها،فتنصاع لعلاج نفسى وممارسة رياضة عنيفة تخرج بها طاقة الغضب الكامنة داخلها،
بالتأكيد ساهم عمل صاحبة الفكرة منى الشيمى كمعالجة نفسية فى صدق الطرح، لاسيما وقد صرحت بأنها تعانى من أحد أنواع المتلازمة، وكان وجود الكاتبة الأكثر احترافية مريم نعوم كمشرفة على الكتابة إضافة كبيرة لسيناريو محكم ثرى بالمواقف، تنساب مشاهده فى بساطة، إضافة إلى العناصر المتميزة التى ساهمت بشكل كبير فى نجاحه، ومنها الملابس لناهد نصر الله التى عكست عشوائية شخصية البطلة، والموسيقى الموحية لخالد الكمار، ويبقى الأداء أحد أهم عناصر نجاحه باختيار متقن من المخرج كريم الشناوى، مايسترو هذا العمل، وأداء مدهش لأبطاله بدءا من أمينة خليل التى عاشت تحولات شخصية زيزى وتناقضاتها، وإيقاعها اللاهث فى الحديث والحركة، ومحمد ممدوح الذى يخطو بثقة فى قدراته الكبيرة كممثل، وعلى الجارم الذى أبهرنا بأدائه، والطفلة الموهوبة ريم عبد القادر، يحسب للعمل تطرقة لقضايا إجتماعية وتسليطه الضوء على مشاكل حقيقية فى المجتمع والتى جسدتها ببراعة الممثلتان الكبيرتان سلوى محمد على وصفاء الطوخى وأفسح السيناريو مجالا لهما لطرح أزمتهما تحية لفريق العمل لهذا المسلسل الذى وصفه الفنان الكبير محمد صبحى أنه شرف للدراما المصرية.